ماذا وراء حل الغنوشي للمكتب التنفيذي للنهضة التونسية؟
ماذا وراء حل الغنوشي للمكتب التنفيذي للنهضة التونسية؟ماذا وراء حل الغنوشي للمكتب التنفيذي للنهضة التونسية؟

ماذا وراء حل الغنوشي للمكتب التنفيذي للنهضة التونسية؟

قرر رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي حلّ المكتب التنفيذي للحركة وتحويله إلى مكتب تصريف أعمال،  ما أثار تساؤلات عن دلالة هذه الخطوة، التي رجح مراقبون أن يكون الهدف منها سعي القيادي الإخواني إلى التخلص من خصومه داخل الحركة.

وبرر بيان صادر عن الحركة مساء الاثنين هذا القرار بأنه لـ"إدخال تعديلات في تركيبة المكتب استجابة لمتطلبات واستحقاقات المرحلة".

ومن المنتظر الآن تشكيل مكتب تنفيذي جديد وعرضه على مجلس الشورى للنظر والمصادقة وفق ما ينص عليه القانون الأساسي للحزب.

ويتم اختيار أعضاء المكتب التنفيذي بعد أن يقترح رئيس الحزب على مجلس الشورى مجموعة من الأسماء المرشحة لهذا المنصب بمن فيهم الأمين العام و نائبه، من بين الأعضاء الذين تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها في النظام الداخلي للحركة.

ومثل قرار الغنوشي خطوة مفاجئة للمتابعين للشأن السياسي في تونس، معتبرين أن القرار يخفي رغبة من رئيس الحركة في تشكيل مكتب تنفيذي "على المقاس" لا يضم بعض الأصوات "المزعجة" التي ارتفعت مؤخرا منتقدة توجهات رئيس الحركة وسياساته العامة، وفق قولهم.

وقال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إنّ ما يُفهم من قرار الغنوشي الجديد أنّ هناك رغبة لديه في تجديد المكتب الذي أفرزه مؤتمر الحركة الأخير سنة 2016 خاصة أنّ المؤتمر الذي كان منتظرا عقده في هذه الفترة (مايو / أيار 2020) قد تأجّل إلى أجل غير مسمى، ما أثار تساؤلات بين قواعد الحركة وحتى بين قياداتها من الصف الأول.

وأشار العبيدي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"،إلى استقالة القيادي البارز من الحركة الإسلاميّة، عبد الحميد الجلاصي مؤخرا، وتلميحه إلى عدم رضاه عن الخط الذي يسير فيه الغنوشي بالحركة وعدم رغبته في عقد المؤتمر في موعده.

واعتبر العبيدي أنّ الغنوشي وفئة من داخل الحركة مقرّبة منه دفعت في اتجاه تأجيل المؤتمر لأنّ هناك مؤشرات على أن الغنوشي قد لا يتم تجديد الثقة فيه رئيسا للحركة على خلفية غضب عبرت عنه قواعد الحركة في عدة مناسبات سابقة، بدءا بمرحلة إعداد القوائم المترشحة للانتخابات التشريعية ووصولا إلى مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة والتحالفات التي عقدتها الحركة مع مكونات المشهد السياسي الحالي، وفق تعبيره.

من جانبه رأى المحلل السياسي محمد علي خليفة، أن قرار الغنوشي وإن كان مفاجئا من حيث التوقيت إلّا أنه يطبخ منذ أشهر، معتبرا أن الغنوشي يرى اليوم أن الحاجة باتت ملحة للتغيير في ضوء ارتفاع أسهم القيادي البارز بالحركة وزير الصحة عبد اللطيف المكي، الذي يعد من الأصوات التي انتقدت عاليا أداء الغنوشي وتوجهاته.

وأضاف محمد علي خليفة في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن نجاح المكي في إدارة أزمة "كورونا" زاد من شعبيته علما أنّ وزير الصحة كان من أبرز الأسماء المطروحة (إلى جانب عبد الحميد الجلاصي ومحمد بن سالم) لخلافة الغنوشي في رئاسة الحركة إذا ما انعقد المؤتمر في موعده.

واعتبر خليفة أن هذه الأسماء كلها من القيادات المعارضة للغنوشي والتي لا تخفي انتقاداتها لسياساته وتوجهاته في المرحلة الأخيرة، ومن ثمة مثلت خطوة حل المكتب التنفيذي إجراء استباقيا من رئيس الحركة لإبعاد معارضيه وتجديد المكتب على النحو الذي يزيد من تمكينه، وفق قوله

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com