عيّن أمينًا عامًا جديدًا…"نداء تونس" يبدأ عملية "ترميم" كبرى استعدادًا للانتخابات
عيّن أمينًا عامًا جديدًا…"نداء تونس" يبدأ عملية "ترميم" كبرى استعدادًا للانتخاباتعيّن أمينًا عامًا جديدًا…"نداء تونس" يبدأ عملية "ترميم" كبرى استعدادًا للانتخابات

عيّن أمينًا عامًا جديدًا…"نداء تونس" يبدأ عملية "ترميم" كبرى استعدادًا للانتخابات

بدأ رئيس اللجنة المركزية لحزب "نداء تونس"، حافظ قائد السبسي، عملية ترميم كبرى داخل الحزب، استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، وذلك بعد أيام من حصوله على الصفة القانونية لتمثيل الحزب.

وشملت أولى التغييرات إقالة الأمين العام للحزب ناجي جلول، عقب اجتماع عقده الحزب مساء أمس، وتعيين علي الحفصي خلفًا له، وهو من الوجوه التي انتسبت سابقًا إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحلّ، ومن المنظمّين حديثًا إلى "نداء تونس".

وشغل الحفصي سابقًا منصب رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم لسنوات، وهو من المقرّبين لحافظ قائد السبسي، نجل الرئيس المؤسس للحزب.

وتمثّل اللجنة المركزية في "نداء تونس" سلطة القرار الأولى في الحزب، والهيكل الذي يعود إليه اتخاذ القرارات المهمة مثل تعيين الأمين العام، أو عزله أو القرارات المتعلقة بالتحالفات السياسية وغيرها.

وأكّدت مصادر قيادية في "نداء تونس" طلبت عدم الإفصاح عن هويتها في حديث لـ"إرم نيوز"، أنّ "التغييرات ستشمل أيضًا عدة شخصيات في الحزب، بهدف تجديد الوجوه والاستعداد للانتخابات القادمة، خاصة بعد حسم مسألة من يملك حق التمثيلية القانونية للحزب لفائدة نجل الرئيس حافظ قائد السبسي".

وتأتي هذه التغييرات بعد أشهر من الجدل حول هوية من يملك شرعية تمثيل الحزب بين مجموعة حافظ قائد السبسي ومجموعة سفيان طوبال، الذي انتخبه شقّ من الحزب رئيسًا للجنته المركزية بالتوازي مع انتخاب قائد السبسي للمنصب ذاته.

واعتبر مراقبون أنّ التحوّلات التي يشهدها حزب "نداء تونس" ضرورية لكسر حالة الجمود داخل الحزب الذي كسب انتخابات 2014، لكنه فشل في تجميع شتاته على امتداد سنوات، ولم يتمكّن من عقد مؤتمر يحظى بثقة جميع منتسبيه.

واعتبر المحلل السياسي قيس الخليفي، في تصريحات لموقع "إرم نيوز"، أنّ "الفرصة باتت مواتية اليوم ليبدأ الحزب صفحة جديدة من خلال إدخال قيادات جديدة، وإحداث تغييرات على مستوى الهياكل في حدود ما يسمح به القانون الداخلي للحزب ودون الاستغناء عن مخرجات المؤتمر الذي عقده (النداء) قبل أشهر بمدينة المنستير الساحلية".

وأضاف الخليفي أنّ "الحزب الذي تآكلت شعبيته بفعل الصراعات الداخلية بات مطالبًا بجمع شتاته ولعب آخر أوراقه في الانتخابات القادمة، خاصة مع ظهور أحزاب تحمل نفس توجهاته الفكرية ستعمل على افتكاك جانب كبير من الأصوات التي فاز بها الحزب في انتخابات 2014 حين تقدّم كطرف وحيد تقريبًا لمنافسة حركة النهضة الإسلامية".

بدوره، رأى المحلل السياسي طارق المسعودي، في إبعاد ناجي جلول من الأمانة العامة وتعيين أحد الوجوه الدستورية البارزة خلفًا له مسعى من قيادة "النداء" إلى استعادة هويّة الحزب "الدستورية" (نسبة إلى الحزب الدستوري الذي أسسه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة).

وأشار إلى خروج أسماء مثل لزهر العكرمي وخميس قسيلة وبوجمعة الرميلي والطيب البكوش ومحسن مرزوق في وقت سابق من الحزب، وهي جميعها شخصيات محسوبة على اليسار، التقت مع بقية المؤسسين من قدماء الدستوريين لبعث "نداء تونس" في 2012 ويبدو أنّ هناك مسعى لتثبيت هوية الحزب "الدستورية" الخالصة، وفق تعبيره.

وأضاف المسعودي لـ "إرم نيوز" أنّ "بصمات الباجي قائد السبسي تبدو واضحة في هذه التغييرات"، مشيرًا إلى أن الباجي قائد السبسي كان قد أعلن قبل أسابيع عن مبادرة للمّ شمل "النداء" دون أن يفصح عن فحواها.

وقال المسعودي إنّ الرئيس المؤسس لـ"نداء تونس" يعمل اليوم، على استعادة دوره قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية ومن انتهاء عهدته الرئاسية بقصر قرطاج، وربّما انسحابه من الساحة السياسية، وتبعًا لذلك فهو يسعى إلى إعادة طرح "نداء تونس" جديدًا بأسماء جديدة وبروح جديدة لخوض الانتخابات، التي اعتبرها الاختبار الأهم والأخير لهذا الحزب؛ لإثبات مكانته في الساحة السياسية وإعادة التموقع داخلها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com