المناظرة الرئاسية الأولى في الجزائر تفشل في إبراز "نجم" بين 5 مرشحين
المناظرة الرئاسية الأولى في الجزائر تفشل في إبراز "نجم" بين 5 مرشحينالمناظرة الرئاسية الأولى في الجزائر تفشل في إبراز "نجم" بين 5 مرشحين

المناظرة الرئاسية الأولى في الجزائر تفشل في إبراز "نجم" بين 5 مرشحين

شهدت الجزائر، ليلة الجمعة، أول مناظرة تلفزيونية في تاريخها، بين المترشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة المقررة الخميس القادم، في موعد لم يشهد رتمًا مرتفعًا، وظلّ دون تطلعات الجماهير، بحسب مختلف الآراء والانطباعات التي رصدها مراسلو "إرم نيوز".

المناظرة التي أطلق عليها تسمية "الطريق إلى التغيير" وتوزعت على 4 محاور، لم تنتج "نجومية"، حيث لم يبرز أي تميز بين رئيسي الحكومة السابقين علي بن فليس وعبد المجيد تبون، ومنافسيهم الوزير السابق للسياحة عبد القادر بن قرينة ونظيره للثقافة عز الدين ميهوبي، وعبد العزيز بلعيد.

في المقابل، حفلت المناظرة التي استمرت لساعتين و40 دقيقة، بسعي عدة مترشحين للنيل من بعضهم بالرسائل المشفرة، وبدت رغبة المرشح المثير للجدل، عبد القادر بن قرينة واضحة في "إحراج" بن فليس وتبون وميهوبي، بالقول إنه "لم يتورط في سياسات العهد البائد"، بينما سعى عز الدين ميهوبي لتقديم نفسه كوجه من "الجيل الجديد"، بعيدًا عن غرمائه السبعينيين، وحاول تجاوز "علاقته" بنظام بوتفليقة ورئيس حكومته المسجون أحمد أويحيى زعيم الحزب الذي يقوده حاليًا وزير الثقافة السابق.

ورافع علي بن فليس لدولة حريات وقانون، انطلاقًا من خلفيته القانونية والسياسية، حيث عمل قاضيًا ومحاميًا ووزيرًا للعدل ورئيسًا للحكومة الجزائرية، وأبلغ المتفرجين بأنه ترشح للمرة الثالثة لكسر "قاعدة الحكم الفردي"، مذكرًا أنه عارض بوتفليقة منذ 2003.

وفعّل عبد العزيز بلعيد، مرشح حزب جبهة المستقبل، كذلك مرافعته عن أحقية جيل الشباب وما بعد الاستقلال في تبوؤ مناصب المسؤولية، مروجًا لنفسه على أنه "جاء بقلب صافٍ، ويدين نظيفتين"، لقيادة الجزائر وتحقيق مطالب الحراك الشعبي.

واجتهد عبد المجيد تبون في "التبرّك بالحراك الشعبي، الذي أنقذ البلاد من حمام دم ونهب متعدد للخيرات والمقدرات الوطنية، وأسقط التمديد والولاية الرئاسية الخامسة"، محاولًا التبرؤ من تهم الانتماء لعهد بوتفليقة، في رد واضح على انتقادات تلاحقه، لأنه شغل منصب وزير الإسكان ثم رئيسًا للحكومة لفترة وجيزة.

وأبدى متابعون للمناظرة في العاصمة الجزائر وباقي المحافظات، استياء كبيرًا إزاء ما أسموه "المستوى الضحل" للمترشحين، وعدم ارتقاء أدائهم إلى المستوى المأمول، على حد تعبير حميد وأيمن وفؤاد ويحيى ووردة ولمياء، فيما أبدى الجامهي امحمد حميدوش صدمته إزاء عدم تحكم المترشحين في الأرقام، ما أظهر ابتعادهم عن الواقع وقناعة مواطنيهم بعدم جدوى الاقتراع المرتقب.

وأعرب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن امتعاضهم من أداء المتنافسين الذين غرقوا في شعارات وعموميات، بعيدة عن الدقة والتشخيص، بحسب الناشط نور الإسلام زايدي الذي شدد "إن المرشحين الخمسة أبانوا عن فشلهم في تحديد آليات النهوض بالقطاع الزراعي الغائب الأكبر عن برامج المتنافسين، مع اعترافهم أن الاقتصاد الوطني في خطر".

وانتقد صحفيون ومتفرجون مستوى طرح الأسئلة وصياغتها من طرف 4 إعلاميين، تجهل الطريقة التي جرى بها اختيارهم من بين أسماء أخرى ومؤسسات إعلامية، تردد ذكرها لإدارة النقاش الانتخابي المفتوح بين الخمسة، وقيل إن حرب كواليس اشتعلت داخل السلطة المستقلة للانتخابات بشأن اختيار وجوه قادرة على إحداث الفارق والتعبير عن نبض الشارع.

وأتت المناظرة بعد ساعات من تظاهرات صاخبة جابت مختلف مناطق الجزائر، وجدد فيها آلاف الحراكيين معارضتهم خامس اقتراع رئاسي تعددي في تاريخ الجزائر، وسط نداءات بشن عصيان مدني وإضراب عام لإحراج الحكومة الحالية.

وانتهت المناظرة بحديث "فاتر" عن حلول البطالة ومحاربة الهشاشة ومناخ الأعمال وتفعيل الاستثمارات والارتقاء بالخدمات، على وقع اتفاق المترشحين على وضع حد للشعاراتية، ونسق الدعم الاجتماعي المطلق، وسط استخدام بن فليس لمصطلح "نظام اقتصاد سوق اجتماعي"، ومطالبة تبون بالتغيير بالكفاءات لا بالولاءات، وحديث بن قرينة عن إقحام الشباب في العمل المقاولاتي وتأكيد ميهوبي وبلعيد على تشجيع المؤسسة الناشئة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com