هل تلعب الرباط بورقة التطبيع مع إسرائيل لنيل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء؟
هل تلعب الرباط بورقة التطبيع مع إسرائيل لنيل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء؟هل تلعب الرباط بورقة التطبيع مع إسرائيل لنيل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء؟

هل تلعب الرباط بورقة التطبيع مع إسرائيل لنيل اعتراف أمريكي بمغربية الصحراء؟

كشفت تقارير إعلامية عن وجود مساعٍ إسرائيلية لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة "البوليساريو"، مقابل أن تتخذ الرباط خطوات ملموسة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وجاء ذلك في تقرير تلفزيوني للقناة 13 الإسرائيلية عرضته، الاثنين، نقلًا عن 3 مصادر أمريكية وإسرائيلية.

وأكد التقرير أن المساعي الإسرائيلية في هذا الصدد متواصلة حتى هذه الأثناء ولم تتوقف.

وفي نفس السياق، قال موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، نقلًا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية لم يكشف عنها، إن هذه الخطوة "ستكون بمثابة إنجاز دبلوماسي كبير لملك المغرب، وستمنح دفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

وتأتي هذه التسريبات الإعلامية المختلفة بعد أيام قليلة من إعلان الرباط موقفها الرسمي إزاء ما يسمى بـ"صفقة القرن"، والذي وصف بـ"الملتبس" من قبل بعض النواب المغاربة داخل قبة البرلمان.

بوريطة: لا تعليق!

ورفض وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الإجابة عن تساؤلات "إرم نيوز" حول حقيقة مقايضة المغرب بقضية الصحراء (القضية الأولى للمملكة)، ضمن صفقة تقضي بالاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مقابل التطبيع الكلي مع تل أبيب.

واكتفى بوريطة بالقول:"لا أعلّق على التقارير الصحفية، وهذا هو مبدأنا الرسمي".

وزاد المسؤول المغربي:"اسألوا من كتب هذه التقارير"، رافضًا إبداء أي تعليق رسمي إزاء هذا الموضوع الحساس، والذي شغل وسائل الإعلام العربية والدولية خلال الساعات الماضية.

ثمن الصحراء

وقال المغربي عبدالفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء للدراسات الإستراتيجية، إن بلاده تسعى لتعزيز سيادتها الإدارية على إقليم الصحراء، وتلعب لهذا الغرض السيادي مجموعة من الأوراق المحورية آخرها إقناع عدد من دول القارة الأفريقية الصديقة بافتتاح قنصليات لها في الصحراء.

وأضاف الفاتحي، خلال تصريح لـ"إرم نيوز"، أن ربط هذه الصفقة التي يروج لها الإعلام الإسرائيلي الرسمي وكذلك بعض وسائل الإعلام الأمريكية بـ"صفقة القرن"، فيه نوع من الإساءة للمملكة وتبخيس لجهودها، والتي دائمًا ما تعبّر بشكل علني عن مساندتها للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.

ويعتقد المتحدث أن المغرب لن يُطبّع علاقاته مع إسرائيل مهما كان الثمن، ولا يمكنه أن يجري مفاوضات في هذا الشأن، أي اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة الرباط على الصحراء المتنازع عليها، مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين إسرائيل والمغرب، لأن هذه الخطوة قد تفجر غضبًا داخليًا في المملكة.

ورأى مدير مركز الصحراء للدراسات الإستراتيجية أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في حد ذاته لن يكون الحل السحري والنهائي لهذه القضية المثيرة للجدل على مستوى مجلس الأمن، فقضية الصحراء وفق تعبيره "متشعبة".

والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة تمتد على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع، وشهدت نزاعًا مسلحًا حتى وقف إطلاق النار العام 1991 بين المغرب الذي ضمها في العام 1975 وجبهة "البوليساريو" المدعومة من طرف الجزائر والمطالبة باستقلال الإقليم.

ويسيطر المغرب على 80% من مساحتها، مقترحًا منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادته، في حين تطالب "البوليساريو" بتقرير المصير.

لماذا المغرب؟

ويروَّج في وسائل التواصل الاجتماعي تساؤلات عديدة عن الأسباب الرئيسة التي تقف وراء سعي إسرائيل الدائم إلى تطبيع علاقاتها مع المغرب، وذلك في ظل هذه التسريبات الإعلامية والتي تتحدث عن تطبيع مرتقب بين البلدين.

وفي هذا الصدد، قال محمد بنجلون، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني (غير حكومية)، إن هناك محاولات إسرائيلية دائمة لجس النبض المغربي حول مسألة التطبيع وذلك لمحاولة تشتيت الصف العربي.

وأضاف بنجلون، خلال تصريح لـ"إرم نيوز"، أن المملكة بقيادة الملك محمد السادس لن تقبل بصفة مطلقة بهذه المقايضة، مشيرًا إلى أن الشعب المغربي "لن يسمح بحدوث ذلك، لأن قضية الصحراء والقضية الفلسطينية شيء واحد بالنسبة له".

ولفت المتحدث إلى أن المملكة المغربية وجهت خلال الأيام الماضية مجموعة من الرسائل السياسية تفيد بأن الرباط لن تتراجع عن موقفها إزاء القضية الفلسطينية.

وكانت العلاقات المغربية الإسرائيلية قد تمثلت بإنشاء مكتب الاتصال مع إسرائيل، والذي أغلق العام 2000 بقرار من السلطات المغربية.

وبحسب إحصاءات شبه رسمية، كشف عنها مؤخرًا مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي، فقد زار المغرب خلال العام 2018 حوالي 80 ألف إسرائيلي، على الرغم من عدم وجود رحلات جوية مباشرة بين البلدين.

كما تشير الإحصاءات الرسمية، وفق المصدر ذاته، إلى وجود أكثر من مليون إسرائيلي ينحدرون من أصول مغربية، وقسم كبير منهم يقوم بزيارات عائلية إلى المغرب بشكل سنوي، بالإضافة إلى الرحلات التجارية والسياحية التي تنظم إلى السواحل والأماكن الدينية اليهودية في المغرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com