ماذا وراء إعلان أردوغان "الانسحاب المشروط" من ليبيا ؟
ماذا وراء إعلان أردوغان "الانسحاب المشروط" من ليبيا ؟ماذا وراء إعلان أردوغان "الانسحاب المشروط" من ليبيا ؟

ماذا وراء إعلان أردوغان "الانسحاب المشروط" من ليبيا ؟

طرحت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول الانسحاب المشروط لقواته من ليبيا تساؤلات عن جدية أنقرة في الوفاء بالتزاماتها وتنفيذ ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين الليبيين من أجل إرساء السلام .

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء إنّ بلاده ستبحث سحب قواتها من ليبيا إذا انسحبت القوات الأجنبية الأخرى أولا وفق تعبيره.

واعتبر متابعون للوضع الليبي أنّ تصريحات الرئيس التركي هي جزء من مناورة تقوم بها أنقرة للضغط على المجتمع الدولي وابتزازه لتمديد بقائها في ليبيا إلى أطول فترة ممكنة.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عز الدين عقيل لـ "إرم نيوز" إنّ أردوغان "لا يضمن استمرار مصالحه في ليبيا إذا ما قرر الانسحاب بشكل كامل ولا سيما فيما يتعلق بالاتفاقية البحرية التي وقعها مع حكومة السراج، فهو يسعى إلى إطالة أمد بقائه في ليبيا حتى يحمي هذه الاتفاقية إلى حين تحقيق أهدافها وهي التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط واستفزاز اليونان، وفق قوله.



وأضاف عقيل أنّ تركيا وروسيا تحاولان الآن تبادل الأدوار وكل طرف منهما يقول إنه مستعد للانسحاب من ليبيا بشرط انسحاب الطرف الآخر، وفي النهاية هما وجهان لعملة واحدة ويريدان انتهاز وجود جو بايدن على رأس الإدارة الأمريكية وانشغاله بقضايا أخرى عن ليبيا لمواصلة بقاء قواتهما هناك.

وأكد عقيل أنّ المهم اليوم هو موقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية اللذين يشكلان الجزء الأكبر من المجتمع الدولي، فإذا كانا يريدان فعلا تقديم الدعم الكامل لليبيا والضغط على القوات الأجنبية للمغادرة فسيكون إخراج الأتراك وغيرهم من ليبيا أمرا سهلا أما إذا كان المجتمع الدولي يماطل في ذلك فإنّ كل مخرجات الحوار الليبي وكل ما نراه اليوم لا يمكن أن يؤدي إلى إحلال السلام في ليبيا.



ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد علي خليفة أنّ تصريحات الرئيس التركي لا تخلو من مناورة ومن استفزاز، موضحا أنّ المناورة تكمن في أنّ أردوغان يساوم المجتمع الدولي على مسألة محسومة وعلى تنفيذ قرار نصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية ودعت إليه واشنطن والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وألحت في التعجيل بتنفيذه، ليقابلها اليوم بردّ مشروط".

وأضاف خليفة في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ "هذه التصريحات لا تخلو أيضا من جانب استفزازي وتأتي غداة كشف نية أنقرة إجراء عملية تبديل للمرتزقة السوريين المقاتلين في ليبيا، في خطوة تبدو مستفزة لجهود المجتمع الدولي ودعواته إلى استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإخراج القوات الأجنبية والمقاتلين المرتزقة من الأراضي الليبية".

وأكد خليفة أنّ "الظاهر أنّ تركيا لا تنوي سحب قواتها وحتى إذا تعرضت لضغط دولي في هذا الاتجاه ستجد صيغة لنشر قوات غير مقاتلة تحت مسمى مستشارين أو خبراء عسكريين في مناطق نفوذها التقليدية" مشيرا إلى أنّ أنقرة تستند في ذلك إلى قربها من رئيس الحكومة الجديد عبدالحميد دبيبة وأنّ الأتراك سيدفعون باتجاه التصويت بمنح الثقة لهذه الحكومة ضمانا لرعاية مصالحهم هناك" وفق قوله.



أما المحلل السياسي محمد العلاني فاعتبر أن تصريحات أردوغان تتضمن إعلان نوايا بالانسحاب وإن كان مشروطا وهذا يمثل تطورا في الموقف التركي الذي كان ينظر إلى ليبيا على أنها مقاطعة تابعة له ومجالا حيويا له لتنفيذ مشاريعه التوسعية والسيطرة على المنطقة.

وأضاف العلاني أنّ "إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب يمثل اعترافا بأنّ جهود إرساء الحل السلمي باتت هي الراجحة والغالبة ويمثل أيضا مناورة من أنقرة لإظهار حسن النوايا وتخفيف حدة الضغوط الأمريكية عليها، بعد صعود إدارة جو بايدن ومن ثم هي تسعى إلى بعث رسائل طمأنة إلى المجتمع الدولي بأنها تسعى إلى التهدئة ولا ترغب في الصدام" وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com