توعد بـ"إعادة تربية المغاربة".. هل تعصف تصريحات أخنوش المثيرة بطموحاته السياسية؟‎
توعد بـ"إعادة تربية المغاربة".. هل تعصف تصريحات أخنوش المثيرة بطموحاته السياسية؟‎توعد بـ"إعادة تربية المغاربة".. هل تعصف تصريحات أخنوش المثيرة بطموحاته السياسية؟‎

توعد بـ"إعادة تربية المغاربة".. هل تعصف تصريحات أخنوش المثيرة بطموحاته السياسية؟‎

تسبب تصريح مثير للجدل صادر عن الملياردير المغربي عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في حكومة سعد الدين العثماني والذي يحمل حقيبة وزارة الفلاحة والصيد البحري في جدل واسع بالمغرب.

وتوعد أخنوش بـ"إعادة تربية" من ينتقدون مؤسسات الدولة المغربية، حيث قال في لقاء حزبي نًظم بروما قبل أيام، للتواصل مع الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا: إن "من يحب البلاد يجب أن يحترم شعار البلد وهو (الله الوطن الملك)، ويحترم المؤسسات والديمقراطية".

وأضاف بلهجة حادة أن "العدالة ليست وحدها التي يجب أن تقوم بمهامها في التعامل مع من يمارس السب، بل حتى المغاربة عليهم أن يقوموا بعملهم، ومن تنقصه التربية من المغاربة، علينا أن نعيد تربيته".

ردود غاضبة

وأثار هذا التصريح وطريقة إلقائه ردود أفعال غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة، واصفين أخنوش بـ"إدريس البصري الجديد"، (وزير الداخلية المغربي الأسبق، والذي كان يعتبر أقوى رجل في المملكة بعد الملك الراحل الحسن الثاني خلال سنوات الرصاص).

ووصف عبدالله بوانو، القيادي البارز بحزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب، تصريحات أخنوش، بأنها "تهديد خطير"، مضيفًا في تصريح إعلامي أنها تدل على "نقص في الوعي".

من جانبه قال الإعلامي والكاتب المغربي محمد المساوي، إن أفضل وأنجع رد على "وقاحة" المدعو أخنوش، ليس الاكتفاء بتدوينات فايسبوكية غاضبة ومستنكرة، بل يجب أن يرفق ذلك بخطوات عملية.

وأضاف في تدوينة نشرها عبر حسابه الخاص بالفيسبوك، أقرب الخطوات العملية الممكنة في ظل هذه الظروف هو "إعادة إحياء حملة المقاطعة.. مقاطعة منتوجات الملياردير الذي يسف دماء المغاربة قطرة قطرة، وفي إعادة إحياء مقاطعة منتجات أخنوش، سنعيد تربية من أراد إعادة تربية المغاربة". وفق تعبيره.

واستهدفت حملة المقاطعة بالمغرب التي انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، العام الماضي محطات توزيع الوقود "أفريقيا" المملوكة لعزيز أخنوش، ومياه "سيدي علي" المعدنية، ومنتجات "سنطرال دانون"، من أجل الضغط على هذه الشركات المستحوذة على حصة الأسد من السوق كي تخفض أسعارها.

وكبّدت هذه الحملة خسائر مالية فادحة للشركات المذكورة، كما تراجعت سمعتها في الأوساط المجتمعية.

من جانبه، هاجم المثقف اليساري المغربي صلاح الوديع، أخنوش في مقال نشرته وسائل إعلام اليوم الثلاثاء.

وقال الوديع: " من يحتاج إلى التربية هو من يستسيغ المزج بين مالا يقبل المزج ويخلط بين عالم الأعمال وعالم السياسة في تضارب لا يحتمل بين المصالح".

ومما جاء في مقال صلاح الوديع المطول أن "من يحتاج إلى التربية هو من يستعمل تنظيمه السياسي من أجل تشويه سمعة المجلس الأعلى للحسابات الذي هو مؤسسة تمثل إحدى المفاتيح الدستورية لبناء مغرب حداثي ديمقراطي يحكمه مبدأ المحاسبة على المسؤوليات العمومية".

انعكاسات مرتقبة

ورأى الدكتور محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء أن تصريحات أخنوش لم تكن محسوبة بالشكل المطلوب خصوصًا وأنها جاءت في لحظة حماسية تخللت الكلمة التي ألقاها أمام عشرات الشباب بروما.

وأضاف زين الدين في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن مثل هذه الخرجات الإعلامية من شأنها أن تنعكس على الحزب برمته والذي أضحى في الفترة الأخيرة يقدم نفسه بديلًا سياسيًا للمغاربة وحاملًا مجموعة من المشاريع خصوصًا لفئة الشباب، لافتًا أن الطريقة التي تحدث بها رئيس الحزب عزيز أخنوش من شأنها أن تخلق بعض المتاعب لكيانه السياسي.

وشدد المتحدث على أن السياسي يجب أن يكون حذرًا وملمًا بجل المخاطر لأنه لا توجد ضمانات، مبينًا أن الحقل السياسي المغربي مبني بشكل كبير على العاطفة والاندفاعية وبالتالي تصريحات أخنوش "قد تصادمه من أنصاره وأيضًا مع الشعب المغربي". وفق تعبيره.

ودعا المحلل السياسي إلى إقرار مدونة خاصة بالأخلاقيات السياسية والحزبية توقع من طرف قادة الأحزاب السياسية في المغرب كي يتم الالتزام بخطاب سياسي محترم.

ووضعت مجلة "فوربس" الأمريكية، في مارس/ آذار الماضي، المغربي عزيز أخنوش على صدارة أغنياء المغرب بثروة تبلغ 2 مليار دولار.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com