محللون: غياب الدور العربي حوّل ليبيا إلى ساحة مستباحة
محللون: غياب الدور العربي حوّل ليبيا إلى ساحة مستباحةمحللون: غياب الدور العربي حوّل ليبيا إلى ساحة مستباحة

محللون: غياب الدور العربي حوّل ليبيا إلى ساحة مستباحة

تطورات متسارعة في ليبيا تشير، على ما يبدو، إلى اتفاق خلف الكواليس بين روسيا وتركيا؛ لتقاسم النفوذ، وهو ما يثير التساؤلات بشأن تهميش الدور العربي وغيابه شبه التام، بينما توزع قوى إقليمية الأدوار في المنطقة.

وأبدت الرئاسة الفرنسية ”قلقها البالغ“ إزاء الأوضاع في ليبيا، متخوفة من اتفاق بين تركيا وروسيا ”يخدم مصالحهما“ على حساب مصلحة البلاد، وتخشى باريس مما أسمته ”السيناريو الأسوأ“ المتمثل بتوصل روسيا الداعمة للمشير خليفة حفتر، وتركيا الداعمة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في طرابلس، إلى ”اتفاق حول سيناريو سياسي يخدم مصالحهما".



غير أنه لم يصدر أي موقف عربي معلن بشأن الاتفاق الروسي التركي الذي بدت مؤشراته واضحة للعيان، خلال الأيام الماضية، مع توالي الانسحابات الميدانية دون قتال أو مقاومة من قبل الجيش الليبي.

ووفقا لمراقبين، فإن هذا الاتفاق الروسي التركي سيشكل تهميشا شبه كامل للدور العربي، خاصة دول الجوار الليبي، وفي مقدمتها مصر والجزائر، بالإضافة للمنظومة العربية ككل، والتي باتت مفعولا بها لا فاعلا في قضاياها الإقليمية.

ويعيد هذا السيناريو إلى الأذهان ما حدث في سوريا، حيث دار صراع مصالح شرس بين قوى دولية وصفه الوزير الإماراتي أنور قرقاش، في وقت سابق، بأنه "صراع مصالح يطال البشر والأرض، تخوضه الدول وكأن العالم العربي مشاع، أو فضاء لطموحها ولامتدادها الاستراتيجي".

وتعليقا على هذه التطورات، اعتبر المحلل السياسي محمد العلاني في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن "الحضور العربي ضعيف، رغم أن الأمر يتعلق بدولة عربية تعيش حالة من التمزق والصراع المسلح الذي يهدد لا وحدتها فحسب بل أيضا دول الجوار، وأساسا تونس ومصر والجزائر، غير أن حضور دول الجوار كان باهتا إن لم يكن غائبا تماما في جل المحطات الأساسية التي شهدها الملف الليبي" ،وفق تعبيره.



وتابع العلاني أن "الجامعة العربية فاتها الركب ولم يعد من الممكن اليوم اللحاق بالقوى الفاعلة في المشهد الليبي للأسف، بالنظر إلى حالة التمزق والخلافات التي تعرفها المنطقة العربية؛ على خلفية تداعيات الانتفاضات العربية التي عرفتها عدة دول منذ 2011، وانقسام الجامعة إلى محاور؛ ما أضعف ما يسمى "العمل العربي المشترك" الذي هو في الأصل شعار لا فاعلية فيه، وزادته حالة الانقسامات اهتراء وضعفا"، بحسب تعبيره.

 

ومن جانبه، علّق المحلل والأستاذ المتخصص في العلوم السياسية أمين العاقل، بأن "الجامعة العربية تتحمل المسؤولية الكبرى فيما حل بليبيا اليوم من دمار، بعد أن تركت ليبيا و سلمتها إلى قوى أجنبية معادية للعرب، و مكنت تركيا من القفز إلى مواقع أمامية في تحديد مصير الشعب الليبي".

 

وأضاف العاقل في حديث لـ "إرم نيوز"، أن غياب الدور العربي، مكن تركيا اليوم للأسف من التغلغل في الصراعات العربية واستغلال حالة الانقسام والتناقضات على الأرض لتكسب موطئ قدم لها في الأراضي العربية خلال السنوات الأخيرة، مشكلة دورا مدمرا ومشروع استعمار جديد لا لليبيا فحسب بل للمنطقة ككل"، وفق تقديره.



وحذّر العاقل من أن "استمرار حالة الضعف والهوان في العمل العربي إزاء الملف الليبي سيؤدي إلى ضياع ليبيا ووقوعها فريسة للأطماع والأهواء والصراعات بين قوى إقليمية غير عربية"، معتبرا أنه "لا مصلحة للشعب الليبي ولا لدول الجوار في شيء من هذا النفوذ المتصاعد أو الصراع القائم بين هذه القوى؛ لأن المحيط العربي والأفريقي لليبيا خاسر من تنامي هذا الدور الأجنبي، وهذا ما تتحمل مسؤوليته بالأساس كل القوى العربية الفاعلة"، بحسب تأكيده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com