"مؤتمر ليبيا".. دعم دولي وحفتر يتقدم والسراج يحذر من العسكرة
"مؤتمر ليبيا".. دعم دولي وحفتر يتقدم والسراج يحذر من العسكرة"مؤتمر ليبيا".. دعم دولي وحفتر يتقدم والسراج يحذر من العسكرة

"مؤتمر ليبيا".. دعم دولي وحفتر يتقدم والسراج يحذر من العسكرة

مع اقتراب عقد المؤتمر الوطني الليبي للحوار، يرتفع منسوب التفاؤل بإمكانية التوافق حول حكومة موحدة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وإنهاء الحرب المزمنة بالبلاد، رغم تهديد الجيش الليبي بدخول العاصمة طرابلس، من بوابتها الجنوبية.

وتأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إلى ليبيا، لتمنح مؤتمر الحوار ثقلًا دوليًّا أكبر، من شأنه أن يدفع المشاركين في المؤتمر، نحو الخروج بقرارات توافقية قابلة للتنفيذ.

وينعقد مؤتمر الحوار، تحت إشراف أممي، في مدينة غدامس، الواقعة بالقرب من المثلث الحدودي بين ليبيا والجزائر وتونس، وذلك في الفترة بين الـ14 والـ16 من نيسان/أبريل الجاري، وينتظر أن يحضره ممثلون عن مختلف أطراف النزاع، ليخرج بخريطة طريق للمرحلة الانتقالية.

وحتى الآن، لم تُعلن بعد قائمة المدعوين للمؤتمر، ولا عددهم، لكن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أشار إلى أن عددهم يتراوح بين 120 إلى 150 شخصًا، وأنّ البعثة تقوم بإبلاغ المشاركين تباعًا، غير أنه حذر من وجود 7 قوائم للمشاركين "مزيفة"، لكن لديه قائمة واحدة "صحيحة".

زخم دولي

قبل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار، تسارعت اللقاءات والاجتماعات الدولية بهدف إنجاح هذا المؤتمر، إذ زار غوتيريش ليبيا، الأربعاء، للقاء مختلف الأطراف، وحثها على إنجاح المؤتمر الوطني الجامع.

كما اجتمعت اللجنة الرباعية الراعية للملف الليبي، ممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، السبت الماضي بتونس، واتفقت على عقد المؤتمر الجامع، الذي يضم كل الأطراف، وعقد "مؤتمر للمصالحة"، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في تموز/يوليو المقبل، برعاية الاتحاد الأفريقي.

وفي الـ 26 من آذار/مارس الماضي، أجرى 14 سفيرًا أوروبيًّا مباحثات مع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، وممثلين عن مجلس النواب، في مدينة بنغازي (شرق).

واستهدفت الزيارة "حث جميع الأطراف على الالتفاف وراء هذه الجهود، لضمان نجاح الملتقى الوطني الليبي الجامع".

وأوضحت البعثة، أن الوفد الأوروبي "أكد لحفتر ومجلس النواب (الليبي) دعم الاتحاد الأوروبي لجهود سلام، للتوسط في التوصل إلى اتفاق سياسي بين أطراف النزاع، لإنهاء المرحلة الانتقالية السياسية".

تفاؤل حفتر وحذر السراج

وفي هذا السياق، توقع حفتر، السبت الماضي، خلال ملتقى للشباب بمدينة بنغازي، أن تكون هناك "حكومة جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

ويعتبر هذا التصريح الأكثر تفاؤلًا للرجل المسيطر على شرقي البلاد وجنوبها، لكن بالمقابل، شدد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، على أن حل الأزمة "لا يأتي بتقاسم السلطة أو إقصاء أحد الأطراف".

وخلال كلمته بالقمة العربية، الأحد الماضي، قال السراج، "نتطلع لعقد مؤتمر الحوار الوطني في أبريل، آملين الوصول لصيغة تفاهمية تضمن العمل على توحيد المؤسسات، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية دستورية صحيحة، تتيح للشعب أن يقول كلمته".

وحذر السراج، من أن "عسكرة الدولة خط أحمر، لن نسمح له أن يحدث".

