محللون تونسيون: الغنوشي يشق الإجماع بالإصرار على دعم حكومة الوفاق الليبية
محللون تونسيون: الغنوشي يشق الإجماع بالإصرار على دعم حكومة الوفاق الليبيةمحللون تونسيون: الغنوشي يشق الإجماع بالإصرار على دعم حكومة الوفاق الليبية

محللون تونسيون: الغنوشي يشق الإجماع بالإصرار على دعم حكومة الوفاق الليبية

أثار تمسك رئيس البرلمان التونسي، راشد الغنوشي، بدعم حكومة الوفاق الليبية، مخاوف من إقحام تونس في سياسة المحاور، والانحراف بالدبلوماسية التونسية عن ثوابتها التي تأسست عليها منذ عقود.

واستهجن سياسيون ومحللون تونسيون، تصريحات رئيس البرلمان ورئيس حركة "النهضة" الإسلامية، راشد الغنوشي، التي أدلى بها لوكالة "الأناضول" التركية، اليوم، وقال فيها إنه:"لا معنى للحياد السلبي لدول الجوار الليبي"، وشدد فيها على تمسكه بموقفه الداعم لحكومة الوفاق، معتبرين أن في هذا التصريح دعوة إلى الاصطفاف وراء أحد طرفي الصراع، وضربًا لثوابت الدبلوماسية التونسية.

وتحدث سياسيون تونسيون لـ "إرم نيوز"، عن دلالات هذا التصريح الذي يأتي عشية جلسة ساخنة في البرلمان لمساءلة الغنوشي، على خلفية تحركاته الدبلوماسية ومواقفه من الصراع الليبي، معتبرين أن ما جاء على لسان رئيس البرلمان يهدف إلى جر تونس إلى سياسة الاصطفاف والدخول في لعبة المحاور، بحسب تأكيدهم.

اصطفاف أيديولوجي

وقال النائب السابق في البرلمان، هشام حسني لـ "إرم نيوز"، إن:"الواضح أن الغنوشي يخفي من وراء هذا التصريح الاصطفاف وراء حكومة فايز السراج التي تُعد محسوبة على المحور التركي القطري الإخواني، وبالتالي فإن هذا الاصطفاف أيديولوجي بحت وليس فيه أي مصلحة للشعب الليبي".



وأضاف حسني أن التدخل في دول الجوار يجب أن يكون من حيث المبدأ إيجابيًا بملازمة الحياد والوقوف على نفس المسافة بين طرفي النزاع، أو بدعوتهم إلى طاولة الحوار، أما الاصطفاف وراء أحد الخصمين، فهذا يُعد تدخلًا سافرًا في شؤون الدول".

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي، محمد صالح العبيدي، أن"حديث الغنوشي يُفهم على مستويين، أولهما أن الرجل يقر من حيث المبدأ بأحقيته في التدخل في الشأن الخارجي، وبممارسة ما يسميه البعض: الدبلوماسية البرلمانية، وهذا خطأ منهجي يأتي قبل ساعات من عقد جلسة مساءلته حول هذه النقطة تحديدًا، والثاني أنه كشف عن موقف لا لبس فيه، وهو الانحياز إلى أحد طرفي النزاع في ليبيا، ما يمثل أمرًا غير مقبول وموقفًا غير محسوب العواقب".

وأكد العبيدي أن"الغنوشي بذلك يمارس سياسة الهروب إلى الأمام والعناد والإصرار على مواقف سببت حالة إرباك في الساحة السياسية التونسية"، معتبرًا أنه"إذا أصر الغنوشي على هذا الموقف في جلسة المساءلة البرلمانية، فإنه سيخلق مزيدًا من الاحتقان وسيعكر مناخ العمل داخل البرلمان، وقد يكون لذلك تداعيات على المناخ العام، وعلى أداء البرلمان الذي يكاد يكون معطلًا من الناحية التشريعية، واقتصر عمله على فض الخصومات".



خروج عن الإجماع

المحلل السياسي، هشام الحاجي، اعتبر في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "الغنوشي خرج اليوم عن حالة الإجماع التونسي، بضرورة عدم التدخل في الشأن الداخلي لدولة جارة تشهد عملًا عسكريا، بالاصطفاف وراء أحد طرفي النزاع، ما يمثل خطرًا بالغًا على تونس وسلامة ترابها".

وأوضح الحاجي أن"كلام الغنوشي لا يليق برئيس برلمان يقتضي أن تكون تصريحاته موزونة ومحسوبة، تراعي المصلحة العامة قبل المصلحة الحزبية والأيديولوجية".

وأضاف أن رئيس البرلمان "تعامل مرة أخرى مع ملف يتبع السياسة الخارجية بمنطق رئيس لحركة النهضة، لا بمنطق رئيس للبرلمان، وبدا اصطفافه خلف حكومة السراج ومحورها، إيديولوجيًا خالصًا، ما يمثل ضربًا لمبادئ الدبلوماسية التونسية وتعريضًا للبلاد للخطر، خاصة أنه لم يراعِ مآلات الصراع في ليبيا، وانعكاس ذلك على الوضع في تونس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com