عشية الانتخابات الرئاسية.. ارتباك في "النهضة" ومخاوف من تمرّد القواعد
عشية الانتخابات الرئاسية.. ارتباك في "النهضة" ومخاوف من تمرّد القواعدعشية الانتخابات الرئاسية.. ارتباك في "النهضة" ومخاوف من تمرّد القواعد

عشية الانتخابات الرئاسية.. ارتباك في "النهضة" ومخاوف من تمرّد القواعد

تعيش حركة "النهضة" الإسلامية في تونس هذه الأيام حالة ارتباك بدت واضحة على ملامح قيادييها الذي نزلوا بكل ثقلهم في آخر أيام الحملة الانتخابية رغبة بتوحيد الصفوف، وجمع كلمة قواعد الحركة، والالتفاف حول مرشحها عبد الفتاح مورو.

وأكّدت مصادر قريبة من الحركة لـ "إرم نيوز" أنّ رئيس الحركة راشد الغنوشي لم يُخفِ مخاوفه من تقلّص حظوظ مورو في المرور إلى الدور الثاني من الرئاسية، ما قد يؤدّي إلى اهتزاز داخل الحركة ويقلّص من حضورها في الاستحقاق التشريعي، وبالتالي يحدّ من دورها السياسي في المرحلة المقبلة.

واعتبر متابعون للشأن السياسي أنّ حالة الارتباك السائدة حاليّا في صفوف قيادات حركة "النهضة" تعود إلى التحوّلات التي قد تكون مسّت الخزان الانتخابي التقليدي للحركة، وجعلت قاعدتها غير مضمونة ومطيعة لتوجيهات القيادة كما كان حالها دائمًا، ما يعني أنّ الكثير من أنصار "النهضة" قد ينقادون إلى التصويت لصالح عدد من المرشحين الآخرين الأقرب إلى توجهاتهم من المرشح الرسمي المعلن للحركة، وفق تعبيرهم.

وقال الإعلامي والمحلل السياسي معز زيود إنّ "حظوظ عبد الفتاح مورو في المرور إلى الدور الثاني ستتضاءل كثيرًا في حال أصرّ "الإخوة المنافسون" أو "شقّ الثورة"، كما أسمّاه الغنوشي، على مواصلة السباق الرئاسي، وفي مقدمتهم الرئيس الأسبق للحركة وللحكومة وصاحب الشرعية السجنية حمّادي الجبالي أو المنصف المرزوقي الذي صوّت له معظم النهضويّين في انتخابات 2014 أو أيضا سيف الدين مخلوف الذي يُناصر الشقّ المتصلّب من القاعدة النهضويّة أو حتى قيس سعيد الذي قدّم كل التطمينات المتعلقة بالحفاظ على مضامين القوانين ذات المرجعيّة الإسلاميّة في عدد من القضايا الخلافية التي تمسّ بالحقوق الفردية" بحسب تعبيره.

وأضاف زيود، في تصريح لـ" إرم نيوز"، أنّ هذا الخوف من الفشل في تمرير المترشح الرسمي لحركة النهضة إلى الدور الثاني للاستحقاق الانتخابي "دفع الغنوشي وعددًا آخر من قيادات الحركة إلى توجيه ما يمكن وصفه بـ "نداءات استغاثة" إلى قواعد الحركة بعد العجز عن إقناع المرشحين المنافسين على اقتسام الخزان الانتخابي نفسه بضرورة الانسحاب من السباق الرئاسي."

من جانبه، علّق المحلل السياسي نبيل بوبكر بأنّ تعدد المترشحين للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها من المنتسبين للتيار الإسلامي، أو الطامعين في الفوز بأصوات الإسلاميين أحدث شرخًا غير مسبوق داخل قواعد حركة "النهضة" التي تُعدّ الحزب الإسلامي الأول والأكثر تنظيمًا، والذي يراهن مرشحون كثر على الفوز بأصوات قواعده، ومنهم: حمادي الجبالي، وسيف الدين مخلوف، والمنصف المرزوقي.

وأضاف بوبكر لـ"إرم نيوز"، أنّ هذا "الاقتطاع" المرتقب من خزان الحركة ومن الأصوات التي ينبغي أن تتجه إلى مورو، إذا اعتمدنا منطق اتباع ما تُمليه هياكل الحركة، وتحديدًا مجلس الشورى، سيؤدّي إلى تراجع حادّ لحظوظ مرشح الحركة الرسمي عبد الفتاح مورو، معتبرًا أنّ هذا هو المشغل الأول لرئيس الحركة راشد الغنوشي الذي دفع بالحركة هذه المرة إلى قلب رحى المعركة السياسية على جميع الواجهات، ويخشى انتكاسة قد تُنهي سيطرة الحركة على المشهد السياسي، بحسب تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com