بعد أن بات تحريرها وشيكًا.. هذا هو لغز "غريان" الليبية
سيطر الجيش الليبي، أمس الإثنين، على أجزاء واسعة من مدينة غريان 75 كم جنوب العاصمة طرابلس لساعات قبل أن ينسحب منها إلى نقاط تمركزه السابقة.
وشرح مصدر عسكري تحدث لـ"إرم نيوز"، أنّ "الانسحاب كان تكتيكيًا، وتلافيًا لتعرض وحدات الجيش للغدر مرة أخرى"، مبينًا أنّ "استراتيجية الجيش تقوم حاليًا على محاصرة المدينة وزيادة الغارات الجوية لضرب الميليشيات المتمركزة فيها وإنهاكها".
وسخر المصدر الذي يتبع رئاسة الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، من ادعاء وسائل إعلام حكومة الوفاق "غير الشرعية"، من أن "ميليشياتها صدت هجومًا للجيش الوطني على غريان"، مؤكدًا أنّه "دخل غريان في ساعات الظهر، وسيطر على عدة أماكن استراتيجية داخلها، وأن قادة الميليشيات فروا منها، ومن ثم انسحب بإرادته منها قبيل غروب شمس الإثنين".
وأشار إلى أنّ "غريان في متناول الجيش، وبمقدوره دخولها والسيطرة عليها في أي وقت، لكن المهم هو تأمينها، والقضاء على الخلايا النائمة التي من المرجح أن تبقى داخلها، لذا من المتوقع وصول وحدة أمنية تابعة لوزارة داخلية الحكومة المؤقتة في وقت قريب لتولي هذه المهمة".
ولفت المصدر إلى أنّ "درس انقلاب الخلايا النائمة على الوحدات العسكرية، في شهر حزيران/ يونيو الماضي، لا يزال ماثلًا للعيان، ولذا سيعمل الجيش على تأمين المدينة التي هي في متناول اليد"، مرجحًا أن "يسيطر الجيش عليها في أية لحظة".
وكان اللواء فوزي المنصوري، آمر غرفة عمليات أجدابيا، أعلن أمس، أنّ "الجيش على وشك السيطرة بالكامل على مدينة غريان".
وأضاف المنصوري في تسجيل صوتي نشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بأن "مديرية الأمن في غريان، والمعينة من قبل حكومة الوفاق، هربت بالكامل إلى مدينة الزاوية، وكذلك ميليشيات القواسم التي فرت من غرب غريان ناحية مدينة العزيزية"، مشيرًا إلى "سيطرة الجيش على معسكر الثامنة بالكامل، وهو معسكر يقع في وسط غريان، ويعد أهم تمركز لقوات الوفاق بالمدينة".
وكان الجيش الوطني الليبي سيطر على مدينة غريان قبيل انطلاق عمليته العسكرية لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من الميليشيات والإرهابيين، في 4 نيسان/ أبريل الماضي، وأدى هجوم معاكس لميليشيات حكومة الوفاق بالتزامن مع تحرك لخلايا نائمة داخل غريان، إلى سيطرة الميليشيات عليها، في حزيران/ يونيو الماضي.
