المغرب.. انتخابات البرلمان تظهر الانقسام الحاد بصفوف "العدالة والتنمية"
المغرب.. انتخابات البرلمان تظهر الانقسام الحاد بصفوف "العدالة والتنمية"المغرب.. انتخابات البرلمان تظهر الانقسام الحاد بصفوف "العدالة والتنمية"

المغرب.. انتخابات البرلمان تظهر الانقسام الحاد بصفوف "العدالة والتنمية"

أظهرت نتائج انتخابات مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، والتي ستُستكمل بانتخاب رؤساء اللجان النيابية، تصدّعاً حادّاً في صفوف حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي، والذي يقود الائتلاف الحاكم في المغرب.

وطيلة فترة انتخابات هياكل مجلس النواب بدا "إخوان" سعد الدين العثماني، الأمين العام للحزب، منقسمين، بسبب استبعاد أمانته العامة، لأمينة ماء العينين، القيادية المثيرة للجدل بالحزب، من لائحة الأسماء التي تم ترشيحها لشغل أحد مناصب مجلس النواب.

وأشعلت هذه القضية حرباً كلامية بين القياديين في الحزب، وصلت إلى حد إقدام ماء العينين على نعت إخوانها في العدالة والتنمية بـ"الشياطين" و"الأنذال".

ويرى مراقبون أن تخلي "العدالة والتنمية" عن ماء العينين في هذا الاستحقاق الهام يأتي كرد مبطّن من الأمانة العامة للحزب على الصور المثيرة  للجدل والتي ظهرت فيها القيادية البارزة في حزب العدالة والتنمية، دون حجاب في فرنسا قبل أشهر، الأمر الذي خلّف انقسامًا حادًا وصل إلى حد المطالبة بطردها من الحزب الإسلامي.

لكنَّ شقًا آخر داخل الحزب كان معارضًا لما تعرضت له ماء العينين خلال فترة انتخابات هياكل مجلس النواب، حيث دعا إلى ترشيحها بحكم "كفاءتها العالية ومكانتها داخل الحزب".

واعتبرت مجموعة من المحللين السياسيين أن الشرخ الجديد في مواقف حزب العدالة والتنمية، ما هو إلا نتيجة عكسية للتهافت الحاصل داخل هذا الكيان السياسي على السلطة لأجل أغراض معروفة، مستغلين في ذلك عباءة الدين.

وحيال ذلك، قال الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي والباحث والمحلل السياسي المغربي، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم تغير أسلوبه بشكل جذري منذ وصوله إلى الحكومة العام 2012، "حيث لم تعد فلسفته قائمة على الشق الدعوي والأخلاقي، بل أصبح مثله مثل باقي الأحزاب المتواجدة في الساحة السياسية المغربية".

وأضاف الكنبوري في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن حالة ماء العينين ما هي إلا تطورًا لمتلازمة الفساد السياسي المسكوت عنه في البلاد، مبينًا أن حزب العدالة والتنمية أصبح جزءًا منه، وذلك بعد أن دخل مؤخرًا في حروب من تحت الحزام لأجل المناصب والسلطة.

ورأى المحلل السياسي أن الطبقة الانتهازية هي التي تسيطر حاليًا على حزب العدالة والتنمية، فيما تم تهميش مجموعة من الأسماء المنتمية إلى الجناح الدعوي للحزب. كاشفًا  أن بعض القياديين في الحزب الإسلامي يستغلون عباءة الدين لملء جيوبهم مستغلين في ذلك الريع السياسي.

واعتبر الأكاديمي المغربي أن الأحداث التي واكبت انتخابات هياكل مجلس النواب، كشفت أن الواقع السياسي في البلاد فاسد ومريض. ثم زاد متسائلاً: "إذا كانت هذه الحروب الكلامية والتي وصلت إلى درجة فضح الأسرار الداخلية لدى بعض الأحزاب المتواجدة في قبة البرلمان خلال انتخاب الهياكل التشريعية، فماذا يحصل في الكواليس قبل أن يصل هذا الشخص أو ذاك أو الحزب برمته إلى قبة البرلمان؟".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com