مباحثات الصحراء الغربية.. الرباط تتشبث بالحكم الذاتي والجزائر و"البوليساريو" تعارضان

اختتم، مساء الخميس، اليوم الأول من مباحثات جنيف حول الصحراء الغربية، والتي جمعت للمرة الثانية على التوالي أطراف النزاع كافة؛ بهدف التوصل إلى حل ينهي الصراع القائم منذُ نحو 42 عامًا بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، التي تطالب باستقلال الصحراء.

وانعقدت المباحثات، التي ستتواصل يوم غدٍ الجمعة، في قلعة لوروزي في بورسين بالقرب من جنيف.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"إرم نيوز"، أن الجانب المغربي تشبث بمقترح الحكم الذاتي خلال المباحثات، وأبدت الجزائر وجبهة "البوليساريو" في المقابل معارضتهما الشديدة لهذا المقترح معتبرتيْن إياه بـ"المتجاوز".

وقال محمد خداد، عضو وفد جبهة "البوليساريو" في تصريحات صحفية، إن "الجمهورية الصحراوية" تشارك في المائدة المستديرة الثانية بحسن نية وباحترام صارم لحق شعب الصحراء في تقرير مصيره.

وشدد على أنه "لن يتم الإقدام على أي خطوة دون الشعب الصحراوي، وأن الحلول المعطلة كالحكم الذاتي هي بالية تمامًا".

وأكد مكتب الأمم المتحدة في مذكرة للصحافة نشرت قبيل انطلاق المباحثات، أن المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء الغربية هورست كولر، "يأمل في أن يتيح هذا اللقاء تعزيز الدينامية الإيجابية التي طبعت المائدة المستديرة الأولى التي عقدت في ديسمبر الماضي بجنيف".

وأضافت المذكرة ذاتها أن المائدة المستديرة حول الصحراء "ستتيح للوفود مناقشة العناصر الضرورية لحل وفق القرار 2440 لمجلس الأمن، ورهانات إقليمية، وإجراءات للثقة".

ويأمل مراقبون بأن يتمكن كولر من بث روح جديدة في المفاوضات السياسية المتعثرة بين أطراف النزاع منذُ نحو 10 سنوات.

وتعد مشكلة الصحراء الغربية واحدة من أكثر مشكلات تقرير المصير تعقيدًا واستعصاءً على محاولات الحل، ولم تفضِ المساعي الدولية إلى تسوية حقيقية، وذلك نتيجة لطبيعة التعقيدات المرتبطة بالملف.

وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب و"البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، عندما جرى توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكمًا ذاتيًا كحل تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.