معركة "الشباب والشيوخ" تحتدم داخل "النهضة التونسية"
معركة "الشباب والشيوخ" تحتدم داخل "النهضة التونسية"معركة "الشباب والشيوخ" تحتدم داخل "النهضة التونسية"

معركة "الشباب والشيوخ" تحتدم داخل "النهضة التونسية"

تشهد "حركة النهضة" في تونس صراعًا غير مسبوق بين الشباب من جهة، والشيوخ من جهة أخرى، حيث عكس ذلك التصريحات القوية المناهضة لتوجهات رئيس الحركة والاستقالات التي شملت قيادات شبابية قبل أسابيع من عقد مؤتمر حاسم للحركة.

وشملت الاستقالات هشام العريض، وهو نجل القيادي البارز بالحركة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض، وزياد بومخلة أحد أبرز الوجوه الناشطة في الصفوف الطلابية للحركة، مما اعتبره متابعون إعلان "تمرد" من شباب الحركة على توجهات وخيارات يقودها الجيل القديم خاصة رئيس الحركة راشد الغنوشي.

وعلق القيادي في حركة "النهضة" علي العريض، اليوم الأربعاء، على استقالة نجله هشام العريض وعضو "مجلس الشورى" زياد بومخلة قائلًا إنه"لم يتحدث معهما بعد عن أسباب استقالتهما لكنه يعلم أنهما أعربا عن قلقهما منذ فترة".

وأضاف العريض أنّ "هشام وزياد من نفس الجيل، (جيل النهضة) ما قبل الثورة وما بعدها.. ساهما كغيرهما من الشباب في بناء الحزب على مستوى الجامعة التونسية (بصفتهما ناشطين في طلبة حركة النهضة بالجامعة) وحتى في هياكل الحركة".

واعتبر أن"الشباب ليسوا كالكهول فهم يريدون التغيير والتطور بسرعة" في إشارة إلى تحفظهما واعتراضهما على القرارات المتخذة في صلب الحركة في علاقة بتشكيل الحكومة وبإدارة الشأن العام.

وكشف مصدر من الحركة لـ "إرم نيوز" أن استقالة الناشطين الشابين كانت منتظرة بالنظر إلى المواقف التي سبق أن عبّرا عنها في اجتماعات مجلس شورى الحركة واعتراضهما على عدة قرارات ذهب بها المجلس وثبت أنها غير ذات جدوى وآخرها ترشيح الحبيب الجملي لرئاسة الحكومة، وقرار التصويت لهذه الحكومة في البرلمان، وقد سقطت الحكومة وخسرت الحركة بذلك موقفًا سياسيًا، وفق قوله.

وأضاف أن"حالة من التململ تعيشها الحركة منذ اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وزادت حدتها مع بدء العهدة البرلمانية الحالية وتذبذب مواقف النهضة من تشكيل الحكومة وبرنامجها، وفشلها في التواصل مع شركائها السياسيين والاتفاق معهم على برنامج وشكل الحكومة، وصولًا إلى حالة العزلة التي تواجهها الحركة في البرلمان بعد سقوط حكومة الجملي وعودة الأمور إلى المربع الأول".

وعلّق مراقبون بأن هذا الوضع طبيعي داخل الحركة التي تسيطر على المشهد السياسي منذ 9 سنوات، وتشهد حالة تجديد من الداخل، وحالة نضج من قيادات شابة ترى لها مكانًا أكبر داخل الحركة وتحمل أفكارًا مختلفة عن "الحرس القديم" الذي نال حظه وجرب الحكم وفق قولهم.

وأكد المحلل السياسي محمد التوجاني لـ "إرم نيوز" أن"الاستقالات الأخيرة داخل "النهضة" رسالة إلى قياداتها العليا بأن وقت التغيير قد حان، وأن المراجعة باتت ضرورية، وتقييم المرحلة الماضية بات أمرًا حتميًا للبناء للمستقبل"، مشيرًا إلى أن الحركة تعيش هذه الفترة أصعب فتراتها بسبب تراجع شعبيتها والأخطاء المتكررة التي أظهرت ضعف خياراتها وتوجهاتها في مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة.

وأضاف التوجاني أن"الحركة على بعد أسابيع قليلة من عقد مؤتمرها الحادي عشر والذي سيكون مختلفًا عن المؤتمرات السابقة، وسيشهد تغيرات جذرية للحركة" وفق تأكيده.

ومن جانبه قال المحلل السياسي ناجي العياشي لـ "إرم نيوز" إن صعود جيل الشباب وارتفاع كلمته داخل الحركة دليل على وجود خلافات بدأت تتراكم وتكبر حتى خرجت إلى العلن، مع اقتراب المؤتمر.

 واعتبر أن"هناك صراعًا داخل النهضة بين تياٍر يسمي نفسه إصلاحيًا ويضم مجموعة من القيادات الشبابية، التي تطالب بتغيير قيادي وإداري داخل الحركة، دون أن ترتقي إلى مستوى الخط السياسي المتمايز عن الخط الرسمي لحركة النهضة، وتيار ثانٍ يمنح لنفسه الشرعية وهو الذي انتصر في المؤتمر العاشر لحركة النهضة (مايو/أيار 2016) وتمثله رئاسة الحركة ومكتبها التنفيذي ومؤسساتها الرسمية".

وأضاف العياشي:"الأرجح أن الصراع هو على تغيير القيادة والإدارة ولا وجود لرؤية سياسية متمايزة فيما يحدث داخل النهضة". وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com