تونس.. مساعٍ حثيثة لتشكيل جبهة "انتخابية" واسعة ضدّ النهضة
تونس.. مساعٍ حثيثة لتشكيل جبهة "انتخابية" واسعة ضدّ النهضةتونس.. مساعٍ حثيثة لتشكيل جبهة "انتخابية" واسعة ضدّ النهضة

تونس.. مساعٍ حثيثة لتشكيل جبهة "انتخابية" واسعة ضدّ النهضة

انطلقت بعض الأحزاب التونسية في مساعٍ مكثّفة لبناء تحالفات سياسية جديدةّ، وتشكيل جبهة انتخابية واسعة ضدّ حركة النهضة الإسلامية، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.

تحرّكات حثيثة

وأكّدت مصادر قيادية في حركة "نداء تونس"، أنّ هذه التحركات تقودها أحزاب من بينها حزب حركة "نداء تونس" وحزب "آفاق تونس" الذي كان قد طرح "وثيقة التفاهم الوطني" عقب انتخابات 2014، وتضمن المشروع تشكيل تحالف يضم "النهضة" و"النداء" و"آفاق" مقابل إقصاء الجبهة الشعبية والاتحاد الوطني الحر (القوى التي حلّت مباشرة خلف الأحزاب الثلاثة المذكورة من حيث حجم كتلتها النيابية).

وذكرت صحيفة "الشارع المغاربي" المحليّة، أنّ رجل الأعمال التونسي، يوسف زروق، المقرّب من الحكومة الفرنسية، التقى خلال الأيام القليلة الماضية قيادات في حركة "نداء تونس"، ورئيس حزب حركة "مشروع تونس"، محسن مرزوق، وذلك ضمن مساع لتشكيل جبهة انتخابية.

من جانبه، دعا حزب حركة "نداء تونس" في بيان حمل توقيع رئيس لجنته المركزية سفيان طوبال، "كل الأحزاب الديمقراطية والوسطية التقدمية إلى الدخول الجدي في مشاورات تشكيل الأرضية المشتركة لتنسيق الجهود تجاه المحطة الانتخابية القادمة بما يضمن لها حماية مشروعها الوطني وتحقيق الأغلبية حوله".

وتسعى أحزاب أخرى تُصنّف ضمن الأحزاب "الوسطية التقدمية" إلى تشكيل جبهة واسعة تجمع هذه العائلة السياسية، وتكون بمثابة الجبهة الواحدة للتصدي لحركة "النهضة" الإسلامية، ومنها حزب "البديل التونسي" لرئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة وحزب "مشروع تونس" الذي يرأسه المستشار السابق برئاسة الجمهورية محسن مرزوق وحزب "المبادرة" الذي يرأسه كمال مرجان، وزير الوظيفة العمومية في الحكومة الحالية.

بدوره، دعا "آفاق تونس" في بيان له، إلى توقيع "اتفاق سياسي يكون بمثابة التزام أخلاقي أمام التونسيين"، معتبرًا أن "هذا الاتفاق يشكل اللبنة الأولى لتحالف سياسي لفترة ما بعد 2019 تكون أرضيته وثيقة عمل حكومي مشترك تتضمن تفصيلًا دقيقًا للبرامج وللإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المزمع إنجازها قبل تشكيل أي حكومة".

كما حذر الحزب من "مواصلة استعمال أجهزة الدولة وتطويعها لأغراض حزبية"، مشيرًا إلى أنه "لأول مرة منذ 2011، وفي ظل مسار انتقال ديمقراطي يتسم بالهشاشة، سنتوجه للانتخابات بحكومة معنية مباشرة بها"، في إشارة إلى حكومة يوسف الشاهد التي انبثق منها حزب "تحيا تونس".

جبهة موحّدة

وتأتي هذه المساعي، تزامنًا مع اقترب الاستحقاقات الانتخابية، حيث تؤكّد الأحزاب ذات المرجعية الدستورية والأحزاب التقدمية والحداثية، على أهمية تشكيل ائتلاف أو جبهة موحدة لصياغة مشروع مشترك يؤسس لمرحلة ما بعد الانتخابات، ويحدّ من سيطرة حركة "النهضة" الإسلامية على المشهد السياسي.

ويؤكّد متابعون للشأن السياسي في تونس، أنّ هذه القوى قادرة على توحيد جهودها وصياغة وثيقة مشتركة تكون محل إجماع ومرجعية للعمل والتحرك السياسي عقب الانتخابات، إذا غلّبت المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية.

واعتبر المحلل السياسي التونسي، أحمد بن عبد الله في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أنّ نجاح هذه المساعي، يعتمد إلى حد كبير على مدى جدية هذه الأحزاب، ورغبتها في إنقاذ البلاد مما وصفه بـ "الوضع الكارثي" غير المسبوق الذي تتخبط فيه منذ سنوات.

وحذّر أحمد بن عبد الله، من  تكرار سيناريو انتخابات 2014، حين حافظت حركة "النهضة" على مكانتها تقريبًا مقابل صعود لافت لحزب حركة "نداء تونس"، غير أنّ هذا الحزب، رغم فوزه، سارع إلى مدّ يده إلى حركة "النهضة" الإخوانية، ما جعله يعاني إلى اليوم من تبعات هذه التجربة التي دمّرته و دمّرت معه البلاد، حسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com