بعد تخلّيه عن بوتفليقة.. قيادات في الحزب الحاكم ترفع دعوى ضد رئيسه

رفع 30 من كبار زعامات جبهة التحرير الوطني (الحزب الحاكم)، مساء اليوم الأربعاء، دعوى قضائية لاسترجاع تشكيلة الغالبية.

ويفيد نص الدعوى التي حصل عليها مراسل "إرم نيوز"، بأنّ "جبهة التحرير تتواجد في وضع غير قانوني"، لذا قام "المركزيون" بمقاضاة المنسّق الحالي للحزب معاذ بوشارب للظفر بحكم قضائي يمنحهم "الشرعية".

ويتكئ محرّكو الدعوى على كونهم أعضاء منتخبين في اللجنة المركزية؛ أعلى هيئات الحزب الحاكم، خلافًا لمعاذ بوشارب الذي عُيّن بشكل فوقي متسارع في تشرين الثاني/نوفمبر الأخير.

ولا يفصل مراقبون ما يحدث في الحزب الحاكم  في الجزائر عن ارتدادات الأزمة المستعرة في صفوفه؛ إثر تنامي حراك 22 من فبراير، وقيام بوشارب "مُرغمًا" على مبايعة الحراك.

وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، رأى المحلل السياسي رابح مقراني أنّ القبضة المشتدة بين فرقاء تشكيلة الغالبية تنذر بتفتيت حزب دفع ثمن "ولائه الأعمى" لسياسات ورموز السلطة.

ويصف مقراني التحاق بوشارب بالحراك على أنّه "خرجة عبثية" و"محاولة يائسة" من رئيس الغرفة التشريعية السفلى لركوب قطار التغيير، بعدما أيقن أنّ الكفة مالت لصالح الشارع.

بدوره، شكّك المعارض موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، في نوايا بوشارب، ولم يتردد في تصنيف المسألة بـ خانة "المكر"، ورجّح تحريكه بإيعاز من جهات لم يسمها، مشيرًا إلى أنّ خصوم بوشارب هم أسماء ظلت تدافع بشدة عن النظام واستفادت من الريع، متسائلًا: "كيف رفعوا شعار المعارضة فجأة؟".

تفاعل 

في سياق متصل، كشف الروائي الجزائري البارز رشيد بوجدرة لـ"إرم نيوز" أنّ ما يربو على مئة شخصية في الفكر والقانون والسياسة والاقتصاد تتفاعل إيجابًا مع الحراك، وتودّ الانضمام إلى خط وطني يحرص على التفاعل مع انشغالات الشارع.

من جانبه، أبرز الحقوقي بوجمعة غشير خشيته على مآلات البلاد، وسعي النخب للتأسيس كطرف ثالث بوسعه إخراج الجزائر من الاحتقان الذي تعيشه بين "الموالاة المطلقة" و"المعارضة المطلقة"، على حد تعبيره.

وركّز الوجهان الثوريان، لخضر بورقعة وزهرة ظريف بيطاط، على أنّ خوفهما وغيرتهما على البلاد هي ما يدفعهما للنزول إلى الشارع مجددًا كمواطنين دون أي خلفيات أخرى.