لقاء الفخفاخ بمجموعة من نشطاء "انستغرام" يثير جدلا واسعا في تونس

أثار لقاء رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ بعدد من المدونين ونشطاء موقع "أنستغرام"، جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والسياسية بالبلاد، وسط انتقادات لتلك الخطوة.

وأعلنت رئاسة الحكومة التونسية في بيان صدر يوم الأحد، أن الفخفاخ التقى عددا من "ممثلي منظمات المجتمع المدني الشبابية ونشطاء في مجالات مختلفة كالإدارة والطب والهندسة وتطوير التطبيقات والألعاب الالكترونية والتدوين على شبكات التواصل الاجتماعي".

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة "يسعى من خلال اللقاء إلى الاستماع والتفاعل مع مقترحات الشباب في شتى المجالات وخاصة رؤيته لتونس ما بعد الثورة وتبادل الأفكار والآراء حول كيفية الاستفادة من طاقاته والحلول التي يقترحها لمشاكل الشباب الحارقة كالانقطاع المبكر عن الدراسة وملاءمة سوق الشغل للتكوين الذي تتلقاه هذه الفئة".

وتساءل نشطاء ومتابعون للشأن السياسي عن المقاييس التي اعتمدها الفخفاخ ومستشاروه لاستقبال هؤلاء المدونين بدار الضيافة في قرطاج.

وتساءل آخرون: "لماذا لم يستقبل الفخفاخ بعد 100 يوم من انطلاق مهام حكومته قيادات وزارة الصحة أو مديري المستشفيات ولماذا لم يكرم الأطباء أو الإطارات شبه الطبية بعد نجاحهم في السيطرة على جائحة كورونا ومساهمتهم في إنقاذ أرواح التونسيين رغم قلة الإمكانيات؟".

وانتقد الناشط السياسي ورئيس حزب المجد عبدالوهاب الهاني، استقبال الفخفاخ للمدونين، قائلا إنه "اجتماع انستاغرامي عادي في الوقت الخطأ بقادة الرأي المؤثرين على شبكة إنستغرام الافتراضية في مجالات الموضة وعالم تسويق مستلزمات الزينة وبيع مواد التجميل وغيرها من مجالات التأثير، وذلك بمناسبة مرور مئة يوم على ميلاد الحكومة".

وأضاف عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في العالم الذي يحترم نفسه مهلة ومناسبة المائة يوم فرصة لتقديم الإنجازات الواقعية والبرامج وتعديل الأوتار والتقييم والالتزامات المستقبلية".

وتابع: "مرة أخرى تضيع الحكومة ومن تلقاء نفسها وبصنيع مستشاريها فرصة أخرى بإحسان التواصل وتخسر موعدا مع التاريخ لإبراز إنجازاتها، أو على الأقل برامجها أو على الأقل مواقفها، أو طمأنة الشعب التونسي الكريم على مقومات أسرارها وضمانات التضامن بين مكوناتها".

بدوره علّق الإعلامي والمحلل السياسي أمين بن مسعود على اللقاء قائلا: "فعلاً هو (حكم التفاهة)، عندما يتقدم (الظهور الافتراضي) على (التأسيس المعرفي) وعندما يُقدّم (مثقفو) اللايف والصورة المنمقة والشكلانية الجذابة ويتأخر أصحاب المقاربات والأفكار والرؤى والمقاربات والشهادات العليا والمشاريع المعرفية".

وأضاف عبر "فيسبوك": "عندما يحتفي رئيس الحكومة بزمرة من (قادة الرأي) الافتراضي والذين لا يحفظ منهم أو عليهم، مقولة فكرية أو سياسية أو فلسفية أو تاريخية معتبرة، وعندما يُستمع لهؤلاء في حين يبقى عشرات الآلاف من حاملي شهادات الدكتوراه من كافة الاختصاصات رهيني محبس البطالة والعطالة والاستغلال الفاحش والتوظيف الهش، فاعلم أنك في (حكم التفاهة) وفي (سلطة التافهين)"، وفق قوله.

من جانبها قال الإعلامية مبروكة خذير: "شعب افتراضي ينتفض افتراضيا يثور افتراضيا ويقود رأيا عاما من وراء شاشة هاتف أو حاسوب، شعب افتراضي تحكمه حكومة افتراضية ورئيس حكومة مستعد لأن يغير قراراته بمجرد كثرة الانتقادات الافتراضية".

https://web.facebook.com/mabrouka.journaliste/posts/1204705269878134?_rdc=1&_rdr

في حين علق وسام حمدي قائلا: "لدينا صحفيات ومحاميات وطبيبات ومعلمات وأساتذة ومثقفات وعاملات وفلاحات وصناعات قادرات على الحكم لا على الاستشارة فحسب".

https://web.facebook.com/nitshz/posts/10217163600071202?_rdc=1&_rdr

وكتب الفنان المسرحي عاطف بن حسين ساخرا: "تحية إلى مناضلي ومناضلات الانستغرام، أنتم ملح الأرض، بفضلكم تغلبنا على كورونا وعدنا إلى حياتنا الطبيعية، بفضلكم تحررنا وأسسنا ديمقراطية لم نكن نحلم بها لولاكم".

ومضى عبر صفحته على موقع "فيسبوك" قائلا: "واصل سيدي رئيس الحكومة لقد أفحمتنا مرة أخرى وأكدت لنا أننا لم نستوعب الدرس، شكرًا على كل هذه المجهودات الجبارة لبناء تونس الغد، تونس الإنستغرام، المحلقة في الوهم والإيهام".

https://web.facebook.com/atefmeriam/posts/10221325680480486?_rdc=1&_rdr

 

من جهته قال الصحفي مجدي السعيدي ساخرا: "بعد أسبوع على مأساة حاجب العيون (حادثة وفاة ثمانية أشخاص نتيجة استهلاك مواد كحولية مغشوشة) رئيس الحكومة يبدأ البحث عن أنجع الحلول للتونسيين والبحث في مشاكلهم من فقر وإدمان وبطالة، لقاء حميمي مع مجموعة من مؤثري إنستغرام يؤكد أن الوضع سيبقى على ما هو عليه في المناطق المهمشة والفقيرة".

https://web.facebook.com/majdi.saidi1/posts/10219751815838540?_rdc=1&_rdr

وفي المقابل كتبت الناشطة الحقوقية والسياسية نزيهة رجيبة قائلة: "صدقا إذا كان الأمر يتعلق بعملية تواصلية تستهدف شريحة محددة فلا ضير من الاستعانة بمن لهن ولهم تأثير مؤكد على الشريحة المذكورة، ومن ثمة لا غرابة في الاستعانة بالمؤثرات والمؤثرات"، مضيفة أن "جماعة الإنستغرام ليسوا بأي حال منافسين للصحفيين والصحفيات والنخب".

https://web.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1227355950797021&id=100005678829936&_rdc=1&_rdr

فيما قالت أمل المكي: "الجدل المحتدم حول لقاء الفخفاخ بمؤثرات ومؤثرات على إنستغرام يكشف نقصا فادحا في فهم الصحفي لدوره وللفرق بين الصحافة والاتصال ونقصا أكثر فداحة في إدراك ثراء عالم صنع المحتوى وتنوعه وعدم ارتباطه بالخلفية الأكاديمية، في عالم صنع المحتوى والتأثير المهم مدى تأثير المحتوى الذي تنتجه".

https://web.facebook.com/amal.elmekki/posts/10217451149366877?_rdc=1&_rdr