بعد "صدمة الرئاسية".. العلاقة بين النهضة ويوسف الشاهد تتجه نحو  "القطيعة"
بعد "صدمة الرئاسية".. العلاقة بين النهضة ويوسف الشاهد تتجه نحو "القطيعة"بعد "صدمة الرئاسية".. العلاقة بين النهضة ويوسف الشاهد تتجه نحو "القطيعة"

بعد "صدمة الرئاسية".. العلاقة بين النهضة ويوسف الشاهد تتجه نحو "القطيعة"

تتجه العلاقة بين حركة النهضة الإسلامية في تونس، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد نحو القطيعة، بعد فشل الطرفين في حصد أصوات تمكنها من خوض الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، ما يجعل من فك الارتباط بينهما وشيكًا، بحسب مصادر من الطرفين.

وقالت مصادر من داخل حركة "النهضة" لـ "إرم نيوز" إن مجلس شورى الحركة المنتظر عقده غدًا الإثنين، سينظر في تداعيات الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها على الحركة في الداخل، وعلى خريطة تحالفاتها في المرحلة القادمة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.

وأضافت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن "إحدى أقوى الفرضيات المطروحة إنهاء التحالف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد وحزبه "تحيا تونس" خاصة أن الشاهد خسر رهان الرئاسية، ولم يبقَ أمامه سوى أسابيع قليلة في منصب رئيس الحكومة، وأن المؤشرات الأولى لا توحي بأنه سيكون ذا شأن كبير في البرلمان القادم، ما يدفع حركة النهضة لإنهاء التحالف معه"، وفق قولها.

من جانبها، لا تستبعد مصادر من حزب "تحيا تونس" إعلان فك الارتباط مع الحركة الإسلامية التي كانت سببًا في صعود يوسف الشاهد وصموده في منصبه كرئيس للحكومة، معتبرة أن نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها "كانت بمثابة صدمة وإعلان مرحلة جديدة لن تكون كسابقتها".

وتوقع متابعون للشأن السياسي في تونس، أن تكون هذه النتائج وراء إنهاء “التوافق السياسي” الذي حكم البلاد بعد انتخابات 2014، الذي وضعه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، مع حركة النهضة التي استعاضت عنه بتحالف أو شراكة مع يوسف الشاهد.

وقال المحلل السياسي منذر بالضيافي: "إن نتائج الدور الأول من الرئاسيات خلطت الأوراق لتفرز مشهدًا سياسيًا مفتوحًا على كل السيناريوهات، وهي نتائج خلقت كابوسًا لا يفهم في الواقع إلا بما أدى إليه، فقبلها اضطر الغنوشي وحركته إلى تقديم مرشح للرئاسيات من داخلها، رغم أنها كانت تخطط لعصفور نادر من خارجها، لولا وفاة الرئيس وما تلاه من انقلاب في الروزنامة الانتخابية، الأمر الذي وضع مخططات وحسابات الغنوشي في الماء، خاصة في علاقته بيوسف الشاهد".

وأضاف بالضيافي، أن مقدمات التباعد أو "فك الارتباط" بدأت من خلال تضارب المواقف والتصريحات تجاه ما أفرزه الدور الأول للرئاسيات، من خلال صعود كل من قيس سعيد ونبيل القروي، وهنا سارعت قيادات النهضة إلى إعلان دعمها لسعيد الذي اعتبرت أنه الأقرب للتعبير عن "روح الثورة" وفي المقابل، لم يصدر تصريح قطعي من يوسف الشاهد، ومن قيادات حركة "تحيا تونس"، عن دعم صريح لهذا المرشح أو ذاك، رغم الاتجاه نحو إعلان دعم سعيد.

وأشار إلى أن الشاهد أبدى بعض "التحفظات" الجوهرية على قيس سعيد، إذ أوضح في تعليق له أنه يعرفه ككل التونسيين كرجل قانون وثقة، إلا أن محيطه غير معروف الأمر الذي يطرح بعض المخاوف على نمط المجتمع التونسي، خاصة وأن شقًا منهم لديه نظرة مختلفة للإرهاب عن نظرة التونسيين، وفق تعبيره.

ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي نبيل بوبكر في حديث لـ "إرم نيوز" أن هناك معطى جديدًا فرضته نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، وهو خيبة الأمل الكبرى لما يسمى العائلة الوسطية، ما فرض على مكوناتها التفكير في صيغ إعادة الاعتبار إليها، وسبل عقد تحالفات من شأنها الدفع بهذه العائلة إلى المكانة التي كانت تتبوّأها، وخوض الاستحقاقات الانتخابية القادمة بشكل أكثر توحدًا وقوة.

وأشار بوبكر في هذا السياق، إلى أنه رغم الخلافات الكبيرة وحملات التشويه المتبادلة بين الشاهد والمرشح المستقل، وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي خلال الدور الأول للرئاسية، فإن باب الصلح يبقى مفتوحًا، ومن ثمة لا يستبعد عودة الود بين الشاهد والزبيدي ما يعني إقصاء حركة النهضة وفك الارتباط معها بالضرورة، وبدء مرحلة تحالفات جديدة فرضتها طبيعة المرحلة، بحسب تعبيره.

وكان رئيس حزب تحيا تونس يوسف الشاهد دعا الجمعة الماضية، المترشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي إلى الجلوس على طاولة الحوار، وتوحيد الجهود بهدف انقاذ البلاد، كما صرح الشاهد بأنه رغم الكلام الخطير الذي قيل في حقه من قبل الزبيدي، فإنه سيتجاوز ذلك بهدف توحيد الصفوف والدخول إلى الانتخابات القادمة موحدين حتى لا تتشتت الأصوات، وحتى تتمكن العائلة الديمقراطية من تكوين كتلة برلمانية وازنة، بحسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com