مؤتمر برلين حول ليبيا.. إشارات النجاح وعوامل الإخفاق
مؤتمر برلين حول ليبيا.. إشارات النجاح وعوامل الإخفاقمؤتمر برلين حول ليبيا.. إشارات النجاح وعوامل الإخفاق

مؤتمر برلين حول ليبيا.. إشارات النجاح وعوامل الإخفاق

يواجه مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي كان مقررًا انعقاده في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بدعوة من ألمانيا، عدة صعوبات حالت دون انعقاده، وتسببت بتأجليه أكثر من شهر.

 وظهر تخوف ليبي من فكرة هذا المؤتمر، الذي لم يتضح هل سيشارك الليبيون به، أم سيقتصر فقط على الدول الفاعلة دون مشاركة ليبية؟ أم ستضاف له بعض الشخصيات الليبية، وفي هذه الحالة يبرز سؤال عن كيفية اختيار هذه الشخصيات.

وتكتنف إشارات غموض هذا المؤتمر، وفق ما صرح به المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، داعيًا "أعضاء مجلس الأمن والدول الكبرى إلى ضرورة التوافق حول الملف الليبي دون أن يؤدي هذا التوافق إلى اتخاذ القرار بدلًا من الليبيين".

وقال سلامة في تصريح لإذاعة الجزائر إن "أي توافق ليبي لن يتحقق ما لم يحدث توافق دولي حوله، مستغربًا عدم دعوة الجزائر إلى مؤتمر برلين".

فكرة خطيرة

يرى المراقب للشأن الليبي، سالم يوسف عبد البارئ، أن "مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا وفق الأفكار حوله سيكون فكرة خطيرة، قد تُعيد كل تفاعلات الأزمة الليبية إلى مربع سيطرة الإرهاب والمسلحين، كما أن على كل الأطراف المعنية بالحالة الليبية التوجه إلى فرض حلول متوازنة في آن واحد".

وقال عبد البارئ لـ"إرم نيوز" إن "الشكل العام لما سيطرح في برلين يتجه إلى فكرة وقف العمليات العسكرية للجيش الليبي، إضافة إلى الملف الأبرز، وهو رفض أي سيطرة كاملة للإسلام السياسي على المشهد الليبي، وتوزيع الثروات بشكل عادل، وهذه النقاط الثلاث لن تتحقق بمعزل عن بعضها، وفي حالة وقف العمليات العسكرية لن تتحقق عملية رفض الإسلام السياسي أو التوزيع العادل للثروات".

ويوضح عبد البارئ أن "برلين قد تشهد تأزمًا دوليًا خاصة بعد تأزم المواقف بين أمريكا وروسيا بخصوص ليبيا، وحضوٍر روسي على خط الأزمة في ليبيا خلال الأسابيع الماضية، وبالتالي يمكن أن تتدخل واشنطن في مؤتمر برلين بقوة لدعمه وإنجاحه حتى تقطع الطريق على موسكو".

عناوين رئيسية

من جانبه يرى الكاتب السياسي الليبي، جمعة الهادي، بأن توجهات مؤتمر برلين أصبحت تتمحور حول العناوين الرئيسية لما يحدث في ليبيا، وذلك بعد اجتماع ممثلي الدول الداعمة لهذا المؤتمر في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

ويشير الهادي في تصريح لـ"إرم نيوز" إلى أن خطورة مؤتمر برلين تتمثل في أن تركز أعماله على إيقاف العمليات العسكرية دون وجود ضامن واضح لعدم دعم تواجد الإسلام السياسي والميليشيات وإبعادها عن المشهد.

 ويضيف الهادي أن نجاح المؤتمر يرتبط باتخاذ خطواٍت ملموسٍة من شأنها طمأنة الليبيين بأن الأزمة في طريقها إلى الحل.

وعلى الصعيد الأممي يأمل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بحسب ما نقل عنه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، بأن يكون "المؤتمر الذي يتم الإعداد له في برلين مناسبة فريدة لجمع كل من لهم تأثير فيما يتعلق بالنزاع في ليبيا، بهدف وقف إطلاق النار والتمهيد لعملية سياسية قادرة على إحلال السلام في ليبيا، باعتباره مدخلًا لتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل وفي تحسين إدارة حركة الناس في المنطقة".

كما صرح رئيس الوزراء الإيطالي كونتي حول مؤتمر برلين في لقاء متلفز بمقر مجموعة آدنكرونوس الإعلامية في روما مساء الإثنين الماضي، قائلًا: "ألمانيا تواجه صعوبات في جمع كل الجهات الفاعلة حول الطاولة، والتي هي أيضًا أجنبية، ويمكنها المساهمة في حل النزاع الليبي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com