تونس.. "رحلة الموت" تشعل غضبًا واسعًا وسط اتهامات للسلطات (فيديو)

أثارت فاجعة مقتل 25 شخصًا وإصابة 18 آخرين جراء انقلاب حافلة سياحية بإحدى المناطق شمال غرب تونس، اليوم الأحد، غضبًا وسط اتهامات للحكومة بالتقصير والتقاعس في الحد من المآسي المتكررة خلال السنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق.

وشكلت ما وصفها متابعون بـ"رحلة الموت" بمحافظة باجة شمال غرب البلاد صدمة في الشارع التونسي، لاسيما أنها ليست الأولى من نوعها، فقبل سنتين شهدت المنطقة حادثًا مماثلًا حين سقطت حافلة كانت تقل عشرات الشباب.

ودفعت الحادثة إعلاميين ونشطاء إلى توجيه للسلطات التي قالوا إنها: "لم تتدخل لتحسين وضع الطرق ومراقبة جودة الحافلات المستعملة في مثل هذه الرحلات".

في السياق، علّقت الصحفية سيدة الهمامي في تدوينة لها بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" على الحادثة بالقول: "نفس الحادث وقع في نفس المكان وتقريبا نفس اليوم من سنة 2017 ".

وأضافت مخاطبة السلطات الرسمية: "عندما سقطت الحافلة الأولى لماذا لم تجدوا حلّا؟..ها قد سقطت الحافلة الثانية... أليس في هذا الطريق حل؟ أغلقوه إذن".

وعلّق الصحفي محمد وليد الجموسي قائلًا: "الإرهاب المروري يضرب من جديد ويعصف بحياة العشرات من شبابنا".

وفي السياق ذاته قال محمد أمين الشوري: "يوم حزين في تونس بعد انزلاق حافلة سياحية أثناء رحلة في منحدر حاد وسقوطها من ارتفاع شاهق يين عمدون وعين دراهم (شمال غرب تونس).

من جهته، اعتبر الخبير في السلامة المرورية حلمي الغزواني "أنّ المسؤولين عن مثل هذه الحوادث القاتلة هم حلقة تبدأ بوزارة النقل التي تستورد حافلات مستعملة في صفقات مشبوهة دون التثبّت من مدى صلاحيتها لقطع مثل هذه المسافات وبمثل هذه الحمولة، مرورًا بوزارة التنمية المحلية والبيئة التي يفترض أن تضبط مسلكًا سياحيًا مهيّئا لمثل هذه الزيارات المناسباتية والتي يزيد الإقبال عليها خصوصًا في فصل الشتاء".

وانتقد الغزواني في تصريح لـ"إرم نيوز" ما اعتبره "تقاعسًا من الحكومة في صيانة الطريق ومعالجة ضعف جودة تعبيدها بطريقة يتجنب بها مستعملو هذه الطريق الانزلاقات وشتى أنواع الحوادث" بحسب قوله.

من جهة أخرى احتشد مساء الأحد، عدد كبير من التوانسة عند مدخل مستشفى شارل نيكول وسط العاصمة تونس إثر وصول عدد من جرحى حادث الحافلة.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو من داخل المستشفى عن حالة الاحتقان التي سادت وسط سخط وهلع أكثر من 40 عائلة بشأن مصير أبنائها الذين كانوا على متن "حافلة الموت".