تصريح تبون بشأن حكومة الوفاق منعرج جديد في ليبيا.. التدخل التركي يوحد دول الجوار
تصريح تبون بشأن حكومة الوفاق منعرج جديد في ليبيا.. التدخل التركي يوحد دول الجوارتصريح تبون بشأن حكومة الوفاق منعرج جديد في ليبيا.. التدخل التركي يوحد دول الجوار

تصريح تبون بشأن حكومة الوفاق منعرج جديد في ليبيا.. التدخل التركي يوحد دول الجوار

شكلت تصريحات الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، التي ألمح فيها، إلى أن شرعية حكومة الوفاق في ليبيا انتهت، وحذر فيها من تحول ليبيا إلى "صومال جديد" بسبب كثرة التدخلات الخارجية، تحوّلا لافتًا في الموقف الجزائري، يؤشر بحسب مراقبين، إلى بداية تطابق مواقف دول الجوار الليبي، لا سيما أنها جاءت بعد موقف مماثل، عبّر عنه الرئيس التونسي، قيس سعيد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في الآونة الأخيرة.

واعتبر المحلل السياسي التونسي، أمين بن مسعود، أن تصريحي الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، والتونسي، قيس سعيد، تعكس مجموعة من التوافقات الإستراتيجية المهمة، أولها الموقف المتحفظ من استيعاب الشرعية من قبل حكومة الوفاق، وثانيها الموقف المتحفظ أيضًا، من الوجود الأجنبي، وخاصة التركي في ليبيا، وثالثها التوافق في مستوى الموقف من القبائل الليبية، والتشديد على إمكانية أن تلعب دورًا سياسيًا ودستوريًا معقولًا ومسؤولًا، بالتوازي مع دورها الاجتماعي والرمزي.



شرعية سياسية جديدة

واعتبر بن مسعود في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن "الخيط الناظم لتصريحات الرئيسين، التونسي والجزائري، يكمن بكل وضوح في البحث عن شرعية سياسية للشعب الليبي، بعيدًا عن الاستقواء بالوجود العسكري الأجنبي، والعودة الى أصل الشرعية الانتخابية، الأمر الذي يفسر دعوة الرجلين إلى خوض الانتخابات في كافة التراب الليبي".

وقال بن مسعود: "إننا حيال موقف تونسي جزائري يتقارب دون تماه مع الموقف المصري في عدة نقاط، ويتقاطع في أخرى مع الموقف المغربي، وقد يفضي في تقديري الشخصي، إلى أن توفر له الظروف، وأعني بها، التوافق الإقليمي والدولي شرعية دستورية وسياسية جديدة"، معتبرًا أنّ "هذا ليس بالأمر السهل، نظرًا لرهانات الأطراف الإقليمية على اللاعبين المحليين، وإسباغهم شرعيات في بعض الأحيان لا يحتملها الواقع".

وأكد المحلل السياسي التونسي، أنّ التقارب التونسي الجزائري مع الموقف المصري، قد يفضي الى إعادة إنتاج ورقة الجوار الليبي، والتي بدأها الرئيس التونسي الراحل الباجي، قائد السبسي العام 2016، مشيرًا إلى أنّها قد تفضي أيضًا، إلى تجديد هيكلي لاتفاق الصخيرات. لكنّه شدّد على أن هذا التقارب التونسي الجزائري، سيبقى دائمًا، تقاربًا وليس موقفًا موحدًا، ومن المفروض أن يتدعم أكثر، من خلال مسارات كثيرة، لعل أهمها، توسيع الحوار حول ليبيا إلى الجوار الجنوبي، مثل تشاد والنيجر وحتى مالي، وإقناع الأطراف الإقليمية، وهي كثيرة بأن الحل يكون بالتوافق على إنتاج شرعية جديدة، لها وزن داخلي وإقليمي ودولي.



منعرج إستراتيجي

من جانبه، يرى المحلل السياسي المختص في الشأن الليبي، هشام الحاجي، في حديث مع "إرم نيوز"، أن تصريحات تبون تمثل بكل تأكيد منعرجًا إستراتيجيًا في سياق تطورات الوضع في ليبيا، وذلك لعدة أسباب.

