ليبيا.. ماذا بعد سيطرة قوات "الوفاق" على ترهونة؟
ليبيا.. ماذا بعد سيطرة قوات "الوفاق" على ترهونة؟ليبيا.. ماذا بعد سيطرة قوات "الوفاق" على ترهونة؟

ليبيا.. ماذا بعد سيطرة قوات "الوفاق" على ترهونة؟

مثّلت سيطرة قوات حكومة الوفاق الليبية على مدينة ترهونة تطورًا ميدانيًا وصفه متابعون للشأن الليبي باللافت، لكنّها أثارت تساؤلات حول مآل المواجهات بين تلك القوات والجيش الوطني الليبي، ومصير التسوية بين الطرفين، لا سيما في ظلّ استئناف محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وتعد ترهونة أحد آخر معاقل الجيش الليبي، وكان يُنظر إليها كنقطة انطلاق مهمة للجيش لإعادة السيطرة على محاور قريبة منها، خاصة العاصمة طرابلس، التي أعلنت قوات الوفاق السيطرة عليها أمس.

وتثير السيطرة على ترهونة تساؤلات لدى المتابعين للشأن الليبي بين من يعتبر أنها خطوة لحسم المعركة من قبل قوات الوفاق وبين من لا يستبعد ان تُستأنف المعارك ويستعيد الجيش الليبي السيطرة عليها وعلى محاور أخرى في خطوات لبسط سيطرته على كامل التراب الليبي كما يؤكد المتحدث باسم القوات الليبية في خطاباته.



واعتبر رئيس المؤتمر الوطني الليبي الجامع محمد عبد السلام العباني أنّ "هناك غموضًا حول الانسحاب المفاجئ الذي أعلنه الجيش الليبي من ترهونة حيث تم تسليمها دون مقاومة".

ورجّح العباني أن "يكون الجيش يطبق بذلك اتفاقًا عسكريًا بالعودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل إطلاق عملية تحرير العاصمة في الرابع من نيسان / أبريل العام الماضي".

وأوضح في تصريحات لـ "إرم نيوز" أنّ "الأيام المقبلة ستكشف حقيقة الوضع، فإذا ما بقيت قوات الجيش في المواقع التي تسيطر عليها قبل الرابع من نيسان / أبريل، ولم تهاجمها حكومة الوفاق فهذا يعني أننا أمام مقدمة لحل سلمي في ليبيا".

وتابع:"أما إذا كانت قوات الوفاق تستعد للهجوم على سرت والجفرة وغيرهما من المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش فهذا يعني إما أن انسحاب الجيش يمثل هزيمة أو أن حكومة الوفاق خالفت الاتفاق"، معتبرًا أن "كلا الفرضيتين تسيران في مسار واحد".

ورجح العباني أن تكون هناك اتفاقات على استبعاد العمل العسكري، وحل التشكيلات المسلحة، ووقف الدعم التركي تمهيدًا لحل سلمي ليبي ليبي.



من جانبه، اعتبر المحلل الساسي، هشام الحاجي أن إعلان قوات الوفاق سيطرتها على ترهونة لا يمكن عزله عن تطور ميداني وآخر سياسي شهدته ليبيا، أمس، وهما سيطرة قوات الوفاق على العاصمة طرابلس، وزيارة رئيس حكومة الوفاق فائز السراج إلى تركيا حيث التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليتم بعد ساعات الإعلان عن السيطرة على ترهونة دون قتال.

وأوضح الحاجي، خلال حديث لـ "إرم نيوز"، أن هذه الأحداث المتسارعة وسهولة سيطرة قوات الوفاق على هذه المحطة الإستراتيجية في نزالها مع الجيش تشير إلى فرضية أن يكون انسحاب الجيش مقدمة لتطبيق اتفاقات غير معلنة مع "الوفاق" لإعادة الوضع إلى ما قبل الرابع من أبريل / نيسان 2019 والتمهيد لإجراء حوار سياسي يهدف إلى إرساء حل سلمي في ليبيا.

وردًا على تساؤل حول فرص الحل السياسي أكد الحاجي أنّ "الأمر يبقى مرتبطًا بمخططات حكومة الوفاق ومدى التزامها بالاتفاقات والتي من المفترض ان تكون قد أُبرمت".



وأشار إلى أن "حكومة الوفاق ستكون ميدانيًا في وضع مريح للتقدم نحو محاور أخرى جنوب العاصمة طرابلس قصد السيطرة عليها، لكن انتهاجها هذا النهج سيعقّد الوضع، ويجعل من الصعب الحديث عن حل سلمي لأن ذلك سيجبر الجيش على الرد، والاضطرار لاستعادة المناطق التي خسرها".

وأضاف أنه "إذا اختارت قوات الوفاق الاكتفاء بالسيطرة على ترهونة، وعدم الدخول في مواجهات مع قوات الجيش بمحاور ما قبل الرابع من أبريل / نيسان 2019 فقد يمثل ذلك بداية انتهاء العمليات العسكرية، وربما الجلوس إلى طاولة الحوار، لكن ذلك يبقى مرتبطًا بإرادة الطرفين وتدخل القوى الدولية الكبرى والفاعلة للتوصل إلى حل سلمي" وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com