"حرب الملفات" تُشعل سباق الانتخابات الرئاسية في تونس
"حرب الملفات" تُشعل سباق الانتخابات الرئاسية في تونس"حرب الملفات" تُشعل سباق الانتخابات الرئاسية في تونس

"حرب الملفات" تُشعل سباق الانتخابات الرئاسية في تونس

دخلت الحملة الانتخابية الرئاسية في تونس منعرجًا خطيرًا من التراشق بالتهم بين المترشحين، والتهديد بكشف الملفات التي تدين البعض، وقد تُضعف من مصداقيتهم قبل أيام قليلة من يوم التصويت.

وبعد أربعة أيام من انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، اشتدت حمّى الصراعات بين المترشحين، خصوصًا لدى نزولهم ضيوفًا على البرامج التلفزيونية التي اتخذ منها المترشحون منابر لا للتعريف ببرامجهم الانتخابية، بل لتشويه خصومهم، وإثارة ما من شأنه أن يسيء إليهم أو يورّطهم في قضايا وملفات، خاصة أنّ جل المترشحين وزراء سابقون ورؤساء حكومات سابقون ومنهم أيضًا محافظون ومنهم رجال أعمال، أي شخصيات عامة سبق أن جربت السلطة ومجال الأعمال بتعقيداته وإغرائه وانزلاقاته وتجاوزاته، وفق مراقبين.

واعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أنّ "المناخ الانتخابي بلغ درجة غير مسبوقة من التعفّن"؛ ما بات يهدد سلامة المسار الانتخابي ويهدد التعايش في مرحلة ما بعد الانتخابات، محذرين من تنامي النزعة الدكتاتورية والانتقامية بعد الانتخابات إذا فاز أحد هؤلاء المتخاصمين اليوم، الذين يتبادلون اتهامات خطيرة.

وكان المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها سليم الرياحي أثار خلال ظهور تلفزيوني على قناة "الحوار التونسي" الليلة الماضية جدلًا واسعًا بعد كشف تفاصيل عن كيفية وصول يوسف الشاهد إلى رئاسة الحكومة، واستغلاله هذا المنصب، والقضاء لتصفية خصومه. وقبله تحدث المترشح المستقل عبدالكريم الزبيدي عن محاولة انقلاب كاد الجيش يتدخل لمنعها يوم 27 يونيو/ حزيران الماضي، ما اعتبره البعض إدانة لأطراف سياسية بعينها ولمرشح حركة "النهضة" للرئاسية عبدالفتاح مورو، وتحدث الزبيدي قبل ذلك عن تفاصيل تدين الشاهد باستخدام إمكانات الدولة خدمة لحملته الانتخابية واستعمال المحافظين والمعتمدين لتبييض صورته.

وشملت حملات التشهير المتبادلة تهديدًا بكشف ملفات تدين مترشحين للرئاسية، ومنها الملفات التي أشهرها سليم الرياحي وتدين يوسف الشاهد حسب قوله، فضلًا عن تهديد بكشف ملفات أخرى تدين نبيل القروي ومحسن مرزوق وسيف الدين مخلوف ووجوهًا سياسية أخرى تتنافس اليوم في سباق الانتخابات الرئاسية.

وقال المحلل السياسي منير السالمي لـ "إرم نيوز" إنّ هذه "الحرب المعلنة تمثل جزءًا من السياسة الاتصالية لكل مترشح، وهذا أمر ليس جديدًا في تونس، فخطاب كل مترشح يقوم أولًا على تشويه خصمه وإضعافه قبل أن يقوم على تقديم البرامج والمشاريع والتصورات التي تخدم المصلحة العامة، وتدعو الناخب إلى التصويت له"، وفق تعبيره.

وأضاف السالمي أنّ هذه النزعة اتخذت بعدًا أخطر في انتخابات هذا العام التي يبدو فيها الرهان كبيرًا، ويعمل كل طرف مترشح على اعتبارها أم المعارك بالنظر إلى تأثيرات نتائجها على الاستحقاق الانتخابي التشريعي، بحسب تأكيده.

من جانبه، حذّر المحلل السياسي فتحي العيادي من أنّ احتدام المعارك الانتخابية في هذه المرحلة قد يعكّر صفو الانتخابات، ويعفّن المناخ الانتخابي إلى درجة تنفّر الناخبين وتُفتقد فيها مصداقية المترشحين، فلا يبقى في المشهد سوى قلة من المترشحين تفرض حضورها بقوة المال والإعلام، وقلة من الناخبين تصدّق تلك الفئة الباقية ولا ترى بديلًا عن انتخابها"، وفق تعبيره.

وأكد العيادي أنّ هناك من يراهن اليوم على إدراك المشهد الانتخابي هذا القدر من التعفّن والتنفير من الانتخابات، وخلق هذه الفوضى المتعمدة التي يتحارب فيها المترشحون، حرب الكل ضد الكل، فلا تفرز الانتخابات بعد ذلك نتائج تعكس إرادة الناخبين، بل إرادة من تعمّد هذه الفوضى، وثم يكمن الخطر الأكبر على المسار الانتخابي"، وفق تعبيره.

وتتواصل الحملة الانتخابية إلى يوم 13 أيلول / سبتمبر 2019، على أن تُجرى الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها يوم 15 أيلول / سبتمبر 2019.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com