الغنوشي ينقلب على سياسة "التوافق" ويغازل معسكر الثورة
الغنوشي ينقلب على سياسة "التوافق" ويغازل معسكر الثورةالغنوشي ينقلب على سياسة "التوافق" ويغازل معسكر الثورة

الغنوشي ينقلب على سياسة "التوافق" ويغازل معسكر الثورة

أثارت تصريحات رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي الأخيرة التي اعتبر فيها أن الانتخابات الرئاسية قضت على من سماهم اليساريين والتجمعيين الاستئصاليين، انتقادات واسعة واتهامات بالانقلاب بخطاب الحركة 180 درجة، رغبة منها في التمكين السياسي والسيطرة على الحكم.

وقال الغنوشي في تصريحات أدلى بها بمحافظة قابس (جنوب البلاد) إن الانتخابات الأخيرة تشير إلى نهاية منظومة اليسار والتجمعيين الذين عملوا على اجتثاث "النهضة" وإقصائها، مضيفاً أنّ انتخابات 2019 أفرزت عدة تيارات سياسية أخرى موجودة بأحجام مختلفة وخاصة ما وصفه بمعسكر الثورة مشيرًا إلى أنه إذا كانت انتخابات 2014 قد أعطت الأغليبية للمعسكر المضاد للثورة فإن الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها أعطت الأغلبية للقوى الثورية.

وكان الغنوشي يشير إلى صعود حزب "نداء تونس" الذي أسسه الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، في انتخابات 2014، غير أنه أغفل تقارب حركته مع هذا الحزب وبناء "سياسة التوافق" التي قادت البلاد على امتداد خمس سنوات.

واعتبر متابعون للشأن السياسي أن الغنوشي بهذا التصريح أعلن نهاية مرحلة التوافق وبدأ بالبحث عن "شرعية جديدة" تمكّن الحركة من التموقع مجددًا على الساحة السياسية، وتحديدًا "شرعية الثورة" والعودة تبعًا لذلك إلى خطاب الحركة الأول الذي كشفت عنه سنة 2011، وفق تعبيرهم.

وقال المحلل السياسي ناجي العياشي إنّه "في ظرف أيام قليلة ومنذ صدور نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها انقلب خطاب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي رأسا على عقب، فقد تحول من التبشير بفضائل ومنجزات المصالحة الوطنية والتوافق مع الباجي قائد السبسي و"نداء تونس" وأهمية الشراكة المستقبلية مع يوسف الشاهد وحزبه "تحيا تونس" لضمان الاستقرار السياسي وازدهار تونس الاقتصادي والاجتماعي مع المبالغة في مغازلة الدولة العميقة بنخبها وإعلامها ورجال أعمالها وأحزابها إلى الاحتفاء بالقضاء على من وصفهم باليساريين والتجمعيين الاستئصاليين عبر صناديق الاقتراع والتجييش من أجل الانتصار للثورة وقيمها وشهدائها وضحايا حقبة الاستبداد من أجل صناعة التغيير المنشود من قبل الشعب."

واعتبر العياشي، في تصريح لـ" إرم نيوز"، أنّ "هذا الخطاب مأزوم لا يمكن أن يقنع أنصار حزبه قبل أن يقنع الناخب التونسي بشكل عام"، مضيفًا أنّه "يبدو أن حركة النهضة وعقلها السياسي لم يستوعبا الدرس" في إشارة إلى نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، والتي عكست نزوعا من الناخبين نحو "التصويت العقابي" للمنظومة الحاكمة منذ ثماني سنوات، وعلى رأسها حركة "النهضة".

وأبدى المحلل السياسي إبراهيم الوسلاتي استغرابه من تصريحات الغنوشي ومن غياب ردود فعل من جانب من اتهمهم بمحاولة إقصاء حركته، قائلاً "انتظرت ردود فعل من طرف التجمعيين على تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي قال إن الانتخابات الأخيرة تشير إلى نهاية منظومة اليسار والتجمعيين وخاصة الذين حملوا باقات ورود تخطف الأنظار إلى الشيخ طالبين حمايته من غوائل الدهر،لا أريد ذكر الأسماء فهي معروفة لدى الخاص والعام." وفق قوله.

وكتب الوسلاتي على صفحته على "فيسبوك" أنّ "الغنوشي سحب مظلته عن يوسف الشاهد وحزبه وهو بصدد البحث عن تحالفات جديدة مع ما يسميه "معسكر الثورة" وتنكّر للمنظومة التي حكمت البلاد منذ 14  يناير2011 والتي كانت حركته عمودها الفقري واعتبرها "مضادة للثورة" ولعله يبحث عن مخرج له ولجماعته بعد أن تأكد من الهزيمة المضاعفة لمرشحه ولحليفه، فهو يعي علم اليقين ان خروج الحركة من الحكم، بعد أن تمكنت من مفاصله قد يعني بداية اندثارها ومثال التجمع خير دليل على ذلك." وفق تعبيره.

وأضاف الوسلاتي أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد والأمين العام لحزبه سليم العزابي لم يُسمع لهما تصريح واحد فيه نقد ذاتي أو نقد ولو خفيف لحركة النهضة وكأن الأمر من المحرمات أو لعلّ حزب رئيس الحكومة لا زال يأمل في طوق نجاة من طرف حركة "النهضة"، بل وجّه هو وجماعته سهامهم إلى أطراف هي أقرب إليهم من غيرهم وتتقاسم معهم عديد الثوابت والمبادئ، في إشارة إلى حملة التشويه الواسعة التي قادتها حملة الشاهد ضد المترشح المستقل وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com