بعد سقوط ورقة المرتزقة... هل انهار مشروع أردوغان في ليبيا؟
بعد سقوط ورقة المرتزقة... هل انهار مشروع أردوغان في ليبيا؟بعد سقوط ورقة المرتزقة... هل انهار مشروع أردوغان في ليبيا؟

بعد سقوط ورقة المرتزقة... هل انهار مشروع أردوغان في ليبيا؟

يشهد المشروع التركي في ليبيا انتكاسة كبيرة، في ضوء تصاعد رفض المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى هذا البلد، مواصلة القتال هناك على خلفية الخسائر التي تكبدوها خلال الأيام الأخيرة، و بسبب ما وصفوها بـ"الوعود الكاذبة" التي تلقوها، بحسب ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكشفت الصحفية الأمريكية المتخصصة في تغطية الأزمات الإنسانية والصراعات، ليندسي سنيل، أن الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا، أعلن وقف نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا لمدة تسعة أيام، موضحة أن هذا التوقف "ليس بسبب تفشي وباء "كورونا المستجد"، بل لأن عناصر الجيش السوري الحر، ليست على استعداد للذهاب إلى ليبيا بعد أسابيع من الخسائر الفادحة.

وأوضحت سنيل في تغريدة لها على صفحتها على "تويتر" أن المقاتلين المرتزقة يقولون "لا أحد يريد الذهاب، لأنهم يرسلوننا لنموت"، بحسب تعبيرها.

ويأتي نفور المقاتلين المرتزقة من التوجه للقتال في ليبيا بعد حالة الاستياء التي سادت آلاف المقاتلين الذين دفعت بهم أنقرة إلى الحرب الليبية، دون أن تفي بوعودها تجاههم من حيث تسديد الرواتب، بحسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح المرصد أن المرتزقة الذين تم الدفع بهم إلى ليبيا عبروا عن ندمهم ودعوا الراغبين في الذهاب إلى ليبيا أن يتراجعوا عن قرارهم "لأن الوضع ليس جيدا إطلاقا، فالأتراك تخلفوا عن دفع مستحقات المقاتلين البالغة 2000 دولار أمريكي للشهر الواحد".

وتعليقا على هذه التطورات، أكّد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الليبي الجامع محمد عبد السلام العباني لـ "إرم نيوز" أنّ هناك رفضا شعبيا ليبيا للمقاتلين المرتزقة وللدور التركي في ليبيا، موضحا أنّ هؤلاء المرتزقة تكبدوا خسائر كبيرة بمقتل الكثير منهم والقبض على مجموعات أخرى منهم وأنّ المواطنين الليبيين في الجهة الغربية للبلاد صاروا يحاربون هؤلاء بعد أن تحولوا إلى عصابات إجرامية، بحسب قوله.

واعتبر العباني أن المشروع التركي في ليبيا فشل بصيغته الحالية، وأن التدخل التركي في الشأن الليبي هو تدخل سافر وخلق فتنة داخل ليبيا، مضيفا "كان من المفترض أن تحافظ هذه الدولة على مسافة واحدة من الفرقاء الليبيين وأن تحاول المساعدة على إيجاد حل سلمي بدل إشعال فتيل النزاعات.

من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي مختار اليزيدي لـ "إرم نيوز" إنّ هناك مؤشرات اليوم بانهيار المشروع التركي في ليبيا، موضحا أن أردوغان فشل في تمرير قانون يسمح بإرسال قوات من الجيش التركي لمساندة حكومة الوفاق في ليبيا فلجأ إلى ورقة المرتزقة، وهذه خطوة أولى للفشل"، وفق تعبيره.

وأضاف اليزيدي أن إرسال مرتزقة إلى ليبيا أفقد أردوغان كل مشروعية للتدخل السلمي في النزاع الليبي وكل دور لإيجاد حل للأزمة هناك، مؤكدا أن الرئيس التركي يجني اليوم ثمرة ما زرعه في ليبيا قبل أشهر، وأن مشروعه للتدخل في ليبيا يشهد فشلا غير مسبوق وقد ينتهي به الأمر إلى سحب المقاتلين المرتزقة من ليبيا اتقاء لغضبهم وردة فعلهم، بحسب قوله.

ومن جانبه، اعتبر الخبير في الشأن الليبي محمد النالوتي أن مآل المشروع التركي بإرسال مرتزقة إلى ليبيا كان منتظرا وهو الفشل، مشيرا إلى أن أي محاولة لزرع مقاتلين مرتزقة في أي موضع من مواضع الصراع في العالم يكون مصيرها الفشل بصرف النظر عن الظروف والوقائع الميدانية، بحسب تأكيده.

وأوضح النالوتي في تصريحه لـ"إرم نيوز" أن استخدام الحكومة التركية لورقة المقاتلين المرتزقة جاء ليدفع عنها الحرج الداخلي بإرسال قوات نظامية من الجيش التركي للقتال إلى جانب حكومة الوفاق، غير أن هذه الورقة سقطت سريعا لاعتبارات ميدانية، بالنظر إلى تزايد خسائر هؤلاء المقاتلين على أرض المعركة، ولاعتبارات أخلاقية تتعلق بعدم وفاء تركيا بتعهداتها تجاه هؤلاء المقاتلين.

وأكد النالوتي أن المخطط التركي للتمدد في ليبيا فشل بإعلان سقوط آخر ورقة يمكن أن يلعبها أردوغان، ما يضعه في مأزق كبير داخليا، وحتى أمام المجتمع الدولي، وفق تعبيره.

وشهدت الأيام الأخيرة، خسائر فادحة في صفوف المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم مليشيات الوفاق في حربها ضد الجيش الليبي، الذي أحرز تقدما في جبهات جنوب طرابلس.

وأكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة،  الاثنين، سيطرة الجيش الليبي على كامل منطقة مشروع الهضبة جنوب طرابلس.

وقال المركز عبر صفحته على فيسبوك إن قوات الجيش سيطرت بشكل تام على منطقة مشروع الهضبة وأحكمت سيطرتها على كل منافذ الحي، داعيا شباب حي أبوسليم للاستعداد لمهاجمة مقرات مليشيا غنيوة الككلي، واقتحام السجون التي تحتفظ فيها مليشيا الردع بأغلب الشباب المؤيد للجيش الليبي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com