صعوده لفت الأنظار ..هل ينجح "البديل" في تغيير الخريطة السياسية بتونس ؟
صعوده لفت الأنظار ..هل ينجح "البديل" في تغيير الخريطة السياسية بتونس ؟صعوده لفت الأنظار ..هل ينجح "البديل" في تغيير الخريطة السياسية بتونس ؟

صعوده لفت الأنظار ..هل ينجح "البديل" في تغيير الخريطة السياسية بتونس ؟

رأى مراقبون أن حزب "البديل" التونسي، الذي يرأسه رئيس الوزراء التونسي الأسبق مهدي جمعة يخطو خطوات ثابتة نحو التموقع داخل الخريطة السياسية الجديدة في تونس، وسط توقعات بأن يفتت هذا الحزب أصواتًا كثيرة من الرصيد الانتخابي للأحزاب الوسطية التقليدية.

وقال متابعون للشأن السياسي في تونس، اليوم الأربعاء، إنّ حزب البديل التونسي لرئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة لفت اهتمام المتابعين في الساحة السياسية التونسية، لاسيما بعد نجاحه في استقطاب عدد من الخزان الانتخابي لأحزاب دستورية (نسبة إلى الحزب الدستوري الذي أسسه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة) والتجمعية (نسبة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم زمن بن علي) والليبيرالية والمحسوبة على الوسط ولا يجد صعوبة في تشكيل قائمته الانتخابية خلافًا لعدد كبير من الأحزاب الموجودة في الحكم والمعارضة التي تشهد حربًا غير مسبوقة على رئاسة القائمات .

واعتبر المحلل السياسي محسن بن مصباح أنّ حزب البديل هو -حاليًّا- الأكثر استقطابًا للشخصيات السياسية والوزراء السابقين ورجال الأعمال النافذين؛ ما يجعله أمام فرضية إحداث مفاجَأة مدوية لاسيما أنه يتبنى خطابًا وسطيًّا ومعتدلًا وهادئًا، ويكاد يكون هو الحزب الوحيد الذي لا يشهد انشقاقات واستقالات، بل على العكس يشهد انضمام شخصيات من الوزن الثقيل استقالت من "نداء تونس" على غرار فوزي اللومي وجماعته وأيضًا التحاق قيادات من أحزاب دستورية ورموز وقيادات مهمة من "المشروع" والحزب الدستوري الحر لعبير موسى وغيرها من الأحزاب، وفق قوله.

وأشار بن مصباح إلى ما اعتبرها "حالة ارتباك" أصابت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس، قبل أيام بسبب تفوّق حزب البديل الواضح ونجاحه في استقطاب كفاءات دستورية في محافظة المنستير الساحلية، التي تُعتبر معقل الحزب الدستوري التاريخي، وخزّانًا انتخابيًّا مهمًّا جدًّا للأحزاب ذات المرجعية الدستورية؛ ما يعني أنّ الحزب قادر على اكتساح المحافظة، حسب تعبيره.

وحسب بن مصباح، يمثّل حزب البديل التونسي استثناءً من جهة تركيبته التي تكبر يومًا بعد يوم وتعزز بشخصيات وقيادات وازنة، خلافًا لجلّ الأحزاب الأخرى التي تعيش انشقاقات وتشهد استقالات شبه يومية وصراعات واضحة وخرجت إلى العلن حول تشكيل القائمات الانتخابية.

وقال المحلل السياسي إسماعيل الغالي، إنّ شخصية رئيس الحزب مهدي جمعة وخطاب الحزب الوسطي المعتدل عاملان أساسيان في حالة الاستقرار التي يعيشها البديل، موضحًا أنّ جمعة ومُذ كان رئيسًا للحكومة أظهر أنّه شخصية توافقية جامعة منفتحة على كلّ الآراء والأطياف السياسية الأخرى، وهذا ما يسَّر عملية التواصل مع القيادات الجديدة، كما أنّ خطاب الحزب بدا على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين ولم يدخل في مشاحنات مع أيّ طرف، وهذا ما أكسبه احترام مختلف الأطراف، وفق قوله.

وأكّد الغالي، أنّ هذه الصفات التي اكتسبها الحزب باتت سلاحه الأساس في إحداث مشروع ائتلاف وسطي جامع، وسط احتدام الصراعات على الزعامات والتسميات، وهذا ما لم ينخرط فيه حزب البديل التونسي، الذي اختار منذ تأسيسه العمل الميداني والخطاب الهادئ؛ ما قد يتيح له جني ثمار هذه التوجهات في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com