وفي الواقع، فإن تفاؤل حفتر وتحذير السراج، نابعان من حقيقة أن الأول بات يملك أكثر من ورقة لإشهارها أمام المشاركين في المؤتمر الوطني، فقوات الجيش الليبي تسيطر على كامل إقليمي برقة (شرق) وفزان (جنوب)، وتتواجد في نقاط حساسة بالمنطقة الغربية، وآخرها استعراضها القوة بمنطقة الأصابعة، قرب مدينة غريان، (80 كلم جنوب طرابلس)، والتي لا يفصلها عن العاصمة سوى منطقة ورشفانة.

وهذا ما يثير قلق السراج من إمكانية سيطرة حفتر على طرابلس، سواء عبر مخرجات المؤتمر الوطني، أو عبر اقتحام قواته للعاصمة.

فرغم اتفاق الطرفين في أبوظبي، خلال شباط/فبراير الماضي، على تنظيم الانتخابات قبيل نهاية 2019، إلا أن الخلاف الجوهري ظل حول "أولوية السياسي على العسكري"، وإصرار السراج على ضرورة أن يكون الجيش تحت قيادة مدنية، بينما يتمسك حفتر بقيادة الجيش دون تدخل من أي سلطة سياسية.

طبول الحرب تقرع على أبواب المؤتمر

السراج يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، فمن جهة، هناك قوات حفتر، ومن الجهة الأخرى قوة حماية طرابلس، التي تضم تحالف كتائب مسيطرة على العاصمة، لكنها ترفض الخضوع للسراج شخصيًّا، وتضع شرطًا شبه مستحيل للقبول بقراراته، ويتمثل في اجتماع أعضاء المجلس الرئاسي التسعة، وفقًا لما نص عليه الاتفاق السياسي.

لكن أمام تحرك وحدات عسكرية تابعة للجيش الوطني الليبي، للسيطرة على المنطقة الغربية التي تضم طرابلس، لم يجد السراج بدًا من إعلان النفير العام لقوات الجيش والشرطة التابعة له، رغم أنه تجنب في مرات كثيرة المواجهة العسكرية مع قوات حفتر، رغم خسارة القوات الداعمة له، الكثير من محافظات الجنوب وخاصة سبها والجفرة ومنطقة الهلال النفطي.

تحالف عسكري جديد بالمنطقة الغربية

وأمام الخطر المتصاعد لهجوم قوات الجيش الليبي على العاصمة، أعلنت قوة حماية طرابلس، الاثنين الماضي، في بيان، "توحيد القوات المسلحة الموجودة بالمنطقة الغربية"، من مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) إلى معبر رأس جدير (170 كلم غرب طرابلس).

ويضم التحالف الجديد، الذي تشكل عقب اجتماع انعقد الأسبوع الماضي، المناطق العسكرية الثلاث في المنطقة الغربية، وهي: المنطقة العسكرية طرابلس، بقيادة اللواء عبد الباسط مروان، والغربية (مركزها الزنتان) بقيادة اللواء أسامة الجويلي، والوسطى (مصراتة) بقيادة اللواء محمد الحداد، بالإضافة إلى وحدات مسلحة تابعة لوزارة الداخلية.

وأرجعت قوة حماية طرابلس، توحيد قواتها مع قوات المناطق العسكرية الثلاث لـ"غياب مؤسسات الدولة وسعيها نحو مصالح شخصية لتقاسم السلطة وثروات هذا البلد، والانفراد بها"، فضلًا عن "تحركات بعض الأفراد والمجموعات التي أثارت بعض المشاكل في المنطقة الغربية، ومحاولتها شق الصف"، في إشارة إلى تحركات قوات حفتر، بالمنطقة الغربية.

والجمعة الماضي، نشرت غرفة الإعلام الحربي بالجيش الليبي، لقطات مصورة لرتل من المدرعات والعربات المسلحة تتحرك في طريق خارج التجمعات السكانية، ولكنها قالت إنها دخلت مدينة غريان دون قتال.

وتمثل غريان، مركز منطقة الجبل الغربي، والتي لا تبعد عن طرابلس سوى نحو 75 كلم، ولا يفصلها عنها سوى مدينة العزيزية بمنطقة ورشفانة، الخاضعة حاليًّا لقوات أسامة الجويلي، وتمثل الثقل السكاني الأكبر جنوب طرابلس.

فاللواء خليفة حفتر، ورغم عدم اعتراضه على المؤتمر الوطني للحوار، إلا أنه على الأرض لا زال يقترب بقواته من طرابلس، ويسيطر على المزيد من المدن والبلدات والمطارات وحقول النفط، ولا يقف أمامه سوى خصوم سياسيين وعسكريين منقسمين ومتصارعين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com