ما الذي جمع فسيفساء ميليشيات ومسلحي طرابلس للاتحاد ضد حفتر؟
ما الذي جمع فسيفساء ميليشيات ومسلحي طرابلس للاتحاد ضد حفتر؟ما الذي جمع فسيفساء ميليشيات ومسلحي طرابلس للاتحاد ضد حفتر؟

ما الذي جمع فسيفساء ميليشيات ومسلحي طرابلس للاتحاد ضد حفتر؟

تآلفت مجموعة من الميليشيات والمسلحين الموسومين بتهمة الإرهاب للقتال ضمن عملية "بركان الغضب" تحت راية حكومة الوفاق، في محاولة لعرقلة تقدم الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس.

ويرى مراقبون أنه وبالنظر إلى هذه الفسيفساء المتجمعة ضمن "حلف غير مقدس"، يمكن للناظر ببساطة أن يلحظ التناقض الصارخ بين مبادئها وتوجهاتها، واختلافاتها الإيديولوجية والمناطقية، ما يدعو للتساؤل، وفق المثل الدارج: "ما الذي جمع الشامي بالمغربي؟"؛ لاسيما وأن بين بعض هذه الميليشيات "دم وحقد وتنازع".

ميليشيات طرابلس كانت قد طردت ميليشيات مصراتة من العاصمة، إثر معارك طاحنة، ليخلو الجو لها في ابتزاز حكومة الوفاق ومجلسها الرئاسي، وفق متابعين للشأن الليبي، كما أن الخلافات بين ميليشيات طرابلس موجودة ومحتدمة، فميليشيا البقرة ذات التوجه المتشدد، تناصب ميليشيا قوة الردع الخاصة، ذات التوجه السلفي المدخلي، العداء، لاعتقالها العديد من "المتشددين" ضمن سجن معتيقة، فضلًا عن أن الخلافات بين الردع وكتيبة ثوار طرابلس بينة، ومثلها بين ميليشيا النواصي وميليشيا قوة الردع المشتركة - أبوسليم.

"ميليشيات" في مواجهة حفتر

شكلت العملية العسكرية التي أطلقها قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، فرصة لتوحد هذه الميليشيات، وجر كافة "الإرهابيين" بمن فيهم مطلوبون إلى الجيش ولحكومة الوفاق للانغماس في القتال ضده، وفق راصدين للمشهد.

ويؤكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية الليبية، محمد بوشقمة، أن ما جمع هذه الميليشيات أنهم توحدوا ضد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ومشروعه لإقامة الدولة، لأنهم أصلًا لا يريدون دولة ولا استقرارًا، فمرادهم جميعًا بقاء الوضع على حاله.

وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي كان دائم التحسس تجاه المتهمين بالإرهاب سواء المعتقلين في سجن معتيقة أو الذين لا يزالون مطلقي السراح، حاولت حكومة الوفاق إظهار أنها تحاربهم، وتقديم بعض القرابين على مذبح حلفها معهم ومع الميليشيات، كما حدث مع  المدعو عماد الشقعابي، الذي اعتقل مؤخرًا بتهمة التنسيق بين داعش وتنظيم أنصار الشريعة الليبي المتشدد والمنحل، علمًا بأن الشقعابي أحد قادة وزارة داخلية حكومة الوفاق وقائد في محور قتالي ضد الجيش الليبي.

 وكذا الحال بالنسبة للساعدي النوفلي الذي اعتقل هو الآخر ليكون كبش فداء.

 الراعي الرسمي

 ويرعى هذا التآلف بين "الميليشيات" مفتي ليبيا السابق الصادق الغرياني، الذي حث قبل أيام قوة الردع الخاصة على إطلاق سراح معتقلين متشددين ليشاركوا في معركة طرابلس.

ويقول بوشقمة، الذي تحدث لـ"إرم نيوز"، إن "ميليشيا الردع بدأت بإطلاق سراح العديد من المتشددين مع بداية عملية تحرير طرابلس التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في الرابع من نيسان/ أبريل الماضي".

وبيّن أن "الغرياني يوفر لهم الغطاء فهو الذي يعدهم بالجنة ويعطيهم صكوك الغفران"، "أما فايز السراج فتحالف مع جميع المجرمين والمطلوبين في غرب ليبيا و جنوبها من مهربي الوقود و تجار الهجرة غير الشرعية ومتطرفي مجالس شورى أجدابيا ودرنة وبنغازي"، وفق قوله.

عناصر خاملة

وأشار إلى أن معظم الذين أطلق سراحهم من معتيقة ليشاركوا في القتال ضد الجيش الليبي هم من العناصر الخاملة، وغير المعروفة، محذرًا من أنهم قد ينفذون عمليات ذات طابع " انغماسي" في أية لحظة.

وأوضح أن من أبرز من أطلق سراحه من معيتيقة هشام عياد الحشاني من مدينة صرمان، الذي كان سجينًا لدى الردع لمدة تجاوزت العامين، بسبب ارتباطه بجماعات إرهابية محظورة محليًا، وأفرج عنه بعد بدء العمليات في طرابلس

وشارك بالقتال ضد القوات المسلحة، وقتل في  غارة جوية استهدفت تمركزًا له في محيط طرابلس.

وأضاف أن "الجماعات المتطرفة بالعموم تشارك اليوم في الحرب في طرابلس من كل الفصائل  ومع عدد من الميليشيات بحسب ارتباط هذه العناصر مع قادتها".

وكشف أن "الإرهابي فرج شكو، الناطق السابق لتنظيم مجلس شورى بنغازي، موجود في طرابلس، ويرتبط بعلاقة وطيدة مع قائد لواء الصمود المطلوب دوليًا المصراتي صلاح بادي، كما أن الإرهابي من تنظيم القاعدة زياد بلعم، العائد من تركيا، ظهر في محاور القتال يقود تشكيلًا من مسلحين فارين من بنغازي".

تماسك هش

وعلى الرغم من أن هذه الفسيفساء من تحالف الميليشيات تبدو متماسكة للناظر إليها من الخارج، وقتالهم بصف واحد ضد قوات الجيش الوطني الليبي التي أعلنت أمس الخميس حالة الصفر لتطهير العاصمة، إلا أن الخلافات عاصفة فيما بينهم لأسباب إيديولوجية، وفق محللين.

وقال بوشقمة إن "المفرج عنهم من سجون الردع وباقي الإرهابيين يرون في ميليشيات طرابلس أعداء ومداخلة، وهم أعداء لهم بعد قوات حفتر، حسب تعبيرهم".

وذكر أن ميليشيات طرابلس التي طردت ميليشيات مصراتة في حرب 2016 ، تناصبها العداء أيضًا، ولكن بعد حفتر فقط، وكذا الحال بالنسبة لكتائب الزنتان التي ترى في قوة الردع الخاصة وكتيبة ثوار طرابلس عدوًا أيضًا.

وختم بوشقمة حديثه بالقول: "لهذا السبب، ولسلامة أهالي كل مدن ليبيا وللقضاء على حروب الميليشيات وابتزازها، نجزم بأن خيار القضاء عليها وتمكن القوات المسلحة من السيطرة على كل مدن ليبيا هو الخيار الأفضل..".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com