خلافات بين الرباط ومدريد توقف عملية ترحيل المغاربة العالقين في سبتة ومليلية
قررت السلطات المغربية تعليق عملية ترحيل عشرات المغاربة العالقين بمدينتي سبتة ومليلية جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، وذلك بسبب خلافات نشبت بين الرباط ومدريد حول العدد الحقيقي للمغاربة العالقين.
وأفادت مصادر حكومية مغربية لوكالة "إفي" الإسبانية أن لائحة السلطات المغربية تضم 140 محاصراً في مليلية، في حين تريد السلطات الإسبانية إعادة أكثر من 600 شخص، بالإضافة إلى 200 تم ترحيلهم يومي الجمعة والسبت الماضيين.
أما فيما يتعلق بالعالقين بمدينة سبتة، فقد أبدى المغرب استعداده لاستقبال 280 مواطناً، لكن السلطات الإسبانية ترفع هذا الرقم إلى حوالي 700 شخص، بحسب المتحدث نفسه.
ووفق وسائل إعلام محلية، فإن السلطات المغربية اكتشفت محاولة حكومة سبتة إقحام عدد كبير من القاصرين المغاربة والجزائريين، والمهاجرين غير النظاميين، ضمن لائحة المغاربة العالقين بالمدينة المحتلة، وهو ما ترفضه المملكة المغربية بشكل قاطع.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن السلطات المغربية تدخلت عبر وزارتي الداخلية والخارجية لتسهيل عملية إرجاع المواطنين العالقين المُحصى عددهم بناء على قاعدة بيانات معدة سلفاً تتوفر لدى السلطات المغربية بكيفية دقيقة، قبل أن يتم إلغاء العملية دون تقديم توضيحات أو بيان من طرف الجهات الرسمية.
ولا يعتبر المغرب الأشخاص الذين يعيشون في سبتة ومليلية بشكل غير قانوني "محاصرين"، بينما يعتبر الأشخاص المرشحين للإجلاء هم أولئك الذين يعيشون عادة في المغرب والذين وجدوا أنفسهم عالقين في المدينتين (المحتلتين) بعد زيارة مؤقتة.
والجمعة، سمح المغرب بإعادة مواطنيه العالقين في مدينة مليلية الإسبانية، التي تعدها الرباط محتلة، على دفعتين.
وأفادت سلطات مليلية، في بيان حينذاك، بأن السلطات المغربية قدمت قائمة لإعادة المواطنين المغاربة العالقين وعددهم 500.
وجاءت هذه الخطوة بعد وقفات احتجاجية نظمها عدد من المغاربة العالقين، أمام القنصليات المغربية في الخارج، للمطالبة بالعودة إلى بلادهم، معتبرين أن حكومة سعد الدين العثماني "لم تتعامل بالجدية المطلوبة لإيجاد حل لمعاناتهم".
يذكر أن شابة مغربية عالقة عُثر عليها جثة هامدة، الخميس، في مليلية، داخل فضاء خاص بالمشردين.
وخلّف موت الشابة موجة غضب بسبب تعامل السلطات المغربية مع قضية المغاربة العالقين في دول العالم، حيث بات عددهم يتجاوز 27 ألف شخص.
