"نيويورك تايمز": انضمام المتطرفين للوفاق في معارك طرابلس يعقد المسألة الليبية
"نيويورك تايمز": انضمام المتطرفين للوفاق في معارك طرابلس يعقد المسألة الليبية"نيويورك تايمز": انضمام المتطرفين للوفاق في معارك طرابلس يعقد المسألة الليبية

"نيويورك تايمز": انضمام المتطرفين للوفاق في معارك طرابلس يعقد المسألة الليبية

تدخل الحملة العسكرية التي يقودها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر لتحرير العاصمة طرابلس من سيطرة المليشيات المتشددة يومها التاسع دون حسم.

وفي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سلّط الضوء على تفاصيل المعركة وأطرافها، قالت الصحيفة إن مسارعة مجموعة من العصابات الإجرامية والمتطرفة بالانضمام للمعركة ضد الجيش الليبي عقّد المهمة.

وأضافت بأن تحالف مليشيات من جميع أنحاء المنطقة عرقل مهمة الجيش الليبي، وأحبط توقعاته بحملة سهلة للعاصمة طرابلس، ما أجبر قوات حفتر على الاعتماد على خطوط إمداد طولية وعرضية من الصحراء إلى الجنوب.

مطلوبون يتزعمون المليشيات

ويُعدّدُ تقرير "نيويورك تايمز" عصابات لا يمكن حصرها اختارت الانضواء تحت حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج، موضحًا أن من بينها جماعة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بميليشيا أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة كمنظمة إرهابية؛ وداعية حرب متطرف، فُرضت عليه عقوبات بسبب تقويض استقرار ليبيا؛ وقادة ميليشيات أخرى فرضت عليهم عقوبات بسبب تهريبهم المهاجرين.

وتشمل القوات التي تدافع عن طرابلس أربع ميليشيات كبرى حكمت المدينة بطريقة عصابات المافيا تحت الحكم الصوري للحكومة المدعومة من قبل الأمم المتحدة.

أحد تلك المليشيات على الأقل، وهو لواء الردع الخاص، يتشكل في المقام الأول من إسلاميين متشددين على الطريقة الوهابية المعارضة للديمقراطية، والتي تعمل في بعض الأحيان كشرطة أخلاق.

وحققت ميليشيات طرابلس الأربعة أرباحًا مالية من خلال فرض إتاوات على البنوك والوزارات الحكومية، وفقًا لخبراء الأمم المتحدة، ودراسة موثوقة أقامها الباحث وولفرام لاتشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.

ويتزعم أكبر تلك المليشيات هيثم التاجوري، الذي يعيش في أوائل الثلاثينيات من عمره تقريبًا، حيث يتجول في المدينة بسيارة مرسيدس فئة G بيضاء اللون وينشر صورًا على فيسبوك لإجازاته المرفهة.

وقد أصبحت عاداته -بحسب التقرير- بارتداء علامات تجارية كبرى مثل فيرساتشي ودولتشي آند جابانا أثناء تواجده بالخطوط الأمامية للمعركة أضحوكة رائجة على مواقع التواصل الاجتماعي الليبية، ("ميليشيا على الموضة"، هكذا وصف أحد المنشورات لواءه، وقال آخر "أحسد خزانة هيثم التاجوري").

يذكر أن تلك الألوية الأربعة تعززت مع عودة العديد من الميليشيات القوية من مدينتي مصراتة والزنتان المجاورتين، واللتين قادتا المعركة للإطاحة بالعقيد القذافي في العام 2011، حيث أعيد تشكيلهما للتصدي للمشير حفتر.

كما انضم إلى تلك الميلشيات صلاح بادي، القائد الإسلامي المتشدد من مصراتة، والذي انسحب من الحياة العامة بعد توقيع عقوبات عليه من قبل الأمم المتحدة العام الماضي، بسبب تقويضه للاستقرار الليبي بشكل متكرر، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف مطار طرابلس الدولي في العام 2014.

يضاف إلى هذه القوات مهربو المهاجرين ذوي السمعة السيئة، بمن فيهم عبد الرحمن ميلاد، الذي وقعت عليه الأمم المتحدة أيضًا عقوبات.

وكان العديد من الإسلاميين المتشددين الذين كانوا يقيمون في مدينة بنغازي شرق البلاد، والذين تشتتوا بعد استيلاء الجيش الليبي على المدينة في العام 2017، قد عادوا إلى طرابلس وتحدثوا صراحةً عن الانتقام منه.

وتضم تلك المليشيات لواء دفاع بنغازي، الذي يتكون من ميليشيات اعتبرتها الولايات المتحدة منظمات إرهابية بعد مشاركتها في الهجوم الذي راح ضحيته السفير ج.كريستوفر ستيفنز.

دعم حفتر ضرورة

وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذه التوليفة تشكل إنذارًا للقوى الغربية لاعتبار المشير حفتر أفضل الخيارات؛ في إشارة إلى ضرورة دعمه في مواجهة المليشيات المسيطرة على طرابلس.

وتضيف "نيويورك تايمز" "في يوم أمس الجمعة، كانت هناك علامات بأن الائتلاف غير المستقر من المقاتلين الذين يدافعون عن طرابلس قد يؤدي إلى تردد بعض الدول الغربية، فيما يتعلق بحث حفتر على التراجع".

وفي بيان أصدره الاتحاد الأوروبي ليلة الخميس الماضي قال إن الدول الأعضاء بالاتحاد "تعرب عن قلقها حيال مشاركة عناصر إرهابية وإجرامية في القتال الجاري، بما في ذلك عناصر مدرجة ضمن قائمة مجلس الأمن الدولي".

من جانبه، يجادل فريدريك وهري، الباحث بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، بأن اعتباره تلك المعركة كصراع ضد متطرفين ومجرمين "أصبحت نبوءة تحقق ذاتها".

وحسبما قال فريدريك وهري يوم الجمعة، فإن ظهورهم "يصدق رواية حفتر وأنصاره...".

ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن أسبوع القتال على مشارف المدينة قد أسفر عن مقتل أكثر من 75 شخصًا، من بينهم سبعة مدنيين، وإصابة أكثر من 320 شخصًا، فضلًا عن أكثر من 9000 شخص نزوحوا عن منازلهم أو فروا هاربين من المدينة.

وفي سياق متصل، صرح سيد جعفر حسين، ممثل الوكالة الصحية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في طرابلس، للصحفيين عبر الهاتف: "إن تخوفنا الرئيسي هو زيادة الضربات الجوية من قبل الجانبين واستخدام المدفعية الثقيلة، فلدينا اعتقاد قوي بأننا لم نصل لذروة الأزمة بعد".

يذكر أن طرابلس هي عاصمة حكومة الوحدة العاجزة تقريبًا، والتي شكلتها الأمم المتحدة بدعم علني من أغلب الحكومات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com