"حرب التسريبات" تؤجج مناخ انتخابات الرئاسة في تونس
"حرب التسريبات" تؤجج مناخ انتخابات الرئاسة في تونس"حرب التسريبات" تؤجج مناخ انتخابات الرئاسة في تونس

"حرب التسريبات" تؤجج مناخ انتخابات الرئاسة في تونس

تشهد الساحة السياسية في تونس، سخونة متزايدة فيما يمكن وصفها بـ "حرب التسريبات" التي يشنّها الخصوم السياسيون من المترشحين للاستحقاق الانتخابي التشريعي، وخصوصًا الرئاسي، ما أجّج مناخ السباق الانتخابي قبل أسابيع من موعد الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها.

ويُعدّ رجل الأعمال وصاحب قناة "نسمة" التلفزيونية، نبيل القروي، أحد أكثر المستهدفين بهذه الحرب، حيث نشر النائب بمجلس نواب الشعب، الصحبي بن فرج، تسجيلًا صوتيًا جديدًا منسوبًا للمرشح الرئاسي نبيل القروي، وهو يخطط لضرب جمعيات المجتمع المدني التي تعنى بالشفافية ومكافحة الفساد، خاصًا بالذكر جمعية "بوصلة" ومنظمة "أنا يقظ".

ونبه النائب الصحبي بن فرج إلى أنّ الفيديو يحتوي كلامًا بذيئًا وغير أخلاقي، معتذرًا عن نشره، لكنه قال إنه ضروري كي يعرف التونسيون حقيقة بعض المرشحين للحكم، وفق تعبيره.

وكان نبيل القروي قد هاجم في تسجيل سابق، منظمة "أنا يقظ"، لكن رئيس المنظمة أشرف العوادي أكد على صفحته في "فيسبوك"، أن هذا التسجيل جديد، ولم يسبق أن سمعه، ما يعني أنه يأتي في سياق تأجيج المناخ الانتخابي من خلال كشف مساوئ المرشحين لانتخابات الرئاسة التونسية.

واعتبر مراقبون أنّ تداول مثل هذه التسريبات يُدخل بعض الإرباك والتذبذب على توجهات الناخبين، خصوصًا مع تعدد المترشحين وكثرة الخيارات، واتساع رقعة "المترددين" الذين لم يحسموا أمرهم بخصوص المترشح الذي سيصوتون له، مشيرين إلى أنّ استمرار هذه الحرب إلى حين موعد التصويت سيشعل المنافسة، ويُلهي الرأي العام بمثل هذه التفاصيل بدلًا عن البرامج الانتخابية.

ويقول المحلل السياسي المنصف التليلي لـ "إرم نيوز"، إنّ تسريب تسجيلات منسوبة إلى خصوم سياسيين تتضمن إساءة إليهم يعد أمرًا مهمًا، ولابد للرأي العام أن يعي الجوانب الخفية عن تلك الشخصية المعنية، إلا أنه مرفوض أخلاقيًا، ومناف لأخلاقيات العمل السياسي، مشيرًا إلى أن المرشحين في أي استحقاق انتخابي عادة ما يتركون الجانب الأخلاقي جانبًا، ويتصيدون مساوئ خصومهم، وهذا أمر يدعو الناخبين إلى النفور منهم، وفق تقديره.

وأضاف التليلي أنّ التسجيل الذي تم تسريبه موجود على صفحات التواصل الاجتماعي، وبإمكان الرأي العام الإطلاع عليه من خلال صفحات بعض النشطاء بالمجتمع المدني غير المعنيين بالاستحقاق الانتخابي، وهذا كفيل بتبليغ المعلومة، وإيصال الرسالة التي ينبغي على الخصوم السياسيين إيصالها، أما تداول التسريبات من قبل أطراف سياسية معنية بالانتخابات، ففيه توظيف سياسي مرفوض، وقد يعود بالوبال على صاحبه.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي محمد السالمي، أن مثل هذه التسريبات، إنّما هي سلوك من لا برنامج له، موضحًا أن تسريب تسجيلات تشوه الخصوم تنحرف بالمسار الانتخابي عن مقاصده في تقديم المرشح ببرنامج يسعى من خلاله إلى إقناع الناخبين بالتصويت له، وبالتالي فإن اللجوء إلى منهج التسريب يغطي على ضعف البرامج الانتخابية، وربما غيابها، وهذا يُضعف ثقة الناخبين في المترشحين، سواء كانوا ممن سرّبوا التسجيلات أو ممن استُهدفوا بالتسريب والتشويه.

وأضاف السالمي أن هذه الحرب التي تستعر بين الخصوم السياسيين، إنما تهدف إلى إلهاء الرأي العام بقضاياه الأساسية، وهي انتظاراته من المرشحين للاستحقاق الانتخابي بشقيه التشريعي والرئاسي، مؤكدًا أن الجميع متضرر في النهاية، فهي سبب لتنفير الناخبين وبالتالي عزوفهم عن التصويت، وسبب لتشويه الخصوم السياسيين، وترسيخ الانطباع لدى الناخبين بأن المرشحين جميعًا في سلة واحدة، وأن كل طرف يملك من المساوئ والتجاوزات ما قد ينكشف يومًا من أحد خصومه، وهذا ما يُضعف ثقة الناخبين بالطبقة السياسية بشكل عام، ويؤثر على مسار الانتخابات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com