بعد فشل الجولة الأولى.. هل يحسم "الحوار الافتراضي" ترتيبات المرحلة الانتقالية في ليبيا؟ (فيديو إرم)

ينظر متابعون إلى جلسات الحوار الافتراضية التي تبدأ، اليوم الاثنين، بين الفرقاء الليبيين بكثير من الشكوك حول قدرتها على تجاوز الخلافات والتوصل إلى حلول بشأن إدارة المرحلة الانتقالية، رغم إشارتهم إلى تحقيق "بعض التقدم " في ملتقى تونس.

ويستأنف الفرقاء الليبيون الجولة الثانية من الحوار عبر تقنية الاتصال المرئي، ومن المنتظر أن يتضمن جدول الأعمال بحث الاتفاق حول الحكومة الانتقالية وترتيبات إجراء الانتخابات التي تم الاتفاق على أن يكون موعدها يوم الـ24 من ديسمبر/ كانون الأول 2021.

واعتبر المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل أن "الفشل في الجولة الأولى واللجوء إلى حلبة افتراضية أمر محفوف بكثير من المخاطر، ويبدو أن هناك رغبة لتمرير أمور رغما عن إرادة المشاركين في منتدى الحوار، لأنه يمكن التشويش على بعض الآراء من خلال الجلسات الافتراضية ".

https://drive.google.com/file/d/1L_oDh13LA9c37BqW6_Jk11MNju3c2IL3/view?fbclid=IwAR3wt7R7ZU2eGnCAavI2P67AqIVpcdb5tUcLOm-7N7k9HtBfE4cuf-YCd8A

وأكد عقيل لـ "إرم نيوز"، أن الأمر مرتبط إلى حد كبير بالمؤثرات الخارجية ولا سيما بالإدارة الأمريكية الجديدة، مشيرا إلى مواقف الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بشأن التدخل الروسي والتركي في ليبيا.

وقال عقيل إن التطورات السياسية المقبلة قد يكون الروس والأتراك أكبر ضحاياها، مضيفا أنه "بمجرد تسلم بايدن مهامه ستشهد العلاقات الأمريكية الأوروبية تحسنا وهذا سينعكس على توحيد (الناتو) الذي مزقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأهم أن إدارة بايدن ستسلم ليبيا إلى الاتحاد الأوروبي؛ لأن بايدن نشأ في إدارة أمريكية ترى أن ليبيا تابعة للمجال الجيوسياسي الأوروبي".

من جانبه، اعتبر الناشط السياسي الليبي فرج حميد أن "الأمور قد تُحسم في هذه الجولة من الحوار، ولكن ليس لصالح الشعب الليبي بل لصالح الغرب وأمريكا"، مضيفا "نحن نعي ما يدور في الكواليس وما تقوم به بعثة الأمم المتحدة بغض النظر عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه".

واستبعد فرج حميد أن يتم الاتفاق خلال هذا الأسبوع على حل من خلال الحوار عبر تقنية الاتصال المرئي، مشيرا إلى أن هناك نتائج تحققت في حوار تونس عندما كان الاجتماع مباشرا، ولكن حين وصل المشاركون إلى مناقشة ملف المجلس الرئاسي والحكومة أصبح هناك مال يصول ويجول بين أروقة الملتقى".

بدوره، رأى المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي بشير الجويني أن "الحوار الليبي خلص إلى أن الحل السياسي أصبح مسألة أساسية في ليبيا، باستثناء قلة قليلة تبدو غير مقتنعة بهذا الخيار".

وقال الجويني إن "ما يحدث داخل ليبيا وما حصل في الانتخابات الأمريكية وما يحدث في منطقة شرق المتوسط كلها عوامل تؤكد أن المسار السياسي هو الحل المتبقي لليبيين، لا سيما بعد الاتفاق على موعد الانتخابات ووضع خريطة طريق واضحة".

واعتبر الجويني أن المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز حققت نجاحا حين وضعت المسألة الليبية على خط الحل السياسي، مضيفا "نأمل أن تكون النتائج في قيمة الانتظارات وأن تكون تونس محطة أساسية للحل".