ما مصير "نداء تونس" بعد رحيل الرئيس المُؤسّس؟
ما مصير "نداء تونس" بعد رحيل الرئيس المُؤسّس؟ما مصير "نداء تونس" بعد رحيل الرئيس المُؤسّس؟

ما مصير "نداء تونس" بعد رحيل الرئيس المُؤسّس؟

يُواجه حزب "نداء تونس" مستقبلًا غامضًا، بعد رحيل مؤسسه، رئيس الجمهورية التونسي الباجي قائد السبسي، الذي كانت الآمال معلقة عليه لحسم الخلافات والانشقاقات داخل الحزب، ولإعادة بنائه.

وفي الوقت الذي يستعد فيه الحزب لخوض استحقاق انتخابي مصيري، انسحب السبسي من الساحة تدريجيًا، منذ ألمّ به المرض الشهر الماضي وصولًا إلى إعلان وفاته أمس رسميًا، ما يعني أنّ الحزب الذي أسسه قبل سنوات سيبدأ صفحة جديدة يفتقد فيها البوصلة، ولا يعلم أيّ وجهة يوليها حتى الساعة، وفق مراقبين.

صراعات داخلية

ويخوض "نداء تونس" صراعات داخلية من أجل تحديد الأسماء المترشحة للانتخابات التشريعية القادمة، رغم محافظة عدد من نوابه الحاليين على مواقعهم كرؤساء قوائم للانتخابات القادمة.

لكنّ الحزب خسر في المقابل عددًا كبيرًا من القيادات التي كانت في الصف الأول إبان انتخابات 2014، كمحمّد الناصر، رئيس البرلمان الذي تولى رئاسة الجمهورية مؤقتًا، ورئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، والطيب البكوش، وبوجمعة الرميلي، ورضا بلحاج، وسلمى اللومي، وفوزي اللومي، ولزهر العكرمي، وغيرهم من القيادات التي خاض بها الحزب تشريعية 2014 وحاز أغلبية مريحة في البرلمان.

واعتبر متابعون للشأن السياسي أنّ "نداء تونس" يحتاج إلى رجل قوي يُعيد الأمل إلى قواعده، واتخاذ موقع في المشهد السياسي يليق بحزب "حاكم" على امتداد هذه العهدة البرلمانية، رغم ما شهده من انقسامات أدّت إلى ظهور حزبين آخرين على الأقل ولدا من رحم "نداء تونس"، هما "مشروع تونس" برئاسة محسن مرزوق، و"تحيا تونس" برئاسة يوسف الشاهد.

فشل المحاولات السابقة

المحلل السياسي فوزي العيادي، يعتبر أنّ رحيل الرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي سيكون له أثر سيئ في مسيرة حزب "نداء تونس" اعتبارًا لمكانة الرجل ورمزيته داخل الحزب، موضحًا أنّ السبسي كان تقريبًا رجل الوفاق الوحيد في الحزب والطرف الوحيد القادر على التجميع وتقريب وجهات النظر، مشيرًا إلى الحديث عن مبادرة كان سيطلقها في هذا الاتّجاه، ولكن طال انتظار المبادرة ورحل الرئيس قبل أن يتحقق شيء منها.

وأكّد العيادي في تصريحات لإرم نيوز أنّ ما يزيد من صعوبة المهمة أمام قيادات "نداء تونس" حاليًا، أنّه ثبت عمليًا أنّ المحاولات السابقة لتجاوز الخلافات داخل الحزب كان مصيرها الفشل، وآخرها محاولة القيادية بالحزب سلمى اللومي التي استقالت قبل أشهر من منصب مستشارة لدى رئيس الجمهورية للتفرغ لمهمة توحيد الحزب وجمع شتاته، لكنّها فشلت في المهمة وغادرت الحزب.

ولم ينجح "نداء تونس" على امتداد الأشهر الأخيرة في تحديد توجهاته العامة للمرحلة المقبلة، ورغم عقد مؤتمره قبل نحو أربعة أشهر بمحافظة المنستير الساحلية، فإنّه لم ينجح في الخروج بقيادة موحّدة وقوية كما كان الباجي يأمل آنذاك، ولم ينجح أيضًا في استقطاب المغادرين والغاضبين، بل شهد استقالات جديدة.

تقلّص حظوظه الانتخابية

وتوقع المحلل السياسي الحبيب العبيدي أن يؤدي تراجع رصيد "نداء تونس" وضعف التفاف قواعده حول القيادة إلى تقلّص حظوظه في الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيرًا إلى أن الوجوه القديمة التي ستعيد ترشحها اليوم للتشريعية، لا تنطلق برصيد ثقة قوي لدى الناخبين.

وتحدث العبيدي في تصريحات لإرم نيوز عن تراجع رصيد قيادات الحزب وضعف أدائهم داخل البرلمان وعلى مستوى المحافظات، وهي المهمة الأساسية التي على ضوئها يصوّت الناخبون، وفق قوله.

وخلص العبيدي إلى القول إنّ "أمام نجل الرئيس الراحل، حافظ قائد السبسي مهمة جسيمة لاستكمال ما بدأه والده والحفاظ على ثوابت الحزب والسعي إلى إعادة (النداء التاريخي) الذي يضم كلّ طوائف العائلة الدستورية والوسطية"، بحسب تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com