التحالف مع "حزب الشاهد" يشعل الخلافات داخل حركة النهضة الإسلامية في تونس
التحالف مع "حزب الشاهد" يشعل الخلافات داخل حركة النهضة الإسلامية في تونسالتحالف مع "حزب الشاهد" يشعل الخلافات داخل حركة النهضة الإسلامية في تونس

التحالف مع "حزب الشاهد" يشعل الخلافات داخل حركة النهضة الإسلامية في تونس

تشهد حركة "النهضة" الإسلامية في تونس، تصدّعات و خلافات متصاعدة بين أجنحتها؛ بسبب الموقف من التحالف مع الحزب الجديد، "تحيا تونس"، الذي يتزعّمه، رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، وسط توقّعات بـ"فكّ الارتباط" بين الحزبين، قبل أشهر من الانتخابات المرتقبة بنهاية العام الحالي.

وبرز خلال الأيام الأخيرة تيار قوي داخل الحركة الإسلامية رافض لمواصلة التحالف مع الشاهد وحزبه "تحيا تونس" باعتباره حزبًا "ضعيفًا وغير قادر على تجميع طائفة واسعة من مكونات المشهد السياسي، بما يضمن للحركة حالة من الاستقرار في حكومة ما بعد الانتخابات المقبلة، وفق ما أفاد به مراقبون لموقع "إرم نيوز".

مواقف متصلّبة

وبحسب المراقبين ذاتهم، يقود هذا التيار قيادات في الحركة عُرفت بمواقفها المتصلّبة تجاه التحالف مع مكوّنات سياسية لا تشارك الحركة نفس المنطلقات الفكرية والتوجهات العامة ولا تؤمن كثيرًا بمبدأ "البراغماتية" في العمل السياسي.

وأوضح المحلل السياسي التونسي، هاشم حجي، في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أنّ التيار الرافض لفكرة التحالف مع حركة "تحيا تونس"، يضمّ أيضًا قيادات أخرى سبق أن صوّتت لفائدة الشاهد في منصب رئيس الحكومة، عندما عُرضت حكومته على التصويت في البرلمان، ومن بينها القيادية في الحركة، يمينة الزغلامي التي وجهت نقدًا لاذعًا لحكومة يوسف الشاهد ووجهت رسائل مبطنة لقيادة حركتها بأنّه لن يكون من المُجدي بعد اليوم التحالف مع حركة "تحيا تونس" التي تكاد تعكس وجهة نظر الحكومة الحالية بما أنّ الشاهد هو مؤسسها الفعلي.

وتثير العلاقة بين حركة "النهضة" وحكومة يوسف الشاهد جدلًا كبيرًا بين مكونات الحركة، وحتى داخل المشهد السياسي، حيث يعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أنّ الفضل في بقاء يوسف الشاهد في الحكم إلى اليوم يعود إلى حركة "النهضة" التي دافعت بشراسة عن رئيس الحكومة.

وفي المقابل، يعتقد مراقبون، أنّ الشاهد لن يتردّد في فكّ الارتباط مع الحركة الإسلامية، إذا وجد أرضية مريحة لبناء تحالفات مع أحزاب وسطية أو قريبة من توجهات حزبه، تغنيه عن التحالف مع الحركة الإسلامية، بل وقد يتخذها منطلقًا لعزل الحركة وتحجيم دورها في المستقبل.

مخاوف النهضة

ويذهب بعض المحللين إلى اعتبار أن "النهضة تربّي أسدًا سيلتهمها هي في المقام الأول"، على غرار المحلل شكري بن يوسف الذي يقول إنّ "شقًا كبيرًا داخل الحركة بات واعيًا بهذه الحقيقة وصار يستشعر تحركًا من جانب رئيس الحكومة الحالي للانقضاض على الحركة التي دعمته ووقفت إلى جانبه للإبقاء عليه رئيسًا للحكومة".

واعتبر بن يوسف أنّ "هذا الشقّ يدرك أيضًا أنّ التحالفات في السياسة ليست أمرًا ثابتًا وأنّ لكل شيء ثمنه، ومن ثمة فإنّ على حركة "النهضة" أن تستبق أيّ محاولة من الشاهد لعزلها وأن تجعل من رئيس الحكومة الحالي طوعًا لإرادتها، على الأقل إلى حين اتضاح الرؤية بشأن تموقع حزبه قبيل الانتخابات القادمة.

وكان رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي ألمح في وقت سابق إلى احتمال أن تطالب الحركة بتشكيل حكومة كفاءات قبل الانتخابات القادمة، وهو ما يعني إسقاط حكومة يوسف الشاهد التي تواجه اتهامات واسعة باستخدام موارد الدولة والمال العام في التسويق للحزب الناشئ "تحيا تونس" الذي يصفه خصوم الشاهد بأنه "حزب الحكومة".

ورأى بن يوسف أنّ موقف الغنوشي ذاك كان بمثابة جسّ نبض لمدى استعداد الشاهد لفكّ ارتباطه مع "النهضة"، ومحاولة من الحركة لإرباك رئيس الحكومة، قبل أن يستقرّ رأيه على التحالفات الممكنة قبل الانتخابات، على أن تبقى الحركة الإسلامية رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه، لإقامة هذه التحالفات، وهو ما ذهب إليه حزب حركة "نداء تونس" عقب انتخابات 2014.

 ويبدو أنّ السيناريو ذاته قد يُعاد، مع تغيير طفيف، وهو اسم الحزب الذي قد يقع في "فخ" حركة "النهضة" إذا ما تم تحييد الأصوات المنادية بالامتناع عن التحالف مع "تحيا تونس"، بحسب محلّلين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com