مع تصاعد الأحداث في ليبيا.. هل مات اتفاق الصخيرات؟
مع تصاعد الأحداث في ليبيا.. هل مات اتفاق الصخيرات؟مع تصاعد الأحداث في ليبيا.. هل مات اتفاق الصخيرات؟

مع تصاعد الأحداث في ليبيا.. هل مات اتفاق الصخيرات؟

دفعت الأحداث والتطورات العسكرية المتلاحقة في العاصمة الليبية طرابلس، باتفاق الصخيرات السياسي إلى صدارة المشهد الليبي مجددًا، باعتباره سبب التداعيات التي أدت إلى الواقع الحالي السائد في ليبيا.

ويرى محللون ليبيون أن هذا الاتفاق أتاح للأمم المتحدة، حيث جرى تحت رعايتها، إدارة الأزمة فقط، وليس حلها، وأبقى على الخلافات الرئيسة بين الفرقاء الليبيين، بدلًا من مواجهتها، كما أتاح للميليشيات التي تدار من خلف ستار بـ "ريموت كونترول" للإخوان وقوى الإسلام السياسي المتشددة أن تتغول وتسيطر على العاصمة.

واستهدف الاتفاق الذي وُقّع في مدينة الصخيرات المغربية في الـ 17 من كانون أول/ ديسمبر 2015، وضع خريطة طريق لحل الأزمة الليبية، ووقعه طرفان يمثلان مجلس النواب والمؤتمر الوطني، ونص على إنشاء حكومة وفاق وطني يتولاها فايز السراج.

 ولعب رئيس الوزراء المغربي السابق الإخواني عبد الإله بنكيران، دورًا ضاغطًا وراء الكواليس على المتشددين الذين مثلهم أعضاء المؤتمر الوطني للموافقة على الاتفاق بهدف تبرئتهم والميليشيات التي يمثلوها من تهمة الإرهاب، مع وعد بأن تتحول حكومة الوفاق وفايز السراج إلى مجرد واجهة لهم.

 ولهذا السبب، أكد عضو مجلس النواب الليبي الدكتور علي التكبالي، أن اتفاق الصخيرات كان فخًا من الإخوان نُصب لمجلس نواب متلهف على تسوية بأية طريقة.

وبين التكبالي، خلال تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "مجلس النواب خدع بطرق شتى وملتوية، أسهمت فيها دول راعية تعمل على تمكين الإخوان من الدولة الليبية، وهي نفس الدول التي نصحت عصابة فجر ليبيا "المتأخونة" بالهجوم على طرابلس لأنها خسرت الانتخابات".

ورأى التكبالي أن "ما يسمى المجتمع الدولي هو الذي خطط للحوار الخداع، وهو الذي أتى بالسراج الذي كان غريرًا، فقبل بدور الدمية رغم نصحنا".

وتابع التكبالي:"لكن مجلس النواب لم يلبث أن تفطن إلى المستنقع الذي يجري جره إليه، فسارع إلى رفض منح الثقة إلى حكومة الوفاق التي وصلت إلى العاصمة واستقبلت من الميليشيات، وبقيت سيطرتها صورية حتى اليوم".

وكل محاولات المبعوث الدولي غسان سلامة فشلت في إجراء حوار بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة الذي نتج عن اتفاق الصخيرات هو أيضًا، للسير قدمًا في تطبيق باقي بنود الاتفاق.

 وعلى الرغم من انتهاء مدة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق نهاية العام الماضي، جرى التمديد له، بمباركة الأمم المتحدة والميليشيات، التي وجدت في السراج ضالتها للاستمرار في الفوضى ونهب البلاد، مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها الليبيون.

وقال قيادي في إحدى الميليشيات لـ "إرم نيوز"، رافضًا الكشف عن هويته، في وقت سابق:"لا مشكلة لدى الميليشيات بفوز أي كان بالانتخابات الرئاسية، هذا إن أُجريت، وحتى سيف الإسلام القذافي، فنحن جاهزون للتعامل معه كما تعاملنا مع السراج".

والقصد من هذا الكلام أن سيف الإسلام  لو فاز في ظل الظروف القائمة التي نتجت عن اتفاق الصخيرات، سيتحول إلى رئيس شرفي، لا تتعدى سيطرته قاعدة "بوستة" البحرية والظهور البرتوكولي.

ووفقًا للصحفي الليبي أحمد الخميسي، في إدراج عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، فإن "هناك صراعًا جيوسياسيًا مصلحيًا يتعدى الصراعات الداخلية، ولا يملك غسان سلامة مفاتيح الحل، والأمم المتحدة تدير الأزمة منذ اتفاق الصخيرات، وتعاملت مع الواقع بإضافة أجسام جديدة فقط للمشهد".

من جهتها، رأت مصادر ليبية، خلال حديث مع "إرم نيوز"،  أن كل الميليشيات تجمعت من طرابلس والمدن الأخرى للوقوف في وجه الجيش الليبي دفاعًا عن مصالحها فقط، ولكي تبقى لها الكلمة العليا حتى لو صدرت من فم رئيس حكومة الوفاق فايز  السراج، أو وزير الداخلية في حكومة الوفاق  فتحي باشاغا.

وقالت المصادر إن "اتفاق الصخيرات مؤامرة إخوانية، ومات منذ ولادته، وإكرام الميت دفنه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com