تونس.. الإطاحة بالفخفاخ تعمق الصراع داخل النهضة
تونس.. الإطاحة بالفخفاخ تعمق الصراع داخل النهضةتونس.. الإطاحة بالفخفاخ تعمق الصراع داخل النهضة

تونس.. الإطاحة بالفخفاخ تعمق الصراع داخل النهضة

عمّق قرار مجلس شورى حركة "النهضة" سحب الثقة من حكومة إلياس الفخفاخ والإطاحة بها، الصراع داخل حركة "النهضة"، وسط انقسام غير مسبوق وتصاعد الغضب على رئيسها راشد الغنوشي.

وتقف حركة "النهضة" اليوم أمام خيارات صعبة بعد أن اختارت "المواجهة" مع رئيس الحكومة، وأصرت على سحب الثقة منه، ما قد يزيد في احتدام الموقف ويزيد التحركات الهادفة إلى سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي ورفض لائحتها لإسقاط الحكومة إن تقدمت بها.

ورغم بيان مجلس شورى الحركة الذي دعا صراحة إلى سحب الثقة من الفخفاخ، فإن القراءات داخل الحركة بدت متباينة، وذهبت قيادات داخل الحركة إلى اعتبار أن رئيس الحركة راشد الغنوشي كان وراء القرار وتسرع في السعي إلى الإطاحة بالفخفاخ، وفي سحب الثقة من الفخفاخ والبحث عن بديل له.



ويعتبر أصحاب هذا الموقف أنه كان على الحركة انتظار نتائج تحقيق اللجنة البرلمانية المكلفة بالنظر في ملف شبهة الفساد التي تلاحق رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ قبل الإفصاح عن نية سحب الثقة منه.

وجاء قرار سحب الثقة من الفخفاخ مناقضا لتصريحات القيادي في الحركة سمير ديلو الذي قال مساء الثلاثاء إن الحركة ليست سائرة في طريق سحب الثقة من الفخفاخ وإنها ستدرس جميع الخيارات، وذلك في خطوة تعكس حجم الخلاف والانقسام داخل الحركة حيال الموقف من رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ.

وفي تصريح يظهر اعتراضا واضحا على قرار سحب الثقة من الفخفاخ، اعتبر القيادي البارز في الحركة، الوزير السابق محمد بن سالم أن "النهضة إذا قررت إسقاط الحكومة فستلجأ إلى البرلمان دون خجل، لكنها لم تقم بذلك لأن مواقف الحركة متعلقة دائما بالحوار والبحث عن الحلول الوسطى"، وفق تعبيره.



وعلّق المحلل السياسي محمد العلاني في حديث لـ "إرم نيوز" بأن تصريحات ديلو وبن سالم تعكس "تمردا خفيا" على القرار الذي ذهب إليه الغنوشي، وهو سحب الثقة من الفخفاخ وإسقاط حكومته بأي طريقة، وفق قوله، معتبرا أن الاجتماعات المتكررة لمجلس شورى الحركة (اجتماعين في أقل من ثلاثة أيام) تعكس حالة من الصدام داخل المجلس الذي ينقسم إلى شق موالٍ لتوجهات رئيس الحركة، وشق آخر له رؤى مختلفة تماما"، بحسب قوله.

ومن جانبه أكد المحلل السياسي محمد صالح العبيدي لـ "إرم نيوز" أن "حركة النهضة خلقت أزمة جديدة وكشفت عن حجم الخلافات داخلها من خلال موقفها المتسرع من رئيس الحكومة والرغبة التي أبدتها قياتها في الإطاحة به، وفق تعبيره، موضحا أن قرار سحب الثقة من الفخفاخ هو موقف الشق القريب من رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي يخوض معركة ابتزاز مع الفخفاخ ومع مكونات الائتلاف الحاكم، بينما تسعى أصوات أخرى داخل الحركة إلى اتخاذ مواقف متوازنة ومدروسة، وهو ما يتم طمسه من خلال بيانات مجلس الشورى التي تعكس دائما الموقف الأقرب إلى توجهات رئيس الحركة"، وفق تأكيده.



وأضاف العبيدي أن هذا الأسلوب يُعدّ هروبا إلى الأمام من جانب رئيس الحركة والشق المحسوب عليه، لكنه لا يخفي أن هناك أصواتا داخل الحركة لا تنظر بعين الرضا إلى توجهات رئيس الحركة ومواقفه وتحمّله مسؤولية إحداث فراغ على مستوى رئاسة الحكومة بعد قرار سحب الثقة منها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com