"قانون التفويض" للفخفاخ يشعل معركة داخل ائتلاف الحكم في تونس
أشعل مشروع قانون التفويض لرئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ، لإصدار قوانين خاصة بالحرب على فيروس كورونا المستجد دون المرور بالبرلمان، معركة بين الحليفين في الائتلاف الحكومي حركة النهضة الإسلامية وحركة الشعب.
وأحدث مشروع القانون صراعات سياسية داخل ائتلاف الحكم، مما جعل عددا من المراقبين يشككون في إمكانية المصادقة على هذا المشروع.
وانطلق الخلاف بعد أن غيّرت لجنة النظام الداخلي بالبرلمان صيغة التفويض التي اقترحتها الحكومة، وتم اتهام رئيس البرلمان ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بالضغط لتغيير مضمون مشروع قانون التفويض.
وأكدت تقارير اعلامية نُشرت مؤخرا اعتزام الفخفاخ سحب مشروع القانون من البرلمان، بعد أن تم تغيير مضمونه وحذف كل الصلاحيات التي طالب بها.
ووجه عدد من قيادات حركة الشعب، انتقادات لاذعة لحركة النهضة الإسلامية، معتبرين أنها تتحالف مع أحزاب من المعارضة لتضييق الخناق على حكومة إلياس الفخفاخ.
وقال نائب حركة الشعب في البرلمان والوزير السابق، سالم لبيض، إنه "إذا صحّ خبر رفض رئيس الحكومة نص التفويض المهزلة، المفرغ من أي محتوى حقيقي، الذي ارتضاه رئيس البرلمان راشد الخريجي الغنوشي وحزبه الأغلبي، فهذا أمر يستحق التنويه والتقدير والدعم والمساندة."
وأضاف في تدوينة نشرها على صفحته في "فيسبوك": "الأمر لا يتعلّق بالتفويض من عدمه، وإنما يتعلق بهذا التحالف العجيب بين حركة النهضة بوصفها حزبا حاكما مع اثنين من أحزاب المعارضة هما حزب قلب تونس وائتلاف الكرامة، من أجل التضييق على الحكومة في مواجهتها وباء كورونا وحسن إدارة الأزمة الناتجة عنه".
ووجه سالم لبيض حديثه لرئيس النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي، قائلا: "على السيد راشد الخريجي الغنوشي أن يدرك أن السياسة التي كان ينتهجها حزبه في زمن حكومتي الحبيب الصيد ويوسف الشاهد، بأن يكون حزبا حاكما ومعارضا في الآن نفسه قد ولّت إلى غير رجعة ".
وأوضح أن رئيس الحكومة ومختلف وزرائه، يخوضون بالتوازي مع حربهم على وباء كورونا وإفرازاتها من سماسرة محتكرين ونصابين ومحتالين معركة أخلاقية ضد مقاولي السياسة المصابين بشره الحكم ونهمه.
ورد رئيس كتلة حركة النهضة بالبرلمان نورالدين البحيري على الاتهامات التي وجهها النائب سالم لبيض للنهضة ورئيسها، عبر تدوينة نشرها على صفحته في "فيسبوك".
وجاء في تدوينة نورالدين البحيري: "ما قاله سالم لبيض مغالطة سافرة ومخالفة لحقيقة يعلمها كل النواب وكل من تابع من الاعلاميين والمواطنين مداولات جلسات لجنة النظام الداخلي للمجلس التي كانت تبث مباشرة وهي مسجلة صوتا وصورة".
وأضاف: "استغرب جرأة الزميل سالم الابيض على الحق حتى انني بحثت فلم اجد له عذرا وحتى غيابه عن جلسات مناقشة مشروع القانون لا يضفي شرعية على تعمده مجافاة الحقيقة التي يشهد بها القاصي والداني داخل البلاد وخارجها وما هو مدون ومسجل بسجلات المجلس".
وختم البحيري تدوينته بالقول: "زميلي المحترم بما دونت لم ترتكب خطأ في حق النهضة ورئيس مجلس النواب وزملائك في كتل النهضة وائتلاف الكرامة وقلب تونس فقط، بل ارتكبت خطأ في حق نفسك بتعمدك مجانبة الحقيقة، وفي حق الحكومة التي نصبت نفسك وصيا عليها وناطقا باسمها وفي حق تونس بلجوئك لخطاب تقسيمي لأبنائها وتحريضي لبعضهم على بعض وهو خطاب فتنة".
