ضغوط على الشاهد للترشح للرئاسية وسط ارتباك غير مسبوق في "تحيا تونس"
ضغوط على الشاهد للترشح للرئاسية وسط ارتباك غير مسبوق في "تحيا تونس"ضغوط على الشاهد للترشح للرئاسية وسط ارتباك غير مسبوق في "تحيا تونس"

ضغوط على الشاهد للترشح للرئاسية وسط ارتباك غير مسبوق في "تحيا تونس"

تصاعدت الخلافات داخل حزب "تحيا تونس" الذي يرأسه رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، بسبب عدم تحمس الشاهد للترشح للانتخابات الرئاسية، ما بات يهدد الحزب بخسارة موقعه على الساحة السياسية.

وأكدت مصادر قيادية داخل الحزب لـ "إرم نيوز" أن هناك حالة تململ وقلق غير مسبوقة على مصير الحزب بعد إعلان رئيسه يوسف الشاهد عدم استعداده للترشح للرئاسية في الوقت الراهن، ما يشير إلى أن الحزب غير جاهز لخوض هذا الاستحقاق وإلى غياب قاعدة شعبية تسنده.

وأوضحت المصادر، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن هناك ضغوطًا تمارس من الداخل على الشاهد لتقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية، معتبرة أن تراجع الشاهد عن قرار خوض الاستحقاق الانتخابي الرئاسي يقدم رسائل سلبية لقواعد الحزب التي تراهن كثيرًا على نجاح الشاهد في الرئاسية من أجل دخول الانتخابات الرئاسية بحظوظ أوفر للفوز، وفق قولها.

وكان الأمين العام للحزب سليم العزابي قد صرح بأن الشاهد هو مرشح "تحيا تونس" للانتخابات الرئاسية، فيما قال القيادي البارز بالحزب وليد جلاد إن قيادة الحزب لا تزال تتدارس هذا الأمر، وسط مخاوف من تمسك الشاهد بموقفه الرافض للترشح، ما قد يؤثر كثيرًا على موقع الحزب على الخارطة السياسية الحالية.

واعتبر مراقبون أن إحجام الشاهد عن الترشح للرئاسية مرده غياب ضمانات بالفوز، خاصة أن الحزب الذي لم يتجاوز عمره بضعة أشهر لم يستقر حاله، ويشهد منذ تأسيسه حالة غليان وصراع مناصب لا تنتهي، وشهد استقالات بالجملة على خلفية تلك الصراعات وانحراف الحزب عن المبادئ التي من أجلها بُعث، مشيرين إلى أن هذا المناخ المتوتر لا يضمن للشاهد موقعًا مريحًا، ولا يشجع على خوض مغامرة الانتخابات الرئاسية، خاصة أن هذه الانتخابات السابقة لأوانها ستكون الاختبار الأول لحزب الشاهد لقياس وزنه على الساحة السياسية، ويخشى الشاهد إن خاض التجربة وفشل أن يؤدي ذلك إلى انهيار الحزب، وفق تقديرهم.

وأشار المراقبون إلى أن الظرف الطارئ الذي تعيشه تونس والذي بمقتضاه تم تقديم الانتخابات الرئاسية على التشريعية قد يكون سببًا من الأسباب التي دفعت الشاهد إلى عدم الترشح للرئاسية، معتبرين أن حزب رئيس الحكومة لم يبن قاعدة شعبية عريضة، وإنما بُني على شخص يوسف الشاهد، وأنه كلما فتر حماس الشاهد زادت المخاوف داخل الحزب الذي بات مصيره معلقًا بتوجهات الشاهد في المرحلة المقبلة.

وأكد متابعون للشأن السياسي في تونس أن حزب "تحيا تونس" يشهد تراجعًا لافتًا في المدة الأخيرة، وهو ما تثبته استطلاعات الرأي، خصوصًا مع عدم المصادقة على تعديل قانون الانتخابات والمنافسة التي قد تكون غير متكافئة مع احتمال ترشح وزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي (الذي جمع حتى الآن تزكية 14 نائبًا، بينهم نائب من كتلة حزب الشاهد) وترشح رجل الأعمال نبيل القروي، الذي يُعد خصم الشاهد الأول، وخصوصًا إذا قررت حركة "النهضة" تقديم مرشح من داخل الحركة أو إذا أعلنت تخليها عن الشاهد ودعم مرشح آخر، ما يجعل حظوظ رئيس الحكومة شبه معدومة في الوصول إلى قصر قرطاج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com