بسبب تعدد مرشحيه.. هل يفقد اليسار حظوظه في رئاسة تونس؟
بسبب تعدد مرشحيه.. هل يفقد اليسار حظوظه في رئاسة تونس؟بسبب تعدد مرشحيه.. هل يفقد اليسار حظوظه في رئاسة تونس؟

بسبب تعدد مرشحيه.. هل يفقد اليسار حظوظه في رئاسة تونس؟

أثار تعدد المرشحين اليساريين لانتخابات الرئاسة في تونس، تساؤلات عن مستقبل التيار ووزنه السياسي خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد انهيار تجربة ائتلاف الجبهة الشعبية، وتواصل الخصومات حول الزعامات.

ومن بين 26 مرشحًا للانتخابات الرئاسية، يتنافس 3 مرشحين منتمين لأحزاب يسارية، وهم: حمة الهمامي عن حزب العمّال، والمنجي الرحوي عن حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وعبيد البريكي عن حزب "تونس إلى الأمام"، علمًا بأنّ الأخير كان منتسبًا في وقت سابق إلى حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وذلك خلافًا لانتخابات 2014 التي التفّت فيها القوى اليسارية حول مرشح واحد هو حمة الهمامي.

واعتبر مراقبون أنّ تعدد المرشحين يُضعف من وحدة العائلة اليسارية، ومن حظوظ مرشحيها للحصول على نصيب الأسد من الأصوات للمرور إلى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، والتي تضم المرشحين الحاصلين على المرتبتين الأولى والثانية في الجولة الأولى.

واعتبر المحلل السياسي، إسماعيل الغالي، خلال تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنّ حضور اليسار ضعيف ومشتت في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مرجعًا هذا التشتت إلى الصراعات التي أضعفت التيار اليساري على امتداد السنوات الماضية.

وتابع:"تجربة الجبهة الشعبية والتي كان من الممكن أن تمثّل بديلًا قويًا لخلق التوازن السياسي على الساحة انتهت بالتفكك والانقسام بسبب اختلاف وجهات النظر حول طريقة إدارة شؤون الجبهة، وبسبب ملف الترشح للرئاسة أيضًا، في إشارة إلى الخلاف بين حمة الهمامي ومنجي الرحوي حول هذا الملف".

 وأضاف الغالي أنّ العائلة اليسارية لم تكن يومًا موحّدة بسبب الخلافات الأيديولوجية المعقّدة، وأنّ خطأ اليسار هو عدم تجديد الخطاب السياسي، وتغيير أساليب العمل وفقًا للمتغيرات التي تشهدها الساحة السياسية.

بينما توقع المحلل السياسي محمد التوجاني انعدام حظوظ المرشحين اليساريين للانتخابات المقبلة لعدة أسباب، من بينها الاستقطاب الذي خلقته تطورات الوضع السياسي بين "حركة النهضة" الإسلامية من جهة، والعائلة الوسطية التقدمية ذات المرجعية الدستورية أو البورقيبية من جهة أخرى، وهذا ما يجعل الأنظار تتجه إلى هذين القطبين اللذين سيحصلان على الأغلبية المطلقة من الأصوات، وفق تقديره.

وأضاف التوجاني لـ "إرم نيوز"، أنّ اليسار تضرر من الاستقطاب الثنائي بين حركة "النهضة" وحزب "نداء تونس" في انتخابات 2014، ومع ذلك فقد حصل مرشحه الوحيد حمة الهمامي على المرتبة الثالثة في تلك الانتخابات، وحصلت كتلة الجبهة الشعبية على المرتبة الرابعة في البرلمان.

لكنه أشار إلى أنّ تغير الخريطة السياسية نحو مزيد من التشتت من جانب اليسار، والتيار الوسطي سيزيد من اتجاه المشهد نحو مزيد من "الفسيفسائية"، ما يُضعف حضور اليسار داخل هذا المشهد، بحسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com