زيارة أردوغان للجزائر.. "خيبة أمل" سياسية تغطيها تفاهمات اقتصادية
زيارة أردوغان للجزائر.. "خيبة أمل" سياسية تغطيها تفاهمات اقتصاديةزيارة أردوغان للجزائر.. "خيبة أمل" سياسية تغطيها تفاهمات اقتصادية

زيارة أردوغان للجزائر.. "خيبة أمل" سياسية تغطيها تفاهمات اقتصادية

بدأ غبار زيارة أردوغان إلى الجزائر، يوم الأحد، ينقشع عما يمكن وصفه بـ"خيبة أمل" سياسية، حاول الطرفان تغطيتها بتفاهمات اقتصادية، لا يعرف إلى أي حد ستجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع.

 وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على مسامع أردوغان، اتفاق البلدين على "تطبيق مخرجات ندوة برلين حول الأزمة الليبية"؛ الأمر الذي اعتبر متابعون أنه "دون سقف طموح الضيف، بل يشكل خيبة أمل بالنسبة له".

رفض ضمني

وقال الرئيس الجزائري:"توافق البلدان على السعي معًا إلى إقرار السلم في ليبيا.. يجمعنا اتفاق تام، ونتابع يوميًا بكل دقة كل ما يجري في الميدان وكل مستجداته".

واعتبر محللون أن إعلان الرئيس الجزائري هذا "يستبطن رفضًا ضمنيًا لمواقف الرئيس التركي الحادة تجاه الملف الليبي، حيث يقوم بدعم حكومة الوفاق وميليشيات متحالفة معها، فيما تتمسك الجزائر بضرورة حل الأزمة بالحوار بين الفرقاء لليبيين، بعيدا عن التدخل الخارجي".

وقال الباحث التونسي المختص في الشؤون الليبية محمد الخليفي إن إعلان الرئيس الجزائري "يعكس موقفًا واضحًا لا لبس فيه حول رفض الجزائر الاستجابة إلى طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والقبول بالدخول في بمغامرة غير محسوبة العواقب في ليبيا، على اعتبار أن الجزائر تدرك أن أي تدخل عسكري في ليبيا ستكون أول من يدفع ثمنه سياسيًا وأمنيًا".

وأضاف الخليفي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الموقف الجزائري بمثابة "لطمة قوية" لأردوغان، معتبرًا أن تأكيد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على اعتماد الحوار والحل السياسي كمنهج وحيد لحل الأزمة الليبية، يوجه انتكاسة جديدة لطموحات أردوغان في ليبيا ومساعيه لدعم ميليشياته والتدخل العسكري في هذا البلد المجاور.

بدوره، اعتبر المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أن أردوغان وبعد أن فشلت زيارته الأخيرة إلى تونس بتحقيق أهدافها سارع إلى إغراء الجزائر بعروض اقتصادية وصفها بـ"السخية" لكنه اصطدم بموقف جزائري لم يحسب له حسابًا رغم ما روجه الإعلام التركي حول وجود ما وصفه بـ" توافق تركي-جزائري" في الملف الليبي.

وقال محمد صالح العبيدي في تصريح لـ"إرم نيوز" إن أردوغان كان يراهن خلال زيارته إلى الجزائر على الحضور الاقتصادي التركي القوي في الجزائر وعلى الوضع الاقتصادي المنهار في هذا البلد لعرض استثمارات "ضخمة" على نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، في محاولة لإقناعه بالانجرار إلى مخططه في ليبيا "لكن خاب مسعاه مجددًا وتعرض إلى انتكاسة جديدة".

وشدد المحلل السياسي التونسي على فشل زيارة أردوغان إلى الجزائر رغم محاولته التغطية على هذا الفشل بقوله"إنه اتفق مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون على أن العناصر الأساسية لتحقيق الاستقرار الدائم هي الحوار والوفاق"، مع بحث خطوات مشتركة للدفع نحو إحلال السلم والأمن في ليبيا.

تفاهمات اقتصادية

واعلن الرئيس التركي ونظيره الجزائري عن تفاهمات اقتصادية، إلا أن المحلل محمد صالح العبيدي يرى أن تطبيق هذه التفاهمات سيبقى حبرًا على ورق، لافتًا إلى أن الجزائر أثبتت أنها لا تقبل بما وصفها بهذه " المساومات الرخيصة".

وأعلن الرئيسان الاتفاق على "رفع حجم التبادلات بين البلدين إلى ما يفوق 5 مليارات دولار قريبًا جدًا، وتكريس تواصل يومي بين وزراء البلدين بهدف استبعاد أي سوء تفاهم".

وكشف تبون عن اقتناء تركيا قطعة أرض بهدف بناء سفارة جديدة بالجزائر؛ مع فتح مركز ثقافي تركي بالجزائر وآخر جزائري في تركيا.

كما أشار إلى موافقته على دعوة أردوغان لزيارة تركيا؛ فيما قام تبون وأردوغان بالتوقيع على بروتوكول إعلان مشترك لتأسيس مجلس تعاون رفيع المستوى، إضافة إلى توسيع مجالات التعاون إلى الصناعات العسكرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com