4 سيناريوهات في الجزائر تبرز صراع الأجنحة ودور قائد الجيش
4 سيناريوهات في الجزائر تبرز صراع الأجنحة ودور قائد الجيش4 سيناريوهات في الجزائر تبرز صراع الأجنحة ودور قائد الجيش

4 سيناريوهات في الجزائر تبرز صراع الأجنحة ودور قائد الجيش

أكّد متابعو الأزمة السياسية الناشبة في الجزائر، اليوم الإثنين، وجود 4 سيناريوهات تؤجج صراع الأجنحة داخل أروقة الحكم ودور قائد الجيش، بعد مئات المظاهرات المستمرة منذ حراك 22 شباط/فبراير ضد التمديد للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

وسط التخبطات المتواصلة على محوري السلطة والمعارضة، تشهد السرايا حربًا في الكواليس بين عدة أجنحة في النظام، وبرزت ملامح هذه الحرب في توالي الضرب تحت الحزام بين فريقين متنفذين.

ولم يكن ظهور عمار سعداني، الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني" ، قبل ساعات، "مجانيًا"، خصوصًا وأنّ الجميع يدرك تموقع الرئيس السابق للجمعية الوطنية كواجهة لقائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح.

وفي تصريح لموقع "إرم نيوز"، شدّد وزير سابق – طلب عدم كشف هويته – أنّ قائد الجيش المنزعج من "مناورات" القائد السابق للمخابرات الفريق المتقاعد محمد مدين المكنّى "توفيق"، كلّف سعداني بالتسويق لفكرة "تسريع رحيل بوتفليقة"، فضلًا عن مهاجمة خصمه توفيق الشهير بكونه "رأس الدولة العميقة"، وإبراز تواجد قايد صالح كلاعب أساسي في المعادلة.

الأمر ذاته، مرّره قائد الجيش عبر "الإيعاز" للمتحدث باسم جبهة التحرير، حسين خلدون، بطرح سيناريو تنظيم انتخابات رئاسية في غضون تسعين يومًا، وعدم جدوى الاحتكام إلى مؤتمر وطني جامع.

وهذا الاتجاه يتيح لأحمد قايد صالح فرض البديل الذي يريد لبوتفليقة، خصوصًا وأنّ عامل الوقت يصبّ لمصلحته، علمًا أنّ قائد الجيش حرص ولا يزال على عدم الزجّ بالمؤسسة العسكرية مباشرة في المعمعة؛ حتى يكسب نقاطًا إضافية لمصلحته.

وما يؤكد هذا السيناريو أنّ قائد الجيش الذي هدّد المتظاهرين في البداية، عاد بعدها ليستخدم عبارات مغازلة لمواطنيه، وشدّد على أنّ "الجيش ينظر إلى المصلحة العليا للبلاد نظرة شاملة وبعيدة النظر، يصبح من خلالها الوطن وديعة بين أيادٍ أمينة".

وعلى وقع تكتيك "ربح المزيد من الوقت"، يشير الخبير سيد علي عزوني إلى أنّ "البوتفليقيين" مصممون على استمرار بوتفليقة في مرحلة ما بعد 28 أبريل/نيسان القادم (موعد انتهاء ولايته الحالية).

وتبعًا لأنّ الجزائر ستكون مهددة بحالة "شغور دستوري"، يدفع أنصار بوتفليقة باستمرار الأخير، رغم وضعه الصحي المتردي، في الحكم خارج الدستور وإلى غاية انتخاب رئيس جديد للبلاد.

ورغم أنّ الاحتجاجات الشعبية الواسعة تطالب برحيل بوتفليقة وكافة رموز نظامه، إلاّ أنّ من يوصفون "حرّاس المعبد" يعولون على تمرير مشروعهم كـ"تحصيل حاصل" للمطبّ المتوقع، رغم مغادرة الكثيرين لسفينة الرئيس الحالي.

بالتزامن مع ذلك، شدّد الدبلوماسي المتقاعد الأخضر الإبراهيمي على نفي لعبه أي دور في القادم السياسي بالجزائر، وفي رسالة بعث بها إلى "أصدقائه"، نأى مهندس اتفاقيات الطائف بـ"لقاءاته غير الرسمية" مع المعارضين، قبل أسبوع، عمّا جرى تداوله بشأن "إشرافه المفترض" على المؤتمر الوطني الجامع.

وتؤشر رسالة الإبراهيمي على سيناريو ثالث يصبّ في خانة "إجهاض" جهة متنفذة لمشروع المؤتمر الوطني الجامع، وتحوير خارطة الطريق التي أعلنها بوتفليقة في الحادي عشر مارس/آذار الجاري.

وتتقاطع رسالة الإبراهيمي مع أنباء عن احتمال استقالة رئيس الوزراء المكلّف نور الدين بدوي بعد فشله في تشكيل الحكومة، وإثر الرفض التام من ممثلي سائر تيارات المعارضة والحراك لأي تجاوب.

وفي إحالة على سيناريو رابع غير مستبعد، يذهب عزوني إلى إبراز حالة رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى والذي تعرض لحملة لإبعاده عن المشهد السياسي، حيث حرص عبر الظهور، صباح الأحد، في اجتماع لأتباعه في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بغرض التأكيد على ديمومة حضوره.

ولم يُخفِ أويحيى طموحه في أن يصير رئيسًا برسم مرحلة ما بعد بوتفليقة، ويستفيد الرجل "المنبوذ" من دعم القائد السابق للمخابرات محمد مدين.

والواضح بألسنة مراقبين، أنّ الأجنحة المتناحرة في الخفاء لا تبالي بغليان الشارع ورفضه القاطع لـ"الطبخات الفوقية"، بعدما سعت الأجنحة ذاتها قبل فترة للاستقواء عبر ركوب الموجة وتفكيك الحراك عبر ورقة التفاوض.

ويقول الكاتب محمد بن ديدة: "ما يحدث الآن في الجزائر، هو أسلوب كنا نقرأ عنه في علم المخابرات، يعتمد إتعاب العقول بخلخلة التوجُّه الموحّد وبلبلته بتكثيف المواقف المتضاربة".

من جانبه، حذر الناشط المعارض أحمد عظيمي قائلًا: "كنا نتكلم عن الشغور في رأس هرم الدولة، فأصبحنا نتكلم اليوم عن الشغور في كل مؤسسات وهياكل الدولة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com