النهضة تعترف بإضعاف خصومها عبر "سياسة التحالف"
النهضة تعترف بإضعاف خصومها عبر "سياسة التحالف"النهضة تعترف بإضعاف خصومها عبر "سياسة التحالف"

النهضة تعترف بإضعاف خصومها عبر "سياسة التحالف"

فاجأ القيادي في حركة "النهضة" رفيق عبدالسلام، المتابعين للشأن العام في تونس، بتصريحات علنية عن سياسة الحركة لإضعاف خصومها، وذلك بعد أكثر من 8 سنوات من اعتماد ما سمي "سياسة التوافق".

واعتبر عبدالسلام، وهو صهر رئيس الحركة راشد الغنوشي، أنّ النهضة فككت منافسيها واستنزفتهم وبقيت في المشهد، عبر "سياسة التوافق".

وكان القيادي في النهضة يرد على انتقادات أعضائها؛ على خلفية الإخفاق الأخير في الانتخابات الرئاسية، قائلًا: "بعض شبابنا الغاضب يلومنا على خيار التوافق.. هذه السياسة فككت منافسينا واستنزفتهم وبقيت النهضة في المشهد".

وقال في تدوينة تحت عنوان: " في مسألة التوافق ومهام المرحلة": "إما أن نحكم من موقع متقدم إلى جانب غيرنا ونتحمل مسؤوليتنا، أو أن نخرج للمعارضة ونتحمل تبعات ذلك"، وفق تعبيره.

يأتي هذا الاعتراف، بعد تصريحات رئيس الحركة راشد الغنوشي التي قدم فيها قراءته لنتائج الانتخابات الرئاسية وتغيّر فيها خطابه كليًا، حيث أعلن انتهاء سياسة التوافق وبداية مرحلة جديدة قائمة على مغازلة من اعتبر أنهم يمثلون "قوى الثورة وروحها".

وانتهجت حركة "النهضة" سياسة التحالف مع أطراف سياسية منتصرة في الانتخابات منذ 2011، حين جرى تشكيل "حكومة الترويكا" المتكونة من "النهضة" وحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي رأسه آنذاك المنصف المرزوقي، وحزب" التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات" الذي رأسه مصطفى بن جعفر.

وجرى بمقتضى هذا التحالف تعيين أمين عام الحركة حمادي الدبالي رئيسًا للحكومة، والمنصف المرزوقي رئيسًا للجمهورية ومصطفى بن جعفر رئيسًا للمجلس التأسيسي، وتواصلت التجربة لنحو 3 سنوات، خرج منها التكتل منهكًا وكاد يندثر من الساحة السياسية، فيما خرج المؤتمر من أجل الجمهورية منقسمًا إلى حزيبات، منها حركة "وفاء" التي أسسها أحد قيادات الحزب، عبدالرؤوف العيادي، المنشق عن المرزوقي، قبل أن يتلاشى المؤتمر ويؤسس المرزوقي رفقة قلة من القيادات التي بقيت حوله حزب "حراك تونس الإرادة"، وخاض الانتخابات الرئاسية الأخيرة مرشحًا له، ولم ينل سوى نسبة ضئيلة لم ترتق إلى 3%.

وبدت سياسة "التوافق" بشكل أكثر وضوحًا عقب انتخابات 2014 والتقارب مع حزب "نداء تونس" ومؤسسه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، حيث جرى تشكيل حكومة شاركت فيها حركة "النهضة" في البداية، قبل أن تنخرط بصفة أكبر في حكومة الشاهد.

ورأى مراقبون أنّ هذه السياسة أدت إلى تفكيك حزب "نداء تونس" وإضعافه وانقسامه إلى حزيبات صغيرة، منها "مشروع تونس" الذي يرأسه محسن مرزوق و"بني وطني" الذي يرأسه سعيد العايدي، وخاض كلاهما الانتخابات الرئاسية الأخيرة وكانت نتائجهما هزيلة.

ومن نتائج هذه السياسة أيضًا، وفق المراقبين، ظهور حزب "تحيا تونس" برئاسة يوسف الشاهد الذي كانت الحركة أبرز الداعمين له، قبل أن ترفض دعمه في الرئاسية الأخيرة.

واعتبر مراقبون أنّ اعتراف الحركة بهذا المنهج الذي اعتمدته في التعاطي مع خصومها السياسيين قد يزيد من عزلتها، لافتين إلى أنّه من غير المنطقي أن يفكّر أي طرف سياسي في التحالف مع الحركة وهو يعلم أنّ مصيره الاندثار والانهيار، وإن نجح في البداية في أن ينعم بالسلطة، وفق تعبيرهم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com