بعد التهديدات المتبادلة بالنزول إلى الشارع.. هل تنزلق تونس لفوضى شاملة؟ (فيديو إرم)
تشهد تونس تهديدات متبادلة بين عدة أطراف سياسية عدة بالنزول إلى الشارع، مع احتدام الأزمة السياسية، ما أثار مخاوف من الانزلاق إلى فوضى شاملة وصدام محتمل، قد يعيد الأوضاع إلى المربع الأول، بحسب تحذيرات محللين.
واعتبر الناشط السياسي الهادي بالطيب في تصريح لـ "إرم نيوز" أن المشهد في تونس بات ينذر بحرب أهلية في ضوء التصعيد وتحشيد الشارع، مشيرا إلى أن "أصل الخلاف بين رئيس الجمهورية قيس سعيد وحركة النهضة التي لها تاريخ بالعمل السري وفي التظاهرات والاغتيالات" وفق قوله.
وأضاف أن "ما نشهده اليوم هو دق لطبول الحرب. وهذا التصعيد ليس في صالح تونس"، لكنه رجّح أن يتنازل رئيس الحكومة هشام المشيشي وحركة النهضة لأنه ليس من مصلحتهما هذا الاستمرار في التصعيد، وفق تقديره.
وحذّر المحلل السياسي محمد بوعود من ان انحراف الفرقاء إلى تحشيد الشارع يذهب بالخصومة السياسية إلى مآلات أخرى أمنية واجتماعية قد لا تُحمد عقباها وقد لا يستطيع من بدأها أن ينهيها".
ورأى في الدعوات محاولة من حركة النهضة والائتلاف الحاكم لإظهار أن هناك مدا جماهيريا ودعما شعبيا لحكومة المشيشي، وهذا نوع من المخاطرة التي قد تجرّ أحزابا وقوى سياسية أخرى إلى استعراض قوتها في الشارع، ما قد يؤدي إلى تصادم.
ووصف ما يجري بأنه بدعة سياسية لأن حركة النهضة وحلفاءها هم الطرف الحاكم وهم الذين دفعوا نحو إجراء تعديل وزاري، ولأول مرة سنرى طرفا حاكما يتظاهر ضد المعارضة"، لكنه اعتبر أن الأزمة ستنتهي وسيتم التوصل لحلول ترقيعية أو مؤقتة، ويبقى الإشكال في الثمن الذي ستدفعه تونس التي تواجه أزمة اجتماعية واقتصادية ووبائية.
واعتبر المحلل السياسي سرحان الشيخاوي أن النزول للشارع منعرج خطير في الأزمة السياسية القائمة ولا أحد بإمكانه التنبؤ بمآلاته، والصدام في الشارع قد يجرّ تونس إلى أوضاع من الصعب التحكم فيها.
وحذّر من أن دعوات النزول للشارع تأتي تزامنا مع تحركات اجتماعية في جميع محافظات البلاد تقريبا ومع تهديدات إرهابية قائمة، ما يعني أن الحراك يدفع نحو توتير المناخ الاجتماعي في تونس.
