إقصاء المغرب من مؤتمر برلين.. هل يكتب نهاية "اتفاق الصخيرات"؟‎
إقصاء المغرب من مؤتمر برلين.. هل يكتب نهاية "اتفاق الصخيرات"؟‎إقصاء المغرب من مؤتمر برلين.. هل يكتب نهاية "اتفاق الصخيرات"؟‎

إقصاء المغرب من مؤتمر برلين.. هل يكتب نهاية "اتفاق الصخيرات"؟‎

ينطلق مؤتمر برلين حول ليبيا في وقت لاحق اليوم الأحد، في مسعى لدفع جهود تحقيق الاستقرار في هذا البلد وسط غياب أهم الدول المغاربية وهي تونس والمغرب، حيث عبّرت وزارة الخارجية المغربية في بيان أمس عن "استغرابها لعدم دعوتها للمشاركة في المؤتمر". وسط حديث عن أن هذا الغياب قد يكتب نهاية ما يعرف بـ"اتفاق الصخيرات" بشأن حل الأزمة الليبية.

وقالت الوزارة، إن "المغرب اضطلع بدور حاسم في إبرام اتفاق الصخيرات، الذي شكل حتى الآن الإطار السياسي الوحيد الذي يحظى بدعم مجلس الأمن وقبول جميع الفرقاء الليبيين من أجل تسوية الأزمة في هذا البلد المغاربي".

ورأى مراقبون، أن "إبعاد المغرب عن هذا المؤتمر يؤكد نهاية اتفاق الصخيرات الذي تمخضت عنه حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وتدعمها ميليشيات بعضها موسوم بـ"الإرهاب".

وجرى توقيع "اتفاق الصخيرات" تحت رعاية أممية في مدينة الصخيرات قرب العاصمة المغربية الرباط، في 17 كانون الأول/ديسمبر 2015، لإنهاء الصراع في ليبيا.

هل مواقف المغرب هي السبب؟

ومنذ أن اشتدت تعقيدات الأزمة الليبية، سارع المغرب إلى كشف موقفه بشكل علني من التطورات الميدانية في هذا البلد المغاربي، حيث أكد استعداده لبذل أي مجهود لحل الأزمة الليبية، كما رفض بشدة أي تدخل أجنبي، بما في ذلك التدخل العسكري.

حيال ذلك، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، إن "مواقف المغرب إزاء الأزمة الليبية ربما أسهمت في إبعاده عن هذا المؤتمر، حيث دائما ما ينادي بالحل السياسي بديلا عن العسكري، وهو ما فهم منه أن الرباط ربما تكون منحازة لطرف دون آخر".

وأضاف الحسيني لـ"إرم نيوز"، أن "المغرب ظل متشبثا باتفاق الصخيرات منذ البداية والذي كان بإمكانه أن يضع ليبيا في بر الأمان لو تم تطبيق بنوده على أرض الواقع"، لافتا إلى أن "هذا التشبث المغربي ربما ولد تخوفا لدى الجهات المنظمة للمؤتمر والمؤثرة فيه من أن تفرض المملكة المغربية نفسها بقوة خصوصا وأن اتفاق الصخيرات هو الوحيد المعترف به دوليا".

وأكد أستاذ العلاقات الدولية، أن "إقصاء المغرب يأتي فعلا في ظروف غامضة، وفق ما أكده بلاغ وزارة الخارجية"، منوها إلى أن "العاهل المغربي أجرى قبل أيام اتصالا هاتفيا مع الرئيس التونسي قيس السعيد الذي أعلنت بلاده السبت، اعتذارها عن عدم المشاركة في مؤتمر برلين، بسبب تلقيها دعوة متأخرة، وهو ما قد يدفعنا للتأكيد على أن هناك تنسيقا مغربيا تونسيا خصوصا وأن مواقف الرباط وتونس من الأزمة الليبية تتشابه بشكل كبير".

مخاوف المغرب

من جهته، اعتبر المحلل السياسي عبدالفتاح الحيداوي، أن "دور المغرب في الأزمة الليبية محوري بشهادة عدد من الدول العظمى، وإقصاء الرباط من مؤتمر برلين ربما قد يكون مؤثرا ويطرح في نفس الوقت تساؤلات عديدة".

وقال الحيداوي لـ"إرم نيوز"، إنه "بإبعاد المغرب الذي احتضن قبل سنوات مفاوضات شاقة في مدينة الصخيرات بين الفرقاء الليبيين التي تمخض عنها ما سمي اتفاق الصخيرات، يؤكد أن هذا الاتفاق أضحى اليوم متجاوزا".

وأكد المحلل السياسي، أن "المغرب لا يريد حدوث تدخل عسكري أجنبي أو تصعيد ميداني بين أطراف النزاع لأن هذا الأمر سينعش تحركات الجهاديين في الساحل والصحراء، وبالتالي الخطر لن يشمل ليبيا فحسب، بل حتى دول المغرب العربي"، مبينا أنه "انطلاقا من هذه المخاوف المغربية  فالحل يجب أن يكون مغاربيا وليس في برلين البعيدة جغرافيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com