تونس.. ما دلالات وتداعيات نزول "النهضة" إلى الشارع؟ (فيديو إرم)
حذّر محللون ونشطاء سياسيون في تونس من نقل المعركة السياسية إلى الشارع معتبرين أنّ نزول حركة النهضة في مسيرة مرتقبة، يوم السبت، يعكس عدم استعداد للحوار لحل الخلافات السياسية.
وقال الكاتب السياسي وجيه الوافي إنّ تنظيم حركة النهضة لمسيرة في الشارع الرئيس للعاصمة تونس هو استعراض للقوة، حيث إن الحركة تريد أن تُظهر أنها لا تزال تتحكم في الشارع التونسي، وأن لها وزنها وثقلها وقد قامت بتحشيد كبير للغرض ما يعكس أنها تحس أنها في موقف ضعف.
واعتبر الوافي أن تداعيات هذا التحرك ستكون سياسية بالأساس، لأن "النهضة" تريد أن تثبت لخصومها أنها لا تزال تتحكم في الشارع، وقادرة على نقل المعركة إلى الشارع في مسعى إلى الضغط على رئيس الجمهورية قيس سعيّد من خلال الشارع.
لكن الوافي أكد أنّ الشارع لم يعد له نفس الحجم، ونفس التأثير الذي كان عليه سابقًا عندما كان الشعب كله في نفس اتجاه الثورة والانتقال الديمقراطي، بينما تشتت الشارع، اليوم، ولم يعد له نفس الوزن والقدرة على تغيير المقاربات والمعادلات السياسية في تونس.
ورأى النائب ورئيس كتلة حزب "تحيا تونس" في البرلمان مصطفى بن أحمد أنّ تحرك "النهضة" في الشارع يوحي بعدم استعداد الأطراف المعنية بالحوار أو ضعف التزامها وإيمانها بأن يكون الحوار مجديًا، في إشارة إلى أطراف الأزمة السياسية الحالية بسبب معضلة التعديل الوزاري.
وأضاف بن أحمد أنّ هذه المسيرة المرتقبة تأتي في قلب"الحرب على الصلاحيات" ما قد يسبب متاعب اجتماعية إضافية، مشيرًا إلى أن عدة مرافق حيوية ضعفت، اليوم،بصورة كبيرة، والمسؤولية مشتركة بين الدولة وفعاليات المجتمع الأخرى بشكل أقل" وفق تعبيره.
وعلّق الناشط الحقوقي صبري الثابتي من جهته بأنّ النزول إلى الشارع يحتمل قراءتين، فإما أن يكون جزءًا من العمل السياسي تتواصل فيه القواعد والقيادات وفق رؤية البعض، بينما يرى آخرون أن عمل الأحزاب السياسية، خاصة تلك التي تكون في السلطة يكون بالإنجاز، مشيرًا إلى أنه قد تكون للمسيرة المرتقبة انعكاسات سلبية.
ورأى الثابتي أن الشارع لن يضيف شيئًا، لأن ما نراه هو صراع ديكة، واستعراض عضلات، لن تكون له أية نتائج إيجابية، وفق قوله.
