وسط أزمة صامتة بين البلدين.. المغرب: نريد نسج علاقات استثنائية مع موريتانيا
قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن بلاده لا ترغب في نسج علاقات عادية مع موريتانيا، إنما تريد "علاقات استثنائية" بحكم ما يميزها من تاريخ وجوار جغرافي، وكذا مصير مشترك.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الوزير المغربي لوكالة الأنباء الموريتانية الرسمية، عقب مباحثات أجراها مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، الأربعاء، في قصر الرئاسة في نواكشوط.
وأضاف بوريطة أن "الرباط ونواكشط يمتلكان الآليات والإطار القانوني لتعزيز هذه العلاقات، وعلينا أن ننتهز السياق الإيجابي جدا في العلاقات الثنائية من أجل تفعيل الاتفاقيات حتى نحقق نتائج ملموسة ونرتقي بهذه العلاقة إلى شراكة حقيقية يستشعرها كل الفاعلين على جميع المستويات".
وشدد المسؤول المغربي على أن "زيارته لموريتانيا كانت فرصة مناسبة للقاء الرئيس الموريتاني والاستماع إلى تحليلاته حول الوضع في المنطقة ورؤيته حول مستقبل العلاقات الثنائية، ومن المؤكد أن الأيام المقبلة ستكون جد إيجابية للعلاقات الثنائية".
ويحيي البلدان هذه السنة ذكرى اتفاق الأخوة وحسن الجوار الموقع في1970 بين المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وتأتي هذه الزيارة غير المعلنة التي يقوم بها بوريطة لموريتانيا، بعد أن أكدت تقارير إعلامية وجود أزمة صامتة بين الرباط ونواكشوط، إذ كانت موريتانيا قد منعت قبل أيام، وزير ثقافتها سيدي محمد ولد الغابر، من السفر إلى المغرب، قصد المشاركة في المعرض الدولي للكتاب رغم أن موريتانيا كانت ضيفة الشرف، قبل أن تعود الحكومة الموريتانية إلى نفي وجود أي توتر بين البلدين، عقب خطوة المنع.
وتفجرت الأزمة "الصامتة" بين البلدين عقب التصريحات التي أدلى بها بوريطة قبل أيام في العاصمة الرباط، بحضور وزيرة الخارجية الإسبانية، التي أكد من خلالها أن علاقات الجوار التي تجمع بلاده مع إسبانيا أفضل من علاقاته بالجزائر وموريتانيا.
وتشهد العلاقة بين الرباط ونواكشوط، حالة من الصعود والهبوط، لتباين مواقف العاصمتين من بعض القضايا الإقليمية خاصة ما يتعلق بملف إقليم الصحراء، واستقبال مسؤولين من جبهة "البوليساريو" المطالبة باستقلال الصحراء الغربية في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين لآخر.
وتشكل قضية الصحراء الغربية مثار حساسية في العلاقات بين المغرب وموريتانيا، إذ تتهم الرباط نواكشوط، بعدم الحياد في ملف الصحراء وانحيازها لجبهة البوليساريو، الأمر الذي تنفيه موريتانيا.
