تونس.. ضحية للتحرش الجنسي في الجامعة تحكي قصتها ‎
تونس.. ضحية للتحرش الجنسي في الجامعة تحكي قصتها ‎تونس.. ضحية للتحرش الجنسي في الجامعة تحكي قصتها ‎

تونس.. ضحية للتحرش الجنسي في الجامعة تحكي قصتها ‎

تُخفي أسوار الجامعة في تونس بعض القضايا المسيئة لها، حيث تحولت في جزء منها إلى فضاء للتحرش الجنسي، وفيما يرى البعض أنها حالات معزولة فإنّ مختصين في علم الاجتماع أكدوا أنها حالات قابلة للتطور لتصبح ظاهرة اجتماعية.

ويقول المختص في علم الاجتماع محمد الجويلي: إنّ ظاهرة التحرش الجنسي في الوسط الجامعي لها حساسية بالغة؛ لأن فضاء الجامعة هو في الأصل فضاء قيم وعلم وتعايش، والتحرش الجنسي هو علاقة غير متكافئة بين طرفين أو مجموعة أطراف حول موضوع معيّن، وبالنسبة إلى هذه الظاهرة في الجامعة تدور حول موضوع الامتحانات والأعداد والترقيات المهنية داخل الجامعة".

ويضيف الجويلي: "لا ننسى أننا في تونس نحن "مجتمع دبلوم" والشهادة العلمية مهمة جدًا، وللطلبة تعلق كبير بهذه المسألة ما يجعلهم عرضة لنوع من التحرش في عملية تبادلية غير متكافئة"، مؤكدًا أن "ما يُلاحظ أنه لا توجد إجراءات قانونية وعقابية ضد المتحرش".

مريم، اسم مستعار لشابة تونسية كانت ضحية لأستاذ متحرش لم تنصفها إدارة الجامعة ولم تتخذ أي إجراءات قانونية ضده.

تقول مريم (23 سنة): "كنت أتعرض للتحرش من أستاذ، لاحظت أمرًا غريبًا، قد كان شديد التركيز مع كل تحركاتي وكثيرًا ما يرقبني، تجاهلت الأمر في البداية ولكن في يوم من الأيام كان بصدد توضيح الدرس اقترب مني وأزعجني تصرّفه، لكني كتمت الأمر".

وتضيف مريم: "يومًا ما أبلغني بأنه معجب بي وبأنه مستعد لتوفير كل ما أطلبه وعرض عليّ لقاءات خارج الجامعة وكان في المقابل يعدني بالأعداد الممتازة وبتوفير مواضيع الامتحانات، فرفعت الأمر إلى إدارة الجامعة لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء وحمّلوني المسؤولية، وأصبح الجميع ينظر لي وكأنني الطرف المخطئ في المسألة، حتى تركت الجامعة واضطررت إلى تغيير اختصاص الدراسة، ولم أطرح الأمر على عائلتي؛ لأنني خفت ردة الفعل ونظرة الناس"، بحسب تعبيرها.

وعادة ما تكون ضحية التحرش الجنسي في الوسط الجامعي طالبة يمارس عليها أستاذ سلطته المعنوية والمعرفية، إلا أنه في بعض الأحيان يكون الأستاذ هو الضحية.

يقول سامي التومي، وهو أستاذ جامعي: "هناك طالبات يتقرّبن إلى الاستاذ لغاية ما، هناك من تجد نفسها في وقت متأخر من السنة ولم تنجز عملها فتتقرب من الأستاذ لمساعدتها"، مضيفًا: "شخصيًا أعرف كيف أتعامل مع الطالبات مهما كانت أساليبهنّ وأتعرض لهذا النوع من الممارسات، ولكن بصفتي إنسانًا واعيًا ومنطقيًا ومتحررًا وعشت في أكثر من مدينة أجنبية، لا ألقي اهتمامًا لما تفعله الطالبات وفي النهاية أتعامل مع الموقف بكل عقلانية ووعي ولا أستغلّ تقرّب الطالبة مني"، وفق تأكيده.

وفي الغالب يصعب إثبات حالات التحرش قانونيًا، فتجد الضحية نفسها مجبرة على الصمت؛ خوفًا من العقاب أو الابتزاز أو الفضيحـة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com