في سابقة أولى.."اتحاد الشغل" يخوض الاستحقاق الانتخابي في تونس
في سابقة أولى.."اتحاد الشغل" يخوض الاستحقاق الانتخابي في تونسفي سابقة أولى.."اتحاد الشغل" يخوض الاستحقاق الانتخابي في تونس

في سابقة أولى.."اتحاد الشغل" يخوض الاستحقاق الانتخابي في تونس

بدأ الاتحاد العام التونسي للشغل استعداداته لخوض الانتخابات القادمة، في خطوة غير مسبوقة من المنظمة النقابية الأكبر في تونس، وقال الاتحاد إنّه معني بالاستحقاقات الانتخابية القادمة، وسط تقديرات بتعاظم الدور السياسي للمنظمة.

ويعقد الاتحاد اليوم الخميس، اجتماع هيئته الإدارية الوطنية برئاسة أمينه العام نور الدين الطبوبي، وقال إنه سيخصص للنظر في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمفاوضات الاجتماعية والوضع العام بالبلاد.

وكان الطبوبي أعلن في وقت سابق أن المنظمة النقابية معنية بالانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وأنه قرر تكوين مراقبين نقابيين للانتخابات القادمة لضمان شفافيتها، قائلاً إنّ "كل إنسان لديه حقوق وواجبات ويجب على المرشح أن يفي بوعده لأنه لم يعد بالإمكان انطلاء الحيل على الشعب" وفق قوله.

وكثيرًا ما يستغل الطبوبي التجمعات النقابية الحاشدة ليوجه رسائل حادة اللهجة إلى الطبقة السياسية الحاكمة، محذرًا إياها من غضب شعبي بسبب ضعف أدائها وعدم وفائها بالتزاماتها.

واعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يضم في صفوفه مئات الآلاف من المنخرطين يحظى بثقة شعبية واسعة وله قاعدة جماهيرية كبيرة قادرة على خلق التوازن أو ترجيح كفّة طرف سياسي دون غيره إذا قرر الاتحاد دعمه، ووجه قواعده في هذا الاتجاه.

وقال المحلل السياسي محمد السالمي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" إنّ اتحاد الشغل في تونس اليوم هو بمثابة المحرار الذي تُقاس به درجة الاستقرار السياسي، موضحًا أنه إذا كانت العلاقة بين الاتحاد والسلطة الحاكمة مبنية على الحوار والتفاهم، كان الاستقرار عنوان المرحلة، وكلما توترت هذه العلاقة تحرّكت القواعد وضعفت شعبية السلطة الحاكمة.

وأضاف السالمي أنّ العلاقة بين الاتحاد والحكومة الحالية كانت عمومًا متوترة، وأنّ الاتحاد لم يترك مناسبة ولم يفوت فرصة واحدة إلا وهاجم الحكومة وسياساتها العامة وتوجهاتها التي أثقلت كاهل المواطنين خصوصًا من الطبقات الفقيرة، ومن ثمة يطرح الاتحاد اليوم نفسه مدافعًا شرسًا عن هذه الطبقات ويستثمر أخطاء الحكومة وإجراءاتها التي أضرت بهذه الطبقات ليكسب مزيدًا من المناصرين، ما دفعه إلى القيام بدور سياسي فضلاً عن دوره الاجتماعي، وفق تعبيره.

من جانبه، أوضح المحلل السياسي صالح الحساني، أنّ الدور السياسي لاتحاد الشغل في تونس بات يتعاظم بشكل جليّ وأنّ الاتحاد لم يعد يستنكف عن الإقرار بذلك الدور بل يعتبره تطوّرًا طبيعيًا لأدائه، في علاقة بالأداء الحكومي وبالمناخ السياسي والاجتماعي العام.

وأوضح الحساني لـ "إرم نيوز" أنّ الاتحاد مطّلع على كلّ كبيرة وصغيرة تهم الشأن الاجتماعي والتنموي في تونس وهو المفاوض الأول للحكومة في مجال تحسين الوضع الاجتماعي والزيادة في أجور العاملين في مختلف القطاعات ومعالجة السياسات الاقتصادية، ومن ثمة فهو يملك برنامجًا شاملاً يمكن اعتماده كبرنامج سياسي لقيادة مرحلة كاملة، غير أنّ الاتحاد لم يعد يكتفي بالقول إنه يملك حلولًا وتصورات للأزمة التي تعيشها البلاد، بل صار يسعى لاستقطاب تعاطف الناس والتفافهم حوله بفضل الرؤية الشاملة التي يملكها والتي يطرحها بديلاً عن السياسات الحكومية التي أثبتت فشلها على امتداد سنوات.

وأضاف الحسّاني أن الدور السياسي للاتحاد يُفهم أيضًا من ناحية الدور الرقابي، وهذا ما أشار إليه الاتحاد مرارًا، حيث من المنتظر أن تنزل هذه المنظمة النقابية بكل ثقلها في الانتخابات القادمة لا كطرف مرشح مراهن على الحصول على مقاعد في البرلمان فحسب، بل كطرف مراقب للعملية الانتخابية ومقوّم لأيّ انحراف قد تشهده، وهو ما يؤكّد الوزن السياسي للمنظمة، وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com