موريتانيا.. هل يؤدي دعم الإخوان والبعثيين إلى فشل ولد بوبكر؟
موريتانيا.. هل يؤدي دعم الإخوان والبعثيين إلى فشل ولد بوبكر؟موريتانيا.. هل يؤدي دعم الإخوان والبعثيين إلى فشل ولد بوبكر؟

موريتانيا.. هل يؤدي دعم الإخوان والبعثيين إلى فشل ولد بوبكر؟

أعلن عدد من قيادات التيار البعثي البارزين في موريتانيا دعم المرشح المستقل للرئاسيات المقبلة سيدي محمد ولد بوبكر، الذي يحظى أيضًا بدعم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.

ورغم أن دعم الإخوان لولد بوبكر لم يرق كثيرًا لبعض قيادات الحزب الممثل في البرلمان الموريتاني، وحتي لبعض قواعده الانتخابية، وشهد عدة انسحابات اعتراضًا على خياراته في الانتخابات الرئاسية، فإن التحاق البعثيين بولد بوبكر قد لا يروق لحزب الإخوان نفسه، فالماضي السياسي للتيارين قد لا يبدو فيه الكثير من التصالح، رغم بعض الاستثناءات التي شهدها مسارهما خلال العقود الماضية.

اليوم يلتحق البعثيون أو معظمهم على الأقل بالإخوان دعما لولد بوبكر، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول قدرة الرجل على الجمع بين التيارين المتناقضين أيديولوجيا، والمتصارعين على مر تاريخهما السياسي، وما إذا كان هذا الدعم رغم زخمه الإعلامي والسياسي عامل فشل في المستقبل للرجل.

صراع إرادات

 يرى الصحفي الموريتاني ابراهيم مصطفي في حديث لـ"إرم نيوز" أن "تحالف الإسلاميين والبعثيين الداعم للمرشح سيدي محمد ولد ببكر ليس أول تحالف بين التيارين في موريتانيا، ففي سنة 2003 اصطفوا رغم الاختلاف الأيديولوجي مع  الرئيس الأسبق محمد خونه ولد هيداله، لكنه فشل في النهاية في تحقيق نتائج تذكر".

ويضيف إبراهيم أنه "بعد خسارتهما للانتخابات مع ولد هيدالة انخرطا معًا في مشروع حزب سياسي هو حزب الملتقى الديمقراطي، ترأسه بشكل مؤقت المرحوم الشيخ ولد حرمه، ورفض النظام حينها ترخيصه".

ويشير الصحفي الموريتاني إلى أنه "يمكن أن يظهر صراع إرادات بين الطرفين، دافعه الرغبة في التأثير  على الرجل، لأن الفصيل البعثي الذي يقوده ولد ابريد الليل يتمتع بحنكة ومرونة فائقتين تمكنانه من المناورة والحصول على ما يريد، في حين أن الإسلاميين لن يتخلوا عن مرشحهم الذين خالفوا معظم الصف المعارض بدعمهم له، وهو ما قد يتجلي من خلالها صراع التيارين".

وفي المقابل يقول الدكتور خالد ولد عبد الودود من حملة ولد بوبكر في حديث مع "إرم نيوز" إن "التحاق البعثيين بِركبِ ولد ببكر دليل على أن الرجل يمثل الأمل المَدني الأخير الذي ترى فيه كل الأيديولوجيات السياسية أفكارَها مُلخَصةً في مشروع واحد".

ويضيف ولد عبد الودود أن "التقاء البعثيين والإسلاميين في حملة ول ببكر هو مصداقية مُضافَةٌ وشرعية ممنوحة ومعجزة سياسية تحققت في موريتانيا فقط".

واعتبر عبد الودود  أن "الاختلاف الآيديولوجي يمثل مصدر ثراء للبرنامج الانتخابي للمرشح، الذي يلتقي عنده الطرفان، ومن الطبيعي أن يكون هذا التنوع والثراء الآيديولوجي مصدر إلهام ونجاح لا عامل فشل أبدًا".

لكن بعض المتابعين للشأن الموريتاني يقولون إن ولد بوبكر قد لا يكون قادرا على مسايرة التيارين المتناقضين الداعمين له خلال الرئاسيات المقبلة، فأيديولوجيا الإخوان هي من منعت من بين أمور أخري التحالف الانتخابي لأحزاب المعارضة من الاتفاق على مرشح موحد، نظرا لمواقف الحزب التي كانت تميل لأخذ طريق مخالف لسير نظرائه من أحزاب المعارضة التقليدية، والتي اتفق معظمها مؤخرًا على تقديم محمد ولد مولود كمرشح لها خلال الانتخابات الرئاسية، كما يرى مراقبون.

كما أفادت بعض المصادر أن حزب "تواصل" عارض اختيار النائب البرلماني بيرام ولد الداه ولد عبيدي كمرشح موحد من داخل المعارضة، وهو الذي سوقه الفصيل الآخر من البعثيين المتمثل في حزب "الصواب" للمعارضة، كأحد الخيارات المطروحة في إطار بحثها عن المرشح الموحد، قبل أن تفشل تلك المساعي، ويقرر الحزب تقديم النائب البرلماني والحقوقي مرشحال له في الرئاسيات المقبلة.

على الطرف الآخر

ويرى مراقبون أنه رغم أن التيار البعثي عموما لم يدعم بشكل كامل ولد بوبكر إلا أن انضمام ولد ابريد الليل أحد أبرز منظريه في موريتانيا بالإضافة إلى قيادات أخري كدفالي ولد الشين، واممد ولد أحمد، وغيرهم قد يضع الرجل في موقف لا يحسد عليه، فلا هو يستطيع مخالفة هوى "تواصل" الذي يراهن عليه بشكل كبير، ولا هو يرغب في التفريط بدعم قيادات بعثية كالتي التحقت به مؤخرا.

ويرى هؤلاء المراقبون أن إرضاء الطرفين قد يكون صعبا، في حال اتبع "تواصل" نفس الأسلوب الذي استخدمه مع بقية التيارات الأخرى المعارضة خلال بحثها عن مرشح موحد، والذي أفضي إلى فشل المعارضة في النهاية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com