دفاع المرزوقي عن "ميليشيات" الوفاق يثير استياءً واسعًا في تونس
دفاع المرزوقي عن "ميليشيات" الوفاق يثير استياءً واسعًا في تونسدفاع المرزوقي عن "ميليشيات" الوفاق يثير استياءً واسعًا في تونس

دفاع المرزوقي عن "ميليشيات" الوفاق يثير استياءً واسعًا في تونس

أثار الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي، استياء الشارع، بتصريحات مثيرة،عبّر فيها عن دعمه لميليشيات حكومة الوفاق في ليبيا، وسط اتهامات له بالتدخل في الشأن الليبي ومحاولة إثارة فتنة مع البلد المجاور.

وأدلى المرزوقي، مساء الأربعاء الماضي، بتصريحات لقناة "الجزيرة" القطرية عبّر فيها عن مخاوفه من سقوط العاصمة الليبية طرابلس بأيدي الجيش الوطني الليبي، قائلًا:"إذا خسرنا طرابلس سنكون قد خسرنا كلّ شيء" الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا واستهجانًا، حيث تنمّ تلك التصريحات عن تدخل سافر في الشأن الليبي، وانحياز واضح لميليشيات تقاتل الجيش النظامي في البلد.

واستهجنت فعاليات سياسية تونسية بشدة، هجوم المرزوقي على القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر واستبعاده أن يكون جزءًا من الحل لأنه "هو العقبة الرئيسة للتسوية في ليبيا، وينقض دائمًا الاتفاقات المبرمة معه".

واعتبرت تلك الفعاليات أن تصريحات المرزوقي تسديد حسابات لقطر على حساب الإمارات من خلال اتهام ما أسماه "الدعم الإقليمي لحفتر والمتمثل في المدرعات، والطائرات الإماراتية، والأسلحة المصرية"، بحسب قوله.

واعتبر "مختار اليزيدي" المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، أنّ تصريحات المرزوقي مستهجنة ومرفوضة لعدّة أسباب، منها أنّه خاض فيها في مسألة لا تعنيه بصفته السياسية ولا "الحقوقية".

وأشار إلى أن انحياز المرزوقي للميليشيات ليس منطقيًا، ولا يليق بـ "حقوقي" يدعي أنه يناضل من أجل الديمقراطية والحرية، وبالتالي فإنّ تلك التصريحات مردودة عليه ولا تمثّل الشعب التونسي في شيء.

وأضاف اليزيدي لـ"إرم نيوز" أنّ المرزوقي تعوّد على "حشر أنفه" في القضايا الإقليمية والدولية بشكل أساء من قبل ولا يزال يسيء لصورة الدبلوماسية التونسية، مذكّرا بمواقف سابقة وتصريحات سابقة أدلى بمعظمها لقناة "الجزيرة"، وأساء فيها إلى تونس وصورتها وإلى المعارضة التونسية والدولة بشكل عام.

وأكد أنّ "الرئيس السابق لم يترك فرصة واحدة دون الإساءة إلى بلده والتدخّل بشكل فجّ في شؤون الدول العربية المجاورة أو التي شهدت حراكًا اجتماعيًا وثورات، ومنها موقفه من الأزمة السورية،  وإقدامه على قطع العلاقات التونسية السورية"، مما أثار حينها جدلًا واسعًا، وغضبًا شعبيًا عارمًا.

من جانبه، قال المحلل السياسي مصطفى بوعزيز إنّ ما جاء على لسان الرئيس التونسي السابق مرفوض من حيث المبدأ،  ومن حيث العرف الدبلوماسي الذي يقتضي اتخاذ موقف متّزن ممّا يجري في الجارة ليبيا، وعدم الانحياز لأطراف ترفع السلاح في وجه الجيش النظامي.

وأضاف "بوعزيز" أنّ لهجة المرزوقي تنمّ عن تورّطه في "سياسة المحاور" التي قسّمت الدول العربية إلى أحلاف لكل منها أهداف خاصة، حيث بات المرزوقي يتبنى رؤية قطر للصراع الدائر في ليبيا وفي غيرها من الدول في المنطقة العربية، معتبرًا أنّ ذلك لا يليق برئيس سابق ولا برجل سياسة يقتضي منه منصبه انتقاء الألفاظ والحذر في الكشف عن المواقف والاتجاهات العامة.

وأشار المحلل السياسي في حديث لـ"إرم نيوز" إلى انّ المرزوقي كثيرًا ما اتخذ من "قناة الجزيرة" القطرية منبرًا لتشويه خصومه ولإعلان مواقفه التي كانت إلى وقت قريب، حين كان رئيسًا،إذ كانت مواقفه تتضارب مع التوجه العام للدبلوماسية التونسية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بينه وبين مكونات المشهد السياسي في البلاد.

واستذكر "بوعزيز" مسألة قرار تسليم الوزير الليبي الأسبق البغدادي المحمودي الذي كان لاجئًا في تونس عقب أحداث 2011 في ليبيا وتم تسليمه إلى السلطات الليبية دون ضمانات بخضوعه لمحاكمة عادلة ولمعاملة إنسانية، وهو ما أثار جدلًا في تونس حينها.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com