وأوضح الحاجي، أن من هذه الأسباب: أن "الجزائر كانت حريصة على أن تبقى في وضعية ما يمكن اعتباره مد جسور التواصل مع كل مكونات الأزمة الليبية، بما يتيح لها أن تكون طرفًا في الحل السياسي، لكن يبدو أن القيادة الجزائرية لديها قناعة بأن حكومة الوفاق غير جادة في الوصول إلى حل سياسي، وهذا الاستنتاج يؤكده ما جاء في تصريحات الرئيس الجزائري تخوفه من "صوملة ليبيا"، وانزعاج من الحضور العسكري التركي، والذي يعتبر على المدى الطويل تهديدًا للأمن القومي الجزائري".

وأضاف الحاجي: أنه "على هذا الأساس، فإن الموقف الجزائري الذي يتطابق مع الموقف المصري، ومع موقف الرئيس، قيس سعيد، في العلاقة بشرعية حكومة الوفاق الوطني، يمثل تطورًا لافتًا في سياق الأزمة الليبية، إذْ يسحب من حكومة الوفاق ورقة هامة، وهي الدعم الضمني الجزائري، ويحدث تقاربًا بين الموقفين المصري والجزائري، بما من شأنه أن يدعم موقف الرئيس، قيس سعيد، في تونس في العلاقة بالملف الليبي.”



موقف حاسم

بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، محمد الورفلي لـ "إرم نيوز": إن "موقف الرئيس الجزائري، بدا أكثر وضوحًا وحسمًا في هذه المرحلة التي يبدو أنه لم يُعد ينفع معها "الحياد السلبي"، خصوصًا مع الحشد الحاصل لمعركة سرت، ما يمثل ضرورة إنتاج مواقف متطابقة ومتقاربة للتصدي للنفوذ التركي المتصاعد، والدفع الواضح لأنقرة، نحو تأييد حالة الفوضى داخل الأراضي الليبية".

وأضاف الورفلي: أن "شبه التطابق في المواقف بين تبون وسعيد في تصريحاته الأخيرة التي أطلقها في فرنسا، والموقف المصري الرافض بشدة لاستمرار الوضع الليبي على هذا النحو، لا يكفي، ما لم يتم بلورة مبادرة سياسية مشتركة، تعبر بوضوح عن مواقف دول الجوار من الملف الليبي، وما لم تمثل جدارًا منيعًا أمام تفاقم حجم التدخل التركي، وتوجيه الوضع الميداني، بما يخدم المصالح التركية دون سواها".



تحوّل لافت

واعتبر المحلل السياسي الجزائري، ساسي حوامدي، أن ما قاله الرئيس الجزائري، يُعد تحولًا لافتًا جدًا في الموقف الرسمي الجزائري من حكومة الوفاق، مشيرًا إلى أن حكومة الوفاق تجاوزتها الأحداث، وأصبحت من الماضي.

وأوضح حوامدي، أن موقف الرئيس الجزائري، يؤكّد أنّ مصلحة الوضع الإقليمي تقتضي ذلك، خوفًا من العديد من الانزلاقات التي لا يحمد عقباها على المدى القصير والبعيد، مشيرًا إلى أن بقاء حكومة الوفاق وشرعنتها بدعم تركي، سوف تحول المنطقة إلى معقل للجماعات الإرهابية المسلحة، لا سيما أنّ المعطيات والتقارير القادمة من ليبيا، تؤكّد أن أنقرة جلبت آلاف المتشدّدين والمرتزقة من سوريا إلى الأراضي الليبيّة، ووظفتهم للقتال ضدّ الجيش الليبي.

ورجّح أن يكون الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد حسم موقفه من حكومة الوفاق على هذا الأساس، وسط مخاوف من إمكانيّة تسلل هذه الجماعات إلى دول الجوار، ما يفرض موقفًا مشتركًا وحازمًا من جميع دول الجوار، في مجابهة هذه المحاطر، مضيفًا أنّ هذا ما يخشاه كل عاقل، منوّهًا إلى أنّ الجزائر لها خبرة كافية في مجابهة هذه الجماعات، التي تشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة.

 

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com