لماذا يدير قائد الجيش الجزائري ظهره للصراع المحتدم بين القضاة ووزير العدل؟
لماذا يدير قائد الجيش الجزائري ظهره للصراع المحتدم بين القضاة ووزير العدل؟لماذا يدير قائد الجيش الجزائري ظهره للصراع المحتدم بين القضاة ووزير العدل؟

لماذا يدير قائد الجيش الجزائري ظهره للصراع المحتدم بين القضاة ووزير العدل؟

رفض قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، الخوض في صراع نقابة القضاة ووزارة العدل، رغم أن المسؤول العسكري تطرق لمحور يتعلق بجهاز العدالة، في خطاب مثير ألقاه، الأربعاء، أمام ضباط وقادة قوات الدفاع عن الإقليم الجوي.

يؤشر "صمت" الفريق أحمد قايد صالح على الصراع المحتدم في منظومة الحكم، برأي متابعين، على أن "القضية ليست معنية بحل قريب"، في ضوء التهديدات التي يطلقها القضاة بشل المحاكم ردًّا على حركة تغيرات واسعة شملت نحو 3000 قاضٍ.

وطالب المحتجون بتدخل الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، لممارسة صلاحياته الدستورية بوصفه رئيسًا للمجلس الأعلى للقضاء، لثني نائبه (وزير العدل) عن حركة التحويلات الموصوفة بـ"غير القانونية".

وكان قطاع واسع من القضاة يرقبون إشارات سياسية في خطاب نائب وزير الدفاع الوطني، عندما تطرق إلى الأحداث السياسية الراهنة عبر بوابة الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ 12 من ديسمبر/كانون الأول، وموقوفي العلم الأمازيغي.

ومقابل ذلك، أبرز قائد الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع الوطني، رفضًا لأي تسوية سياسية تخص ملف موقوفي الحراك الشعبي المتهمين برفع "رايات غير وطنية"، وهؤلاء ينتظرون جلسات محاكمة فجرت جدلًا بين المحامين والقضاة.

وقال صالح إن "جهاز العدالة الآن يعمل بكل الحرية المطلوبة دون ضغوطات ولا إملاءات، فرجاله يواصلون أداء مهامهم بكل نزاهة واقتدار وإخلاص"، في رد واضح على نداءات جهات سياسية وحقوقية تطالب بوقف المتابعات القضائية.

وشن المسؤول العسكري البارز هجومًا على وزراء سابقين وشخصيات حقوقية، طالبت القضاء الجزائري بتحرير الموقوفين خلال مظاهرات الحراك الشعبي المستمر منذ الـ22 من فبراير/شباط الماضي.

ويعتقد مراقبون أن قايد صالح قد أظهر احترامه لمسافة فاصلة بين الجيش والقضاء، حين أكد أن العدالة "ترفض أي إملاء من أي شخص مهما كان، ولا تقبل إطلاقًا بأن يتم التأثير على مجرى أحكامها، فسبيلها الوحيد هو القانون".

ويقول المحلل الجزائري خالد بوعكاز إنه "من الطبيعي أن يتجاوز قائد الجيش الصراع بين وزارة العدل ونقابة القضاة؛ لأنه شأن داخلي يخص قطاعًا حساسًا، وفوق هذا له ارتباط بسلطتين قضائية وتنفيذية".

ويشير بوعكاز إلى ضرورة "تجنب المتنازعين في مختلف القطاعات الحيوية بالبلاد، الزج بالمؤسسة العسكرية التي تحملت فوق طاقتها منذ بداية الحراك الشعبي، وهي بذلك تواجه تحديات جمّة، في ظرفية حساسة لها رهانات وتداعيات غير محسومة ولا محسوبة".

ويعتبر بوعكاز في حديث لـ"إرم نيوز" أن "جزئية (انتقاد معارضين سياسين) لها ما يبررها في خطاب قائد الأركان على خلفية أن هؤلاء ناصبوه العداء منذ تنحي الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ورفضوا التوجه للانتخابات الرئاسية مثلما تدافع عليه المؤسسة العسكرية".

وكان القائد العسكري انتقد بشدة من قال إنهم "جعلوا من البيانات وسيلتهم المثلى للتشويش.. يحاولون تغليط الشعب الجزائري والإفراط في تقديم النصائح متناسين أنهم تولوا قبل اليوم مسؤوليات سلمية في الدولة وكانوا جزءًا لا يتجزأ من النظام السابق، هؤلاء يدّعون الثقافة الواسعة، إن مقترحاتهم مرفوضة شكلًا ومضمونًا